فاز الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بهامش تاريخي من التصويت الحزبي في ولاية أيوا، أول ولاية ترشح للرئاسة، مما أدى إلى تقدم حملته لمحاولة الوصول إلى البيت الأبيض للمرة الثالثة وتضييق الطريق أمام نيكي هيلي، المرشحة المفضلة لدى الجمهوريين المؤيدين لإسرائيل الذين لا يريدون ذلك.

وفاز ترامب بنسبة 51% من الأصوات في المؤتمرات الحزبية يوم الاثنين، وجاء حاكم فلوريدا رون ديسانتيس في المركز الثاني بفارق كبير بنسبة 21%، وجاءت نيكي هيلي، حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة والسفيرة لدى الأمم المتحدة المعروفة بتأييدها المتفاني لإبادة الفلسطينيين الجماعية في غزة، في المركز الثالث بنسبة 19%. وكان فوز ترامب متوقعا، لكن هامشه البالغ 30% كان الأكبر على الإطلاق في سباق في ولاية أيوا.

وحصل فيفيك راماسوامي، رجل الأعمال الذي برز في اعتناقه أفكار اليمين المتطرف ، على أقل من 8% من الأصوات وأعلن انسحابه، مما أدى فعلياً إلى تضييق السباق إلى ثلاثة.

وفي خطاب النصر الذي ألقاه في مقره في دي موين، أعرب ترامب عن أسفه "للوضع الإسرائيلي"، في إشارة إلى هجوم حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول والحرب التي تلت ذلك في غزة، وقال إنه "سيعمل على حل الأمر بسرعة كبيرة". كما كرر ادعاءاته في الماضي بأن حركة حماس لم تكن لتهاجم إسرائيل لو كان رئيسا الآن.

وقد أطلق ملاحظة كريمة نادرة في النصر بعد أن مزق خصومه – وخاصة ديسانتيس – لعدة أشهر.

وأظهر ترامب مبادرة نادرة في شكر منافسيه بالقول "أريد أن أهنئ رون (ديسانتس) ونيكي (هيلي) على قضاء وقت ممتع معًا. نحن جميعًا نقضي وقتًا ممتعًا معًا. وأعتقد أن كلاهما قاما بعمل جيد للغاية" وأضاف "أعتقد أنهما قاما بعمل جيد للغاية أريد أيضًا أن أهنئ فيفيك لأنه قام بعمل رائع. … إنهم أذكياء جدًا، أناس أذكياء جدًا، أناس قادرون جدًا".

وتأتي مجاملة ترامب لمنافسيه وسط الاحتمال المتزايد بأنه سيكون في نهاية المطاف المرشح الرئاسي الجمهوري ليواجه جو بايدن يوم 5 تشرين الثاني . وتعهد كل من ديسانتيس وهيلي بنقل المعركة إلى نيو هامبشاير، ولكن مع تخلفهما الكبير وراء ترامب ، تبدو فرصهما في الفوز ضئيلة.

ومن المؤكد أن نتيجة يوم الاثنين ستكون مخيبة للآمال بالنسبة للمانحين اليهود في المؤسسة الذين كانوا يبحثون عن بديل لترامب والذين توافدوا في الأسابيع الأخيرة على هايلي مع ارتفاع أرقام استطلاعاتها وانخفاض نسبة ديسانتيس.

ويقدر هؤلاء المانحون اليهود ترامب لتحولاته خلال فترة رئاسته نحو المواقف اليمينية في إسرائيل، لكنهم يشعرون بالقلق الآن من الإجراءات القانونية والبقايا السياسية المرتبطة باحتضانه للادعاءات الكاذبة بأنه فاز في انتخابات عام 2020.

وقالت هيلي في خطاب التنازل الذي ألقته إنها تظل الخيار الأفضل للجمهوريين الذين يعتقدون أن ترامب خسر المؤامرة.

وقالت: "أستطيع أن أقول بأمان الليلة إن ولاية أيوا جعلت هذه الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري عبارة عن سباق بين شخصين"، مشيرة إلى أن استطلاعاتها تتفوق بكثير على ديسانتيس في الولايتين الأوليتين التاليتين، نيو هامبشاير وكارولينا الجنوبية.

ويبدو أن ديسانتيس، رغم أنه جاء في المركز الثاني، لديه مسار أضيق من هيلي. لقد استثمر بشكل كبير في مسابقة آيوا.

وأشار الديمقراطيون إلى أنهم استمتعوا باحتمال إجراء مباراة العودة عام 2020 بين ترامب وبايدن. لقد جعل بايدن ارتباطات ترامب بالمتطرفين ومعاداة السامية في مقدمة ووسط حملته الانتخابية.

دونالد ترامب هو زعيم حركة "ماجا MAGA – اجعل أميركيا عظيمة مرة ثانية" المتطرفة التي سيطرت بالكامل على الحزب الجمهوري - ولكن في علامة واضحة على الضعف، حتى عندما كان زعيم الحزب الجمهوري ورئيسًا سابقًا، صوت ما يقرب من نصف الجمهوريين في ولاية أيوا لصالح شخص آخر. وقالت اللجنة الوطنية الديمقراطية في بيان.

بدوره اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أن الفوز السهل الذي حققه سلفه دونالد ترامب في الانتخابات التمهيدية بولاية أيوا مساء أمس الاثنين يجعل منه "بكل وضوح الأوفر حظا" لنيل بطاقة الترشيح الجمهورية لمنافسته في الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني المقبل.

وفي منشور على حسابه في منصة إكس دعا فيه أنصاره إلى التبرع لحملته الانتخابية، قال بايدن "يبدو أن دونالد ترامب قد فاز لتوه في ولاية أيوا، إنه بكل وضوح المرشح الأوفر حظا على الجانب الآخر في هذه المرحلة".