أقلام وأراء
الجمعة 22 مارس 2024 8:50 صباحًا - بتوقيت القدس
الذكرى السادسة والخمسين لمعركة الكرامة الخالدة
تلخيص
في مثل هذا اليوم الخميس 21 آذار / مارس 1968 والذي كان يوما صحوا لا أثر فيه للبرق والرعود لكنه أمطر الانتصار العظيم لثورتنا وردت الاعتبار للجيوش العربية التي هزمت قبل تسعة أشهر في حرب الأيام الستة بل الساعات الستة إثر تدمير سلاح الجو المصري وخروجه من المعركة..
وكل الاحتفالات بذكرى معركة الكرامة نغرق بتفاصيل الإجراءات والأدوات العسكرية والفنون القتالية للمقاومة بما فيها استخدام الأحزمة الناسفة وبطولة الفرقة الأولى للجيش العربي الأردني بما فيها المدفعية السادسة الثقيلة التي لم يتوقعها جيش الاحتلال بقيادة موشيه ديان. اليوم نعقد مقارنة بين الخميس 21/ 3/ 1968 والخميس 3/21/ 2024 ...
أولا : تركت حرب حزيران آثارها المدمرة بسقوط الجبهات الثلاث، المصرية والسورية والأردنية، وشعرت جماهير الأمة العربية أنها أمة فاقدة للانتصار، وبخاصة تصريحات قادة الاحتلال بأنهم أسطورة التفوق والجيش الذي لا يقهر حسب وزير الحرب موشيه ديان..الأمر الذي دفع الرئيس عبد الناصر إلى التنحي عن القيادة والنضال في صفوف الجماهير رفضا للهزيمة، ولكن خروج الشعب المصري يومي 9 و 10 يونيو / حزيران إلى جانب نداء أحرار الأمة العربية المراهنة على دور الرئيس عبد الناصر الايجابي لمصر والأمة العربية. استجاب وعدل عن الاستقالة ولكن على قاعدة الاستعداد لمعركة الحسم مع إسرائيل بحرب الاستنزاف داعيا كل القوى بما فيها حركة فتح ولو بإشعال الحرائق لكسر حلف الاحتلال وهزيمته.
ثانيا : كان الجيش العربي الأردني يعتصره الألم بفقدان الضفة الغربية والقدس وأسندت مهمة إعادة بناء الفرقة الأولى للواء مشهور حديثة الجازي الذي انتزع قرارا بتسهيل مهمات الفدائيين لمشاغلة الجيش الإسرائيلي، حتى يتمكن من الجاهزية الكاملة، وبالتالي تواجدت حركة فتح ومختلف الفصائل في غور الأردن واعتبرته فتح القاعدة الآمنة، مما أزعج العدو من تصاعد العمليات العسكرية بمناسبة عيد الانطلاقة في 1/1/1968، فبدأ يستعد لتطهير ما أسماه بأوكار المخربين في غور الأردن واصفا فتح بأنها كالبيضة يحتاج إلى شيء من الضغط ليكسرها، بل ويجلس في السلط لفرض استسلام ملك الأردن على حد زعمه، ولم يكن له ذلك ...
ثالثا: استمرت المعركة خمسة عشر ساعة ..ذهل جيش الاحتلال بحجم الأداء العسكري الرسمي والفدائي وطلب وقف اطلاق النار.. رفض الأردن هذا الطلب طالما هناك جنديا إسرائيليا شرق الأردن، الأمر الذي دفعه إلى الانسحاب تاركا خلفه عددا من الدبابات المعطوبة والتي تم عرضها على المدرج الروماني في عمان مما أعاد المعنويات وتعظيم دور المقاومة ووحدة الدم الفلسطيني والأردني ..
رابعا : أقر ديان وعوزي نركيس كقيادة عسكرية ورئيس وزراء دولة الاحتلال بالهزيمة، حيث قال ديان ردا على أسئلة الصحفيين " ماذا أفعل إذا من هم أمامي قرروا الموت.. لو فعلوا عكس ذلك لقضي الأمر..
خامسا : عادت حركة فتح تتصدر المشهد بعد أن قلبت قانون حرب العصابات بالصمود والمواجهة رغم النصائح بأن المعركة عسكرية وتختلف مع قانون حرب الغوار ( إذا أقبل العدو أهرب ) فأصبحت العامود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية والرقم الصعب في معادلة الصراع بالشرق الأوسط.. وصنعت من أصغر جغرافيا قضية تشغل العالم كله ..
سادسا : كانت أمتنا مزهوة برد الفعل الرسمي العربي بوجود الرئيس جمال عبد الناصر بالإضافة إلى لاءات الخرطوم الثلاث " لا صلح ..لا تفاوض .. لا استسلام " والحضور المشع للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي حقق الإجماع الفلسطيني ( نختلف معه ولا نختلف عليه ) وهذا ما كان يردده حكيم الثورة جورج حبش ...
يقابله اجترار الألم من ليفي أشكول رئيس وزراء إسائيل ووزير جيشه موشيه ديان، ومؤشرا لاستكمال الجيوش
الثلاثة استعداداتها لخوض معركة الحسم واستعادة فلسطين حرة عربية ...إلا أن زعيم الأمة جمال عبد الناصر قد فارق الحياة مبكرا، فتحول الاستعداد لحرب التحرير إلى حرب التحريك وضاعت الفرصة ...
سابعا : كانت حاضنة إسرائيل أميركا بقيادة الديمقراطيين ممثلا بالرئيس لندون جونسون الذي حل مكان جون كندي باعتباره نائبا له منهمكا بالحرب على الفقر ومساعدة الطبقات الكادحة ومهتما في التنمية والرعاية الصحية وحقوق الانسان ولم يكن مهووسا كما رؤساء اليوم...
أما هذا الخميس 21/3/ 2024 ...خميس الذكرى السادسة والخمسين :
أولا : فالوضع الفلسطيني يشهد تراجعا غير مسبوق بفعل عملية الشرخ والانقسام الذي استمر سبعة عشر عاما دون علاج رغم وجود النصوص، لكن العلة تكمن في فقدان المبادرة والإرادة والخضوع لإرادة الغرب " في فرق تسد وتقسيم المقسم " ...
ثانيا : غياب القيادة العربية من الملك فيصل ابن سعود الذي استخدم النفط سلاحا، إلا أنه قُتل من الأقربين أو جمال عبد الناصر أو هواري بومدين الذي دُس له السم، وحلت بدل لاءات الخرطوم " التطبيع مع إسرائيل واللامبالاة في ذبح الشعب الفلسطيني كما يحدث الآن في الضفة وقطاع غزة والقدس...
ثالثا : الوضع لدولة الاحتلال :
أ – حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل بقيادة نتنياهو صاحب الحلم المريض والذي تعاظم دوره بوصول الصهيونية الدينية للحكم المؤمنة بأنهم شعب الله المختار، ويحق لهم قتل غير اليهود، أما قتل الفلسطينيين وجوبا لأنهم ينازعوننا على ما يسمونه أرض الميعاد، وهذا ما حقق شرخا عميقا في دولة الاحتلال يرقى إلى الصراع الحاد وغير المسبوق..
ب _ التغيير الجذري في دولة الاحتلال التي تمارس التمييز العنصري خلافا لقواعد القانون الدولي وحقوق الانسان، فلم تعد دولة بل عصابات تمارس الإرهاب كما كانت في البدايات " شتيرن .هاجانا ..وارغون.. واليوم شباب التلال ولاهافا وتدفيع الثمن.. أي أنها حكومة حسم الصراع بالرؤيا الصهيونية للحل متجاهلة قرارات الشرعية الدولية وامكانات وقدرات العرب والمسلمين ومسيحيي الشرق ترتكز على نتائج الحكومات التي سبقها على مدار خمسة وسبعين عاما من استحداث قوانين بالكنيست بخصوص العبرنة والتهويد وبخاصة في مدينة القدس، والعمل من اجل أن تكون عاصمة أبدية موحدة لدولة الاحتلال ..
ج _ ممارسة الحصار بكل أشكاله على الضفة والقطاع والقدس وعرب الـ 48 خلف الخط الخضر في برنامج يحظى بشبه إجماع على " الترانسفير " تهجير الفلسطينيين خارج فلسطين، الأمر الذي سبب اجتياح حماس في السابع من أكتوبر كرد فعل فلسطيني على حماقات نتنياهو وبن غفير وسموترتش والياهو وهم وراء المذبحة والإبادة الجماعية لشعبنا في غزة التي يندى لها جبين البشرية...
د _ عجز الجيش الصهيوني ودول الناتو من تحقيق الانتصار رغم الجسر الجوي والبحري ومستودعات أمريكا في المنطقة من هزيمة المقاومة في غزة على مدار خمسة أشهر ونصف، مما يؤكد هزيمة دولة الاحتلال إذا ما توفر الإيمان العربي بعدالة القضية الفلسطينية ومركزيتها للأمة بفعل مكانتها الروحية وبسالة شعبها ومراسه النضالي ...
رابعا : وضع الولايات المتحدة
تقودها إدارة ديمقراطية برئاسة الصهيوني بالنشأة والتكوين بايدن الذي يقدم الدعم اللامحدود لدولة الاحتلال وكأن هزيمتها تمثل إطاحة بالولايات المتحدة الأمريكية، فحشد كل أساطيله وحاملات الطائرات، وانخرط عضوا في حكومة حرب دولة الاحتلال مع جسر جوي وبري بأحدث الأسلحة لإبقاء حكومة التطرف الإسرائيلية بعد تهمشهما في السابع من أكتوبر في المشهد، ضاغطا على النظام الرسمي بعملية التطبيع واتخاذ أكثر من فيتو في مجلس الأمن الدولي، حماية لجرائم الإبادة الجماعية والانحراف النازي ضد أهلنا في غزة، تلك الوقاحة التي دفعت الشباب الأمريكي وبخاصة يهود الولايات المتحدة إلى النزول للشارع في مظاهرات غاضبة ضد الإدارة الأمريكية لإدراكها طبيعة دولة الاحتلال ...
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
الأردن: قصف إسرائيل حيًّا ببيت لاهيا ومنزلا بالشيخ رضوان "جريمة حرب"
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
مستعمرون بينهم بن غفير يقتحمون الحرم الإبراهيمي
الأكثر قراءة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 82)
شارك برأيك
الذكرى السادسة والخمسين لمعركة الكرامة الخالدة