تتصاعد المواجهات العسكرية على جبهة لبنان الجنوبية، حيث شنّ "حزب الله" اللبناني هجمات صاروخية بعشرات صواريخ "الكاتيوشا" على منطقة ميرون في الجليل الأعلى ردًا على قصف إسرائيلي على عدة بلدات في جنوب لبنان.

يأتي ذلك في وقت، أعلن وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه من جنوب لبنان، أنّه سيُقدّم مقترحات لمسؤولين لبنانيين اليوم الأحد، بهدف تهدئة التوتر في جنوب لبنان ومنع نشوب حرب.

وأعلن "حزب الله" في بيان، أنّه استهدف ليل السبت-الأحد، مستوطنة ميرون والمستوطنات المحيطة بها بعشرات صواريخ الكاتيوشا، "ردًا على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على القرى الجنوبية والمنازل المدنية وخصوصًا في بلدات القوزح ومركبا وصربين".

كما نشر الحزب مشاهد تُظهر استهداف مقر القيادة وتموضع قوات لـ"الكتيبة 51" التابعة للواء غولاني في مستوطنة المنارة شمال فلسطين المحتلة.

جريح إسرائيلي في ميرون

في المقابل، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بإصابة جندي إسرائيلي جراء استهداف القاعدة الجوية في جبل ميرون بالجليل الأعلى.

وقال جيش الاحتلال إنّه رصد إطلاق 26 صاروخًا باتجاه ميرون، مضيفًا أنّه "اعترض بعضها فيما سقط بعضها الآخر في مناطق مفتوحة".

وعلى الفور، شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي هجمات على عيتا الشعب ومارون الراس ويارين وطيرحرفا جنوبي لبنان، زاعمًا أنّه هاجم بنية تحتية لـ"حزب الله".

وليل السبت-الأحد، استهدفت غارات إسرائيلية منزلًا في بلدة صربين في قضاء صور، ما أسفر عن إصابة 14 شخصًا.

وقالت مراسلة "العربي": إنّ الطائرات الإسرائيلية استهدفت منزلًا مؤلفًا من ثلاث طبقات دمّرته بالكامل، كما استهدفت أطراف بلدتي بيت ليف والقوزح، في حين تعرّضت قرى عدة على الشريط الحدودي لقصف مدفعي.

وقرابة الثانية فجرًا، أطلق الجيش الإسرائيلي النار باتجاه بلدة عيتا الشعب من موقعه في بركة ريشا.

كما حلّق الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط وصولًا حتى مشارف نهر الليطاني حتى صباح اليوم الأحد، مطلقًا القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق.

سيجورنيه في بيروت

 إلى ذلك، وصل سيجورنيه ليل السبت -الأحد إلى بيروت في إطار جولة في الشرق الأوسط، في محاولة لنزع فتيل التصعيد المستمر على الحدود الجنوبية للبنان.

وبعد زيارة لقوات حفظ السلام في الناقورة بجنوب لبنان، قال سيجورنيه: "إذا نظرت للوضع اليوم.. إذا لم تكن هناك حرب في غزة، يمكننا أن نتحدّث عن وجود حرب في جنوب لبنان بالنظر إلى عدد الضربات والتأثير على المنطقة".

وأضاف:" سأواصل رسائل وأطرح مقترحات على السلطات هنا لدفع هذه المنطقة للاستقرار وتجنب نشوب حرب".

وفي وقت سابق هذا العام، قدّم سيجورنيه مبادرة تقترح انسحاب "حزب الله" مسافة عشرة كيلومترات من الحدود، بينما توقف إسرائيل ضرباتها في جنوب لبنان.

ولم يُحرز الاقتراح الفرنسي تقدمًا. لكن باريس تريد الحفاظ على زخم المحادثات والتأكيد للمسؤولين اللبنانيين على أنه يتعيّن عليهم أخذ التهديدات الإسرائيلية بشن عملية عسكرية في جنوب لبنان على محمل الجد.