قفزت عقود الغاز المستقبلية في أوروبا وسط تصعيد الحرب في غزة، حيث يهدد ذلك بانتشارها وتحولها إلى صراع واسع النطاق.

ارتفعت العقود المتداولة في هولندا، التي يُنظر لها كمعيار رئيسي للسوق الأوروبية، بنحو 6% في ساعة مبكرة من اليوم الأربعاء، بعدما تفاقمت المخاوف إزاء زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط عقب قصف الولايات المتحدة أهدافاً عراقية، فضلاًَ عن الهجمات الجديدة التي شنتها ميليشيات الحوثي على سفن الشحن في البحر الأحمر . كما صعدت أسعار النفط.

ورغم أن تأثير تغيير مسار السفن لم يظهر بوضوح حتى الآن على الإمدادات، فإن السوق لا تزال تعيش في حالة تأهب وترقب نظراً للمخاطر المحتملة على طرق النقل الرئيسية لصادرات الطاقة. وغيرت بعض السفن التي تنقل شحنات الغاز الطبيعي المسال مسارها متجهة في رحلات أطول مسافة قد تستمر لأكثر من شهر، في ظل تجنبها للبحر الأحمر، بحسب بيانات تتبع السفن من "بلومبرغ".

مع ذلك، تحركت أسعار الغاز في أوروبا ضمن نطاق ضيق نسبياً خلال الأيام الماضية، وتتجه إلى الانخفاض بأكثر من 50% منذ بداية هذا العام؛ إذ عزز ارتفاع مخزونات الوقود والتراجع النسبي في الطلب الثقة حول قدرة القارة على اجتياز موسم التدفئة الحالي بسهولة.

تراجع الطلب على الغاز

كتبت شركة "تايمرا إنيجي" (Timera Energy)، التي تقدم خدمات استشارية للقطاع، في مذكرة أن السوق تحافظ على استقرارها ومرونتها رغم اقترابها من 2024 في ظل مخاطر ارتفاع الأسعار العديدة -مثل التوترات الجيوسياسية- إضافة إلى مخاطر النقل عبر البحر الأحمر.

يتوقع أن يستمر اعتدال الطقس في معظم أنحاء أوروبا حتى مطلع يناير، ما يعني تراجع الطلب على الغاز المستعمل في التدفئة، واستغلت بعض الدول ذلك لتجديد مخزون الوقود خلال عيد الميلاد، فيما كانت ألمانيا والنمسا وبلجيكا والدنمارك ضمن الدول التي سجلت زيادة طفيفة في مخزون الغاز يوم الإثنين، بحسب جمعية "مشغلو البنية التحتية للغاز في أوروبا" (Gas Infrastructure Europe).

ختاماً، ارتفعت عقود الغاز تسليم يناير في هولندا بنسبة 5.6% إلى 36.08 يورو للميغاواط في الساعة عند 8:48 صباحاً بتوقيت أمستردام، فيما صعدت العقود المكافئة لها في المملكة المتحدة بنسبة 5.7%.