أقلام وأراء
الأحد 14 أبريل 2024 2:57 مساءً - بتوقيت القدس
غزة ونتنياهو ومعايير الربح والخسارة
تلخيص
حسب التخطيط الاستراتيجي العسكري، فان معايير الربح والخسارة واضحة في ارض المعركة ومحسومة لمن يخرج منتصراً. بعد ٧ شهور لم تنته الحرب ولم يتحقق مفهوم النصر العسكري لا لحماس، ولم يحقق نتنياهو أهدافه المعلنة بالقضاء على حماس او تحرير الرهائن. ومن هنا نستطيع ان نقول بان إسرائيل لم تربح المعركة العسكرية، وهذه نتيجة يدركها كل الخبراء.
وبنفس الوقت من يفكر استراتيجيا يدرك ان عدم ربح طرف في المعركة العسكرية، لا يعني باي شكل ان هناك ربح على الطرف الاخر، خاصة فيما لو نظرنا لأعداد الضحايا وهول الدمار. وهنا اود الخوض في خطورة الواقع بعد استشهاد اكثر من ٣٤ ألف فلسطيني في غزة، وعدة آلاف مفقودين ما زالوا تحت الأنقاض، والخسائر كبيرة وسريعة في الأرواح وفي المباني والممتلكات والبنية التحتية والمواد، والعالم فشل في وقف النار، والدمار طال كل شئ في غزة، وانهيار كامل في منظومة الغذاء والصحة والمياه والتعليم والنظم الاجتماعية، والثقافية والانسانية.
ولا تزال الوفيات المسجلة الناجمة عن سوء التغذية غير موثقة، وصور جثث الأطفال ذات الهياكل العظمية تظهر الآثار الرهيبة للجوع والحرمان بين الصغار وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة جسدية او نفسية. كل هذا الاجرام الموثق وإسرائيل مفلتة من العقاب.
نعم لقد عادت القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في النضال والتحرر من الاحتلال لأجندات صناعة السياسة العالمية، الا ان المشروع الكولونيالي الإسرائيلي مستمر، وعمليات القتل والاعتقال والتدمير والتهجير والعنصرية والابادة ما زالت مستمرة في غزة وفي الضفة بهمجية ووحشية المستوطنين المسلحين المحميين من جنود الاحتلال.
بعد 7 أكتوبر، تبنت إسرائيل مبدأ الانتقام، وتخلت عن قواعد اللعبة الإنسانية في قوانين الحرب، وتجاهلت منهجية الهدن المؤقتة، والمساعدات التي تبنتها خلال حروب 2008 و 2012 و2014 و2019 و2021.
كما أخطأت الولايات المتحدة في دعمها المستميت لإسرائيل، وحاولت إقناع حكومة نتنياهو بأن تسهيل المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين من شأنه أن يساعد إسرائيل على تحقيق أهدافها الحربية.
ومع تزايد الضحايا وجرائم الحرب الموثقة في غزة، سببت الحرب لبايدن هزيمة سياسية، ما جعل الولايات المتحدة تزيد من حدة انتقاداتها بشكل كبير، لكنها لم توقف الحرب وهي الوحيدة القادرة على ذلك.
لن تكون عمليات الإنزال الجوي والرصيف العائم الذي تبنيه الولايات المتحدة كافيتين لتزويد الفلسطينيين في غزة بما يحتاجون إليه، خاصة وأن مقدمي المساعدات الانسانية أوقفوا نشاطهم، بعد أن قتلت الغارات الجوية الإسرائيلية سبعة من عمال المطبخ المركزي العالمي في الأول من أبريل. وحتى الآن، لا يوجد تدخل امريكي يرتقي لمستوى الواقع، بالرغم من هزيمة بايدن السياسية وخلافاته الشخصية مع نتنياهو، الذي حقق مكسب البقاء في السلطة، بإطالة عمر الحرب، بحجة حماس والخطر القادم من ايران، ومحاولاته المتكررة بالمماطلة وتشتيت اللاعبين بالخطر الإيراني او غيره وحماية المستوطنين في الضفة من خلال استفزاز المنطقة لتحقيق مكاسب براغماتية شخصية، بينما سبب الكثير من الهزائم لإسرائيل علئ المستوى الدولي القانوني والإنساني.
نعم كسب نتنياهو بشكل شخصي، الا ان إسرائيل تعاني اليوم من الانتقادات الحادة بعد قرار محكمة العدل الدولية، وطلب الإجراءات الاحترازية، وبعد قرار مجلس الامن المؤقت المنتهي الصلاحية، أعلنت إسرائيل عن خطوات مثل فتح ميناء أشدود أمام شاحنات المساعدات، وتسهيل الوصول إلى غزة عبر معبر إيريز على الحدود الشمالية للقطاع، ومرور المساعدات من الأردن عبر معبر كرم أبو سالم، وتحسين التنسيق بين العمليات العسكرية والأنشطة الإنسانية، كردود فعل لتهدئة المنتقدين امام المجاعة والابادة الموثقة في غزة، خاصة مع انهيار النظام العام. للخروج من الوضع الراهن ولتحقيق مكاسب إنسانية وإنقاذ إسرائيل من سيناريو الانهيار الذاتي والعزلة الدولية، لا بد من وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق سياسي. الأولوية اليوم تتلخص في معالجة الأزمة الإنسانية، ومن الناحية الواقعية، فإن مثل هذه الخطوات لن تنجح إلا مع وقف إطلاق النار الدائم.
ولا يزال يتعين زيادة الواردات إلى أقصى حد، والسماح لقوافل المساعدات بالمرور بأمان وتخفيف القيود على الحركة، كما يجب على إسرائيل التوقف عن استهداف القادة المدنيين والمسؤولين في غزة المشاركين في حماية المساعدات والإشراف على التوزيع، وعليها التوقف عن سياسة الاغتيالات المحلية والإقليمية التي هدفها استنفار الجبهات الاقليمية واستفزاز المنطقة وإطالة عمر الحرب، وإبقاء نتنياهو في الحكم على حساب حل سلمي شامل في اطار صفقة كبيرة على مستوى الإقليم، تنهي الاحتلال وتمنح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة في التحرر.
في معايير الربح والخسارة، وفي التفكير الاستراتيجي، نذكر ان هذه ليست حربا، بين جيشيين يتقابلان. هذا إرهاب دولة منظم وسلسلة جرائم من جيش الاحتلال العسكري طويل الامد ضد شعب اعزل، بهدف التهجير والضم والمصادرة والاستيطان والقضاء على حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير في التحرر والاستقلال والعيش بكرامة وسلام، وهذا ما هو بعيد جدا عن واقع غزة الان.
دلالات
د. رياض العيلة قبل 7 شهر
دكتورة اعتقد ان الامر لايتناول قضيتي المحتجزين من الاسراىيليين وتدمير حماس..ولكن القضية اللساسية هي ايقاع اكير قدر من الشهظاء والجرحى والمعاقين وتدمير كل ما هو خيوي في غزة من جامعات ومظارس ومشلفي ويتية
المزيد في أقلام وأراء
إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين
حديث القدس
توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين
سري القدوة
حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال
د. دلال صائب عريقات
سموتريتش
بهاء رحال
مبادرة حمساوية
حمادة فراعنة
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
الشيخ يبحث مع ممثل الاتحاد الأوروبي وقف الحرب على قطاع غزة
ترمب يرشح طبيبة من أصل عربي لمنصب جراح عام الولايات المتحدة
الأكثر قراءة
"حماس" تنفي انتقال قياداتها من قطر إلى تركيا: أنباء غير حقيقية
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 93)
شارك برأيك
غزة ونتنياهو ومعايير الربح والخسارة