Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الخميس 11 يناير 2024 10:57 صباحًا - بتوقيت القدس

أهداف بلينكن الحقيقية: ترتيبات أمنية و سياسية لمصلحة إسرائيل

برأيي ان ألاهداف الحقيقية لوزير الخارجية الامريكية انتوني بلينكن التي تقف خلف زياراته المكوكية للمنطقة تتلخص اولاً في حماية إسرائيل من المخاطر الخارجية و الداخلية على حدٍ سواء، او قل ان بلينكن يهدف ضمن أمور اخرى إلى ترشيد الغضب الاسرائيلي او تخليصها من عقدة الزوال او انكشاف الظهر، و هذا الهدف يتجلى في النصائح العلنية و السرية لتغيير وتيرة الحرب بحيث تكون "نظيفة" و "محتملة" و "غير مكلفة" و "منسية" إالى حدٍ كبير حتى لا تخسر إسرائيل صورتها ولا سرديتها و حتى لا تنفجر من الداخل تمزقاً و جدلاً و انقساماً، النصائح الامريكية التي تقدم لاسرائيل و كـنها اعتذارات تخفي الشراكة و التخطيط و الاعداد المشترك لهذه الحرب، لذلك فإن كل ما يقال عن خلافات بين أميركا و إسرائيل هو مجرد خلاف على الشكل لا على المضمون على الاطلاق، اما الهدف الثاني لوزير الخارجية الامريكية فيتمثل في ابقاء الاجماع الاقليمي العربي على ضرورة التطبيع من جهة و على ضرورة المساهمة ألامنية و المالية في ترتيبات ما بعد الحرب و كذلك ضمان الضغط و الضبط للاطراف الفلسطينية و محاولة تعويضها او ترويضها او حتى تهديدها من خلال أطراف عربية عديدة اغراءاً او تهديداً او كليهما، ولان بلينكن لم يعد يتحدث عن المبادرة العربية او اتفاق اوسلو او حتى صفقة القرن او الاتفاقات الابراهيمية، فالمقصود هو ترتيب أمني سياسي يحتاج إلى غطاء عربي يمنح الشرعية للاوضاع الجديدة حيث يتم – حسب أميركا و إسرائيل- استبعاد حماس و "تحديث" السلطة الفلسطينية و محاولة ربط قد تكون رمزية بين الضفة الغربية المحتلة و قطاع غزة الذي سيعاد محاصرته بشكل جديد.


الهدف الثالث الذي يرمي إليه بلينكن برأيي هو تسويق وهم الدولة الفلسطينية للمرة الالف دون اجراءات او خطط او خطوات حقيقة على الارض، ان التلويح بهذا الشعار سيطرب العالم العربي بالذات، و سيكون من السهل عليهم -تحت هذا الشعار- الذهاب بعيداً في عمليات التطبيع المجاني بما يضمن ذلك اتفاقات تجارية و أمنية و سياسية.
بلينكن يقول علناً ان الجميع متفق على ان هدف اقامة الدولة هدف يحتاج وقتاً، و هو يعرف ان إدارته قد لا تكون في البيت الابيض لنسة اخرى قادمة، و ربما يكون الهدف الرابع للرجل يكمن هنا اي تحسين صورة ادارة بايدن امام جمهوره القلق و المستنكر لما يجري في قطاع غزة اي ان المطالبة المثيرة للسخرية بتقليل الاصابات في صفوف المدنيين الفلسطينيين بالتوازي مع تدفق المساعدات اليهم ما هي الا ضريبة كلامية يقدمها بلينكن لجمهوره اكثر مما هي موجهة للاسرائيليين او الفلسطينيين، اذ ان هذين الطلبين لا يستويان على الاطلاق و فيهما استهتار و استخفاف بالقانون الدولي و الحياة الانسانية ايضاً.


الهدف الخامس وراء ديبلوماسية بلينكن هو ابقاء هذه الحرب مستعرة لان مصلحة اميركا هي اقتلاع مقاومة الفلسطينيين حقاً و انهاء اية مخاطر أمنية تواجه إسرائيل او احتلالها، ان تقديم الغطاء الاخلاقي و الامني و السياسي لاسرائيل في حربها ضد الفلسطينيين بهذا الشكل المروع انما هو خدمة لرؤية امريكية اصيلة ترى في القضية الفلسطينية قضية يمكن احتمالها و التعايش معها شريطة حصر الصراع و عدم اتساعه و هذا يتم من خلال بلطجة حقيقية مارسها بلينكن و وزير الدفاع اوستن بطريقة فظة و علنية.


و لهذا، بإن الهدف السادس من هذه الزيارات هو تسويق دعم اميركي لوجستي للسلطة الوطنية الفلسطينية بديلاً عن إقامة الدولة او العمل من اجلها، و هو هدف قد يترافق مع محاولة حثيثة امريكية للاطاحة بحكومة نتنياهو المتطرفة التي تحرج الادارة الامريكية طيلة الوقت، هذا الهدف لم يعد خافياً على أحد بعد محاولة نتنباهو و حكومته ان يستبقوا النصائح الامريكية بخطوات تفرغها من مضمونها او ينتقوا من نصائح البيت الابيض ما يريدون و كيف يريدون، بحيث تبدو إسرائيل و كأنها تقرر لنفساها دون سيطرة أمريكية.


اخيراً، اهداف بلينكن من زياراته المكوكية لا تختلف كثيراً عن زيارات من سبقه من وزراء الخارجية الامريكية السابقين و هي اهداف ليس فيها تسوية حقيقية تقوم على اساس من العدل و الكرامة و الامن، بل هي ترتيبات امنية سياسية يكون فيها لاسرائيل الافضلية في كل شيء، فيما يكون فيها الفلسطيني مكشوف الظهر مسلوب القرار، و ما زلنا نتذكر اسماء شهيرة و كثيرة منذ كيسنجر الذي ورط المنطقة و فككها و حتى بلينكن الذي لا يملك بريق الاول ولا دهائه.

دلالات

شارك برأيك

أهداف بلينكن الحقيقية: ترتيبات أمنية و سياسية لمصلحة إسرائيل

المزيد في أقلام وأراء

سيادة العراق ولبنان في خندق واحد

كريستين حنا نصر

إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين

حديث القدس

توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين

سري القدوة

حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال

د. دلال صائب عريقات

سموتريتش

بهاء رحال

مبادرة حمساوية

حمادة فراعنة

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 93)