Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الثّلاثاء 12 أبريل 2022 11:21 مساءً - بتوقيت القدس

أنا الصوتُ في هـذا السكون!

المتوكل طه

***

مَن أنتَ؟

فاجَأَني الهواءُ!

وكانَ صدري حقلَ ضوءٍ

 فاستوى طيرُ  الشُّروقِ على الغصونْ..

مَن أنتَ؟

هل لي بِضْعُ ساعاتٍ لأعْرِفَ مَن أنا، 

وأسيرَ نحو البابِ حتى لا تُبْعْثِرَني الظُنونْ!

مَن أنتَ؟

دعني كي أرى غيري،

 وأمسحَ زِئبقَ المرآةِ..

 قد أبدو كما تبدو الخرافةُ،

 أو أكونُ كما الأساطيرِ البليغةِ،

 أو أكونُ حكايةً للمهدِ، 

أو خيطانَ ثوبٍ، 

أو مواويلَ الحصادِ، 

وقد أكونُ كما أنا في صورةِ الآباءِ، 

أو ألّا أكونْ..

مَن أنتَ؟

..يذكُرُ أنَّهُ قد جاءَ من حَجَرٍ وقمحٍ، 

ثم ساحَ مَعَ الفَرَاشِ،

 وطارَدَتْهُ النَّحلةُ العطشى، 

وعادَ مع الرُّعاةِ، 

وخفَّ مَعْ إخوانِهِ العشرينَ للأحلامِ،

 ناموا كُلُّهم تحتَ الظلالِ،

 وكان ليلُ القريةِ الخضراءِ أبيضَ 

كالنوايا والصلاةِ، 

وحين ثابَ أعادَ للغزلانِ لُعبَتَها،

وخافَ من الرُّماةِ،

كما يخافُ الأرنبُ الفِضّيُّ..

 قد شَرِبَ الصخورَ، 

ولم يُحَدِّقْ في السفوحِ،

 وإنما أخَذَتْهُ أقواسُ الحياةِ، 

وكان يحلمُ؛ 

كيف للعسلِ الشفيفِ بأنْ يُجَلّيَ عَيْنَها 

خلفَ الجفونْ!

 وغفا قليلاً..

قبل أن تبكي السماءُ على تجاعيدِ الحُفاةِ، 

وكان، وهو يَغُذُّ خَطْوَ النورِ، يسألُ : 

هل سأَلْقَى كهفَ جدّي؟

ثم طارَ على هبوبٍ من سحابٍ أو شجونْ.

مَن أنتَ؟

هذا؛ لا جوابَ ولا سؤالَ! 

أنا .. أنا ! 

مِنْ دُونِ  أصباغٍ  وسيفٍ، 

مَن ينامُ على سريرِ البحرِ

 مِنْ أَرْزِ الثُّلوجِ إلى المروجِ ، 

ومَن تنامى في المشيمةِ مثلَ تمثالِ القُرنفلِ ..

 إنني مَن شقَّ أرضاً لم يَطَأها العابرونَ ، 

وأنبتَ الزيتونَ في عاجِ البروجِ ، 

وراوغَ  النَّوَّارَ في كأسِ النهارِ ، 

وظلَّ يرقصُ للغزالِ على مزاميرِ الجنونْ .. 

 فَمَن أنا؟! 

إني جناحٌ من  جيادِ النارِ ،

مِن بَرْقِ السماءِ إذا  توهّجّ في الحريقِ ، 

ومن جحيمِ  الأغنياتِ إذا تصادت في الطريقِ ،

ومِن عماليقِ السواحلِ مَن  تحنَّثَ جدُّهم، 

قَبْلَ الرسائلِ، للبريقِ، 

فجاءَ كُلُّ الأنبياءِ إلى معابدِ عِطْرِهِ قبلَ الكلامِ..

 وكانَ جَدّي أوَّلَ الإنشادِ  في شَفَةِ الرّخامِ ، 

وأولَ الأشجارِ في هذا العقيقِ..

 أنا هنا مِن قَبْلِ طوفانِ الحمامةِ،

 قبلَ أن تمشي الرعودُ إلى الغمامِ، 

وقبل يعقوبَ الضريرِ وقصّةِ الجُبِّ الحَرامِ، 

وقبلَ إبراهيمَ والجَدِّ الذبيحِ ..

 أنا هنا قبلَ المَسيحِ،

 وقبل يوشعَ، 

قبل راحابِ التي خانتْ فكانتْ لَعنةً في كُلِّ ريحٍ..

 ثم تسألُ: مَن أنا؟!

إني التي كانت شقائقَ في الربيعِ، 

وأحْرُفاً للموجِ والليمونِ والشَّفَقِ المُطَرَّزِ في النّجيعِ، 

وإنها غدُنا الذي يأتي..

على سَرْجٍ بديعٍ..

ثمّ تسألُ مَنْ أنا؟!

إني الذي  ذَرَأَ الحروفَ، 

وقدَّمَ الَّلوْحَ السَّويَّ ..

لكي يكونَ الصَوتَ في هذا السكونْ ..

فمَن أكونْ؟!

إنّي الذي إنْ شاءَ كانَ ..

ومَن يكون.

شارك برأيك

أنا الصوتُ في هـذا السكون!

المزيد في أقلام وأراء

قمة فلسطين

حمادة فراعنة

القمة العربية وسؤال فلسطين

جمال زقوت

حكايتي مع امرأة اسمها فلسطين!

عند مفترق الطرق

د. غيرشن باسكن

الملك يصر على رفض التهجير . تأييد من حماس ورفض اسرائيلي وأمريكي لمخرجات قمة القاهرة

كريستين حنا نصر

المفاهيم الخاطئة

د. جيرشون باسكين

عشرة أيام؟!

ابراهيم ملحم

لماذا تعتبر القمة العربية الطارئة مفصلية؟

محسن أبو رمضان

قراءة في تبريرات قيادات حماس لمآلات السابع من أكتوبر

حلمي أبو طه

تجمع أحرار غزة.. صوت وطني وليس حزباً سياسياً

د.أحمد يوسف

معادلة: استهانة استباحية وقحة.. "أنا لا أراكم يا عرب"

حمدي فراج

حماس في مواجهة المستعمرة

حمادة فراعنة

قمباز... أبو شاويش

عمر رحال

القمة العربية هي تعبير عن تحولات النظام العربي الجديد

محمد المصري

التكيف مع السياسات الأمريكية لن يحمي أحداً من تداعياتها المستقبلية

مروان إميل طوباسي

الإدارة الأمريكية على يمين الحكومة الإسرائيلية

أحمد رفيق عوض

صمود فلسطين بدعم عربي

حمادة فراعنة

قمباز.... أبو شاويش

د. عمر رحال

صفقة وقف إطلاق النار أو إطلاق سراح الرهائن: استراتيجية للمماطلة والضم وتوسيع المستوطنات وإنهاء حل...

دلال صائب عريقات

مفاجأة أوجلان.. هل تثبط استراتيجية إسرائيل

جودت مناع

أسعار العملات

الإثنين 03 مارس 2025 2:04 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.6

شراء 3.58

دينار / شيكل

بيع 5.07

شراء 5.05

يورو / شيكل

بيع 3.77

شراء 3.76

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 773)