Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأربعاء 08 مايو 2024 9:25 صباحًا - بتوقيت القدس

سامحني أبو كرمل.. أنا لم ولن انساك

تلخيص

سامحني أبا كرمل .. أنا لم أنساك ولن أنساك !


غادرتنا إلى الرفيق الأعلى في الوقت الذي نودّع فيه كل يوم مئات الشهداء في كل مكان من أرض قطاع غزة المنكوب..سامحني فالشعب الفلسطيني الصابر المرابط يودع فلذات أكباده، عشرات الآلاف من الشهداء منذ أكثر من سبعة أشهر متواصلة.

سامحني ابا كرمل فلم أستطع أن أكتب عنك وأنا أشاهد الأمهات الغزاويات وهنّ يلملمن أشلاء أطفالهنّ.. سامحني يا عبدالله، فلم أستطع أن أودعك وأنا أرى الشيخ الكبير الذي يلملم جراحه النازفة وكل همّه البحث عن أحفاده وإخراج جثثهم من تحت أنقاض منزله الذي هدمه الاحتلال الصهيوني فوق رؤوس أبنائه وبناته وأزواجهن.


سامحني أيها العزيز وأنا أشاهد الجموع الهائمة على وجوهها لا تعرف أين تذهب بعد أن فقدت البيت والأهل والجيران. الجموع المذهولة المتسائلة عن الأمة وقادتها وجيوشها وهي تتفرج على مأساتهم.


سامحني يا رفيق الدرب وأنا أرى أطفال غزة يتزاحمون للحصول على وجبة طعام، الحصول على قليل من العدس وعلى رغيف خبز.


سامحني وأنا أرى الطفل المصاب وهو يرتعش من الخوف والدم يسيل من وجهه البريء، وعيونه زائغه مستغرباً مما يجري له وحوله.


سامحني وأنا أرى الأم الثكلى تحتضن جثمان طفلها الذي لم يتجاوز عمره أياماً معدودة ملفوفاً بقطعة قماش بيضاء يقال لها كفن ولا تريد مفارقته.


سامحني وأنا أشاهد حاضنات الأطفال الخدّج، وقد انقطع عنها التيار الكهربائي والأكسجين.


سامحني وأنا أرى الطبيب البطل الذي يجاهد لإنقاذ طفل يلفظ أنفاسه الأخيرة، ولكن لم يستطع أن ينقذه فيصاب بنوبة بكاء، وتلك الممرضة الهادئة رغم كل المصائب التي أمامها، إلا أنها تحاول المستحيل للتخفيف من الجرحى بما يتوفر لديها من إمكانات شحيحة.


سامحني وأنا أرى المسعف في الهلال الأحمر الفلسطيني وفي الدفاع المدني وهو يتعرض للقتل، عندما يلقي بنفسه في مكان الجريمة التي اقترفها جيش الاحتلال.

أبا كرمل ..
كان مشوارنا طويلاً عندما التقينا سوياً في مدينة البعوث الإسلامية التابعة لجامعة الأزهر في الستينات من القرن الماضي، ثم جمعتنا "فتح" فصوت "العاصفة" في العام ١٩٦٨ الذي انطلق في مثل هذه الأيام من شهر أيار "مايو "، إلى أن وصلنا إلى عضوية المجلس الثوري لحركة فتح بعد المؤتمر العام الخامس للحركة الذي انعقد وقتها في تونس، وبعدها توزعنا، فبقيت أنا في الإذاعة وفي الإعلام ثم التوجيه السياسي، وذهبت أنت سفيراً في هنغاريا ثم بولندا، وكم ساعدتني في طباعة ملصقات وإرسالها من أصدقائنا البولنديين عندما كنت مسؤولاً للإعلام الفلسطيني في الأردن.


وعدنا إلى الوطن، أنت وكيلاً لوزارة السياحة، وأنا نائباً للمفوض السياسي العام، مساعد القائد العام، وبعد تقاعدنا من السلطة ترأست أنت هيئة المتقاعدين المدنيين، ثم عضواً في المجلس الاستشاري لحركة فتح الذي جمعني وإياك مرة أخرى.


اذكر يا عبدالله يوم حضرت إلينا في الإذاعة في شارع الشريفين في القاهرة قادماً من عمان، وتحمل ما صنعته والدتك رحمها الله من أكلها الطيب وهو المسخن اللذيذ.


وكم كان برنامجك الإذاعي "مع المقاتلين في قواعدهم" بلهجتك الفلّاحية المحببة من صوت العاصفة، يحظى باهتمام، وينقل صورا من قواعد حركة فتح.

وداعاً أخي عبدالله.. نفتقد ابتسامتك وقفشاتك المضحكة التي لم تفارقك طيلة حياتك.. إلى جنات الخلد مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

دلالات

شارك برأيك

سامحني أبو كرمل.. أنا لم ولن انساك

مينيابوليس - الولايات المتّحدة 🇺🇸

forgive me قبل 7 شهر

ما الذي يتحدث عنه بحق الجحيم، عن ذكرياته في شركة حركة فتح، لو لم تكن هذه الحركة الفاسدة موجودة أبدًا، لكان الشعب الفلسطيني الآن أفضل بنسبة 100٪. إذا شعرت أن الغزيين يعانون، اذهب

الرياض - السعودية 🇸🇦

عمر عطية قبل 7 شهر

باركك الله واسعدك وشكرا على هذا المقال بحق الأخ عبد الله حجاز وهو يستحق ما قيل وأكثر . شكرا لوفائك

عمان - الأردن 🇯🇴

سليم النجار قبل 7 شهر

مقال جميل ومعبر عن حالات الشتات الفلسطيني

الشارقة - الإمارات العربيّة المتّحدة 🇦🇪

ابو بلال بكر قبل 7 شهر

احسنت وانت المخلص لامتك ورحم الله الشهداء وعسى الله ان تكون منهم يا ابا كرمل

المزيد في أقلام وأراء

حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال

د. دلال صائب عريقات

سموتريتش

بهاء رحال

مبادرة حمساوية

حمادة فراعنة

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%52

%48

(مجموع المصوتين 92)