قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن حماية المدنيين الفلسطينيين في الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ضرورة أخلاقية وإستراتيجية وإن الكارثة الإنسانية في غزة المحاصرة تتفاقم.

وبحسب ما نشرت صحيفة "يو إس نيوز أند وورلد ريبورت" كان أوستن يتحدث خلال اجتماع مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في البنتاغون في الوقت الذي يعتقد فيه الخبراء أن العلاقات بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد تدهورت إلى أدنى مستوياتها في زمن الحرب.

وقال أوستن وهو يجلس أمام غالانت، الذي يعتبر مهندس الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر : "في غزة اليوم، عدد الضحايا المدنيين مرتفع للغاية وكمية المساعدات الإنسانية منخفضة للغاية".

وقال أوستن مستخدماً بعضاً من أقوى لهجاته حتى الآن بحسب ما نشر: "غزة تعاني من كارثة إنسانية والوضع يزداد سوءاً".

وقال البنتاغون في وقت لاحق إن مناقشة أوستن مع غلانت كانت صريحة ومباشرة.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير إن وزير الدفاع الإسرائيلي التقى أيضًا لليوم الثاني مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الذي أبلغ غالانت أن إسرائيل بحاجة إلى زيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وعقد غالانت في وقت لاحق محادثات مع مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز، الذي عاد مؤخرا من محادثات في قطر سعيا للتوصل إلى اتفاق يبدوا أكثر تعقيدا اليوم مما كان عليه الحال قبل أسبوع لإطلاق المحتجزين الإسرائيليين مقابل وقفا لإطلاق النار، وإدخال المساعدات إلى غزة، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.

وفي حديثه للصحفيين، قال غالانت، الذي يسعى على ما يبدو إلى تهدئة التوترات الأميركية الإسرائيلية، إنه شدد على أهمية الحفاظ على العلاقات الأميركية الإسرائيلية  على أمن إسرائيل والحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل في المنطقة، بما في ذلك قدراتها الجوية.

وقال غالانت: "إننا نتقاسم 100% من القيم و99% من المصالح مع الولايات المتحدة".

ويتعرض بايدن لضغوط من جماعات حقوق الإنسان وبعض زملائه الديمقراطيين لربط المزيد من المساعدات العسكرية بشرط تخلي نتنياهو عن اجتياح مدينة رفح المحاصرة  بجنوب غزة، حيث يحتمي قرابة مليون ونصف المليون فلسطيني. وقد قاوم الرئيس الأميركي القيام بذلك.

وقتلت إسرائيل عبر هجماتها الجوية والبرية والبحرية المستمرة دون انقطاع منذ 7 تشرين الأول الماضي أكثر من 32 ألف فلسطيني، وأصابت أكثر من 75 ألف إصابة، وفقدان أكثر من 8 آلاف مواطن (تحت الردم)، معظمهم من النساء والأطفال، وهجرت معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3  مليون مواطن .

وقال أوستن: "نحن بحاجة إلى زيادات فورية في المساعدات لتجنب المجاعة".

وقال مسؤول كبير بوزارة الدفاع الأميركية تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته (بحسب الصحيفة) إن المزيد من المساعدات تتدفق الآن عبر المعابر البرية وإن نحو 200 شاحنة تعبر إلى غزة يوميا.

وعقد اجتماع غالانت مع أوستن بعد أن ألغى نتنياهو يوم الاثنين زيارة منفصلة لاثنين من كبار مساعديه إلى واشنطن بسبب الاستماع إلى أفكار أميركية حول البدائل العملياتية لاجتياح  رفح.

وأصبحت علاقات نتنياهو المتوترة مع بايدن أكثر توتراً بسبب قرار واشنطن عدم استخدام حق النقض ضد قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يسعى إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة. وتعمل الولايات المتحدة على إقناع نتنياهو بالنظر في خيارات أخرى بدلا من الغزو البري لرفح، آخر ملاذ آمن نسبيا للمدنيين الفلسطينيين.

وقال أوستن إنه مستعد لمناقشة طرق بديلة لاستهداف نشطاء حماس هناك.

وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لصحيفة "يو إس نيوز أند وورلد ريبورت" إن أوستن ناقش الخطوات المحتملة مثل الاستهداف الإسرائيلي الدقيق لمقاتلي حماس في المدينة الجنوبية على حدود غزة مع مصر.

أدى التهديد بمثل هذا الهجوم إلى زيادة الخلافات بين الحليفين المقربين، الولايات المتحدة وإسرائيل، وأثار تساؤلات حول ما إذا كانت الولايات المتحدة قد تقيد المساعدات العسكرية إذا تحدى نتنياهو بايدن ومضى قدمًا على أي حال.

وشدد غالانت على أنه بينما ناقش المساعدات الإنسانية أوضح أيضا خطة إسرائيل للمضي قدما في جهود تدمير حماس قائلا إن ذلك ضروري لردع "الأعداء المشتركين" في إشارة واضحة إلى إيران. وأضاف أن حماس لا تزال لديها خمس كتائب تعمل في رفح.

وقال أوستن إن الروابط الأمنية بين إسرائيل والولايات المتحدة "لا تتزعزع". وأضاف أن "الولايات المتحدة هي أقرب أصدقاء إسرائيل وهذا لن يتغير".