أقلام وأراء

الأربعاء 06 مارس 2024 10:03 صباحًا - بتوقيت القدس

يوم اسود من الذاكرة

في مثل هذا اليوم السادس من اذار العام ١٩٤٩ قبل مجلس الامن الدولي عضوية إسرائيل في الامم المتحدة وذلك ايذاناً بنهاية الحرب على فلسطين وقبول الدول العربية آنذاك بهدنة انتهت من خلالها الحرب ..


كانت تلك الفترة قد شهدت نكبة فلسطين وتهجير وطرد وتشريد اكثر من ٨٠٠ الف فلسطيني من الوطن الذي سعت الجمعية العمومية للأمم المتحدة عام ١٩٤٧ لتقسيمه إلى دولتين ، فلسطينية بنسبة ٤٢،٣ بالمئة ويهودية بنسبة ٥٧،٧ بالمئة وفقا للقرار رقم ١٨١ ولم يتم استفتاء او مشاركة الفلسطينيين بهذا القرار الذي اعطى الأقلية اليهودية مساحة اكبر من الأكثرية الفلسطينية فتم رفض القرار الأمر الذي تسبب بالحرب التي اسفرت عن نكبة فلسطينية وكان ابرز إرهاصاتها اضافة للتهجير والنزوح الفلسطيني ، اقامة الكيان الاسرائيلي المحتل على الارض الفلسطينية وبناء مستوطنات بدلا من القرى الفلسطينية حيث تم تدمير ٤٧٨ قرية من اصل ٥٨٥ قرية كانت قائمة وارتكب الاحتلال ٣٤ مجزرة ..


ونحن نستعرض التاريخ الذي يعيد نفسه فان مشهد اليوم لا يختلف كثيرا فنزوح الفلسطينيين إلى الجنوب وحرمانهم من العودة إلى منازلهم يشبه إلى حد كبير النكبة ، لا سيما وان القرار الإسرائيلي الجائر يحرم اكثر من مليون مواطن من حقهم بالعودة إلى منازلهم ويحرمهم من الراحة والامن والامان ، واذا كانت النكبة عام ١٩٤٨ أتت على معظم القرى والمدن الفلسطينية فان العدوان الحالي على قطاع غزة دمر كل المحافظات والمدن والقرى والمخيمات في غزة ولم يعد هناك شيئ صالح للعيش ، يضاف لذلك عدد الشهداء والجرحى والمفقودين الصاخب وعدد المجازر الرهيبة التي ارتكبت بحق القطاع ..


ان استعادة ذكريات النكبة في اليوم الذي منح فيه مجلس الامن الشرعية لكيان غير شرعي لانه قائم على احتلال ارض دولة اخرى يثبت بما لا يدع مجالا للشك حجم المؤامرة الدولية وحتى العربية على فلسطين وقضيتها التاريخية ..


إذا كان هناك شعور عربي بحتمية تحرير فلسطين قديما ومبادرة بعض الجيوش العربية وخوضها حروبا مع اسرائيل خصوصا عامي ١٩٤٨ و١٩٦٧ رغم الهزيمتين الساحقتين وخلفهما علامات سؤال عديدة ، فان الحس القومي العربي لقضية فلسطين واهميتها في وجدان العرب حاليا يبدو معدوما إلى حد التنازل والتخاذل دون ردة فعل تستحق الذكر ..


فلسطين بقيت تاريخيا لوحدها ، وغزة تحارب نيابة عن كل الامة العربية اسرائيل التي تغلغلت في منطقتنا عسكريا ودبلوماسيا وستبقى عائقا لاي مبادرة سلمية لانها عنصر قلق منذ تاريخ السادس من اذار ١٩٤٩ وهو التاريخ الذي اعترف فيه العالم بالاحتلال كدولة بينما أدار العالم ظهره لفلسطين وجعلها ضحية لصراع إقليمي معقد وطويل ..


بعد ٧٥ عاما من اعتراف العالم باسرائيل ، إلا تستحق فلسطين اعترافاً لاقامة دولتها وانهاء اطول احتلال في تاريخ البشرية ..


انها النكبة الحقيقية التي يتحمل مسؤوليتها العرب والغرب وكل من سار وحلق في فلك إسرائيل ومنحها اعترافاً في يوم اسود من ايام سوداء اخرى قاتمة في الذاكرة الفلسطينية الشاهدة على العدوان .

دلالات

شارك برأيك

يوم اسود من الذاكرة

المزيد في أقلام وأراء

نتانياهو وفيتو صفقة التبادل

حديث القدس

هل ما زالت ألمانيا تكره الحروب؟

وليد نصار

مكاسب استراتيجية للفلسطينيين

حمادة فراعنة

دورنا في مواجهة المعادلات الجديدة في ظل عجز أمريكا وأزمة إسرائيل

مروان أميل طوباسي

حماس وطوفان الأقصى.. والإكراهات الجيوسياسية

ماجد إبراهيم

رفح ثغر الشعب و حبل الصرة مع الأمة

حمدي فراج

رفح بين الصفقة والحرب

حديث القدس

رحيل الطبيب والوجيه الفاضل د. جواد رشدي سنقرط

معتصم الاشهب

الاسرى الفلسطينيون في مواجهة “مخططات هندسة القهر” الإسرائيلية

اسعد عبد الرحمن

هل سيجتاح نتنياهو رفح؟

المحامي أحمد العبيدي

الدولة العميقة في أمريكا تقرر مواصلة الحروب

راسم عبيدات

رفح في مرمى العاصفة

حديث القدس

الدعم الأميركي والعقوبات على «نيتساح يهودا»

إميل أمين

مسارات الحرب في مرحلتها الثالثة

معين الطاهر

وحدة الضفتين أنموذج للفكر الوحدوي الهاشمي

كريستين حنا نصر

لماذا يقف الأردن مع فلسطين

حمادة فراعنة

"عقوبات" أمريكية مع 26 مليار دعم.. تبرئة للمجرمين وتمويه الشراكة بالإبادة

وسام رفيدي

"التخطيط للمستقبل مع قائد السعدي : استراتيجيات التغلب على الأزمات المالية للشركات الناشئة"

قائد السعدي

عالم صامت امام عدوان إسرائيل على كل معالم الحياة البشرية ..!!

حديث القدس

كأن هذه الامة استمرأت الهزائم و لم تعد تحب الانتصار

حمدي فراج

أسعار العملات

السّبت 27 أبريل 2024 8:23 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.81

شراء 3.79

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 4.05

دينار / شيكل

بيع 5.41

شراء 5.39

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%73

%22

%5

(مجموع المصوتين 167)

القدس حالة الطقس