ارتفعت وتيرة الحرب النفسية التي تشنها إسرائيل والضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة وهما اللتان تنسقان كل الخطوات في اطار ما يمكن تسميته بفوضى الاخبار والتصريحات التي ترد من كل المواقع ..

يواصل نتانياهو بضغط من اليمين المتطرف الذي يمثله التهديد باقتحام رفح ، في الوقت الذي اشترط عليه وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن خلال زيارته القصيرة يوم امس بالامتناع عن عملية رفح مرحليا ، على اعتبار انها ستضر بعلاقات التطبيع مع السعودية ، في الوقت الذي لوح فيه نتانياهو إلى ان دخول رفح سيتم حتى لو تم التوصل لصفقة تبادل ، لكنه تراجع عن هذا التصريح بضغط أميركي صريح ..

نغمة التهديدات ارتفعت خلال لقاء وزير الجيش الإسرائيلي يؤاف غالانت ببلينكن في معبر كرم ابو سالم وكيبوتس نير عوز حيث قال ان العمليات العسكرية اللازمة في رفح سيتم تنفيذها ، في حين كرر بلينكن موقف الولايات المتحدة بان على حماس قبول صفقة التبادل ، ليطل مساء امس رئيس هيئة الأركان هرتسي هليفي ليكمل مسلسل حلقات التهديد بالقول ان إسرائيل تجهز هجوما على الشمال ، اضافة لتوسيع الهجوم في غزة من اجل السماح بعودة المستوطنين وبإعادة المحتجزين …

تأتي هذه التصريحات في اطار الحرب النفسية لان ما يدور على ارض الواقع يخالفها ولا يتوافق معها تماما فإسرائيل تدرك ان استعادة المحتجزين لدى المقاومة في القطاع بالقوة والقضاء على نشطاء حماس لن تثمر وان حربا على الشمال غير واردة ولكن رئيس الأركان ادلى بهذا التصريح وهو مطلع على الجهود الفرنسية من اجل التوصل لاتفاق في ما يخص المعركة مع حزب الله ..

في الوقت الذي تم فيه فتح معبر بيت حانون ( إيريز) مساء امس لاول مرة منذ السابع من اكتوبر الماضي لدخول المساعدات إلى قطاع غزة ، بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الاميركي بلينكن إلى بعض المعابر والمستوطنات في الجنوب ، فان الحرب الإعلامية الاسرائيلية متواصلة اضافةً للضغط الاميركي من خلال التلويح بان حماس هي من ترفض صفقة التبادل ، في محاولة لتحمليها المسؤولية والقاء العبء عليها كما تريد اسرائيل ، وفي حقيقة الأمر فان اسرائيل هي التي تعرقل صفقة التبادل وترفض تطبيق ما ورد في ورقة المقترحات المصرية بشكل واضح وتحاول الالتفاف على المصطلحات الواردة في هذه الورقة ، وتراهن على ان حماس سترفض الصفقة ، لكن الأخيرة قالت انها لا زالت تناقش المقترحات المصرية وسترد عليها قريبا ( اليوم الخميس او غدا الجمعة) لتقطع الطريق على اسرائيل والولايات المتحدة معا ..

سيجتمع الكابينيت السياسي والامني الموسع مساء اليوم بانتظار رد حماس واتخاذ الخطوة التالية فيما يخص رفح ، وحتى هذه اللحظة لا يمكن بسبب هذه الفوضى الإعلامية وحرب التصريحات النفسية التأكد من الحقائق والى اين ستذهب الأمور، لكن الواضح ان هذه الحرب النفسية التي تشنها إسرائيل لا تؤثر إلا على نفسيات جمهورها وخصوصا عائلات المحتجزين التي تتوسل لايقاف الحرب ، كما ان نتانياهو يلعب بكل الأوراق محاولا ارضاء اقطاب اليمين وكسب ثقة الاميركيين إلا انه لن يستطيع ارضاء غالبية الإسرائيليين لتنعكس حرب الاعصاب والنفسيات على اسرائيل ، في حين ستخرج المقاومة منتصرة امام كل هذه الفوضى ومهما حصل من نتائج عسكرية وسياسية في كل الميادين