عربي ودولي
الأحد 10 ديسمبر 2023 2:46 مساءً - بتوقيت القدس
صحيفة:إسرائيل تخسر حربها ضد حماس
واشنطن - "القدس" دوت كوم - سعيد عريقات
في مقال نشرته مجلة "ذي نيشون" الأميركية، للكاتبين توني كارسون ودانييل ليفي، يقول الكاتبان أن إسرائيل في طور خسارة المعركة التي تقودها ضد حركة المقاومة الإسلامية " حماس" في قطاع غزة، معتبرين أن حماس مع قلة عديدها وعتادها أضحت ندا لإسرائيل.
ويقول الكاتبان : "قد يبدو ضربا من اللامعقول الإشارة إلى أن مجموعة من القوات المسلحة غير النظامية، التي يبلغ عددها بضع عشرات الآلاف، والمحاصرة ولا تملك سوى القليل من القدرة على الوصول إلى الأسلحة المتقدمة، هي بمثابة ند لواحد من أقوى الجيوش في العالم، التي تدعمها وتسلحها الولايات المتحدة. ومع ذلك فإن عدداً متزايداً من المحللين الاستراتيجيين في المؤسسة يحذرون من أن إسرائيل قد تخسر هذه الحرب على الفلسطينيين على الرغم من أعمال العنف الكارثية التي أطلقتها منذ الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول".
ويضيفان أنه "من خلال استفزاز الهجوم الإسرائيلي، ربما تحقق حماس العديد من أهدافها السياسية الخاصة".
يبدو أن كلاً من إسرائيل و"حماس" تعيدان ضبط شروط تنافسهما السياسي ليس على الوضع الراهن قبل السابع من تشرين الأول، بل على الوضع الذي كان قائماً في عام 1948 ، وليس من الواضح ما سيأتي بعد ذلك، لكن لن تكون هناك عودة إلى الوضع السابق (يوم 6 تشرين الأول 2023)".
وبحسب المقال ، فقد أدى الهجوم المفاجئ إلى تحييد المنشآت العسكرية الإسرائيلية، وكسر بوابات أكبر سجن مفتوح في العالم، وتسبب في هياج مروع قُتل فيه نحو 1200 إسرائيلي، 845 منهم على الأقل من المدنيين، "ولعل السهولة الصادمة التي اخترقت بها حماس الخطوط الإسرائيلية حول قطاع غزة ذكّرت الكثيرين بهجوم تيت الفيتنامي عام 1968. ليس حرفياً، فهناك اختلافات شاسعة بين حرب التدخل الأميركية في أرض بعيدة والحرب الإسرائيلية للدفاع عن احتلالها في الداخل، والتي يشنها جيش من المواطنين مدفوعاً بإحساس بالخطر الوجودي، ولكن في المنطق السياسي الذي يشكل هجوم قوات العصابات".
ويشير الكاتبان إلى أنه "في عام 1968، خسر الثوار الفيتناميون المعركة وضحوا بالكثير من البنية التحتية السياسية والعسكرية السرية التي بنوها بصبر على مدار سنوات. ومع ذلك، كان هجوم تيت لحظة أساسية في هزيمتهم للولايات المتحدة - وإن كان ذلك بتكلفة باهظة في أرواح الفيتناميين. ومن خلال شن هجمات دراماتيكية رفيعة المستوى في وقت واحد على أكثر من 100 هدف في جميع أنحاء البلاد في يوم واحد، حطمت العصابات الفيتنامية المسلحة بأسلحة خفيفة وهم النجاح الذي روجت له إدارة الرئيس الأميركي آنذاك، ليندون جونسون للشعب الأميركي. لقد أوضحت للأميركيين أن الحرب التي طُلب منهم التضحية بعشرات الآلاف من أبنائهم من أجلها لا يمكن الفوز بها".
ويشرح المقال أن القيادة الفيتنامية بقياس تأثير أعمالها العسكرية من خلال آثارها السياسية وليس من خلال التدابير العسكرية التقليدية مثل خسارة الرجال والعتاد أو اكتساب الأراضي، ومن هنا جاء رثاء هنري كيسنجر عام 1969: "لقد خضنا حرباً عسكرية؛ خصومنا خاضوا معركة سياسية. سعينا للاستنزاف الجسدي. كان خصومنا يهدفون إلى إنهاكنا النفسي. وفي هذه العملية فقدنا رؤية أحد المبادئ الأساسية لحرب العصابات: إن حرب العصابات تفوز إذا لم تخسر. والجيش التقليدي يخسر إذا لم ينتصر".
هذا المنطق جعل جون ألترمان، من "مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية" في واشنطن العاصمة، يرى أن إسرائيل معرضة لخطر كبير بالخسارة أمام حماس.
يقول ألترمان : "إن مفهوم حماس للنصر العسكري... يدور حول تحقيق نتائج سياسية طويلة الأمد. إن حماس لا ترى النصر في عام واحد أو خمسة أعوام، بل من خلال الانخراط في عقود من النضال الذي يزيد من التضامن الفلسطيني ويزيد من عزلة إسرائيل. في هذا السيناريو، تحشد حماس السكان المحاصرين في غزة حولها بغضب وتساعد في انهيار حكومة السلطة الفلسطينية من خلال ضمان أن ينظر الفلسطينيون إليها على أنها ملحق ضعيف للسلطة العسكرية الإسرائيلية. وفي الوقت نفسه، تبتعد الدول العربية بقوة عن التطبيع، وينحاز الجنوب العالمي بقوة إلى القضية الفلسطينية، وتتراجع أوروبا عن تجاوزات الجيش الإسرائيلي، ويندلع نقاش أميركي حول إسرائيل، مما يؤدي إلى تدمير الدعم من الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) الذي تتمتع به إسرائيل هنا منذ أوائل السبعينيات".
وكتب ألترمان أن حماس تسعى إلى "استخدام قوة إسرائيل الأكبر بكثير لهزيمة إسرائيل. إن قوة إسرائيل تسمح لها بقتل المدنيين الفلسطينيين، وتدمير البنية التحتية الفلسطينية، وتحدي الدعوات العالمية لضبط النفس. كل هذه الأمور تعزز أهداف حماس الحربية".
لقد تم تجاهل مثل هذه التحذيرات من قبل إدارة بايدن والقادة الغربيين، الذين تعود جذور احتضانهم غير المشروط لحرب إسرائيل إلى الوهم القائل بأن إسرائيل كانت مجرد دولة غربية أخرى تمارس أعمالها بسلام قبل أن تتعرض لهجوم غير مبرر في 7 تشرين الأول - إنه خيال مريح لأولئك الذين يفضلون تجنب الاعتراف بالواقع الذي شاركوا في خلقه".
بحسب المقال، فإنه لو حتى تم غض الطرف عن "الإخفاقات الاستخباراتية"، فقد كان فشل إسرائيل في توقع هجوم السابع من تشرين الأول بمثابة فشل سياسي في فهم عواقب نظام القمع العنيف الذي وصفته منظمات حقوق الإنسان الدولية والإسرائيلية الرائدة بنظام الفصل العنصري.
ويشير المقال إلى إن حماس، في كسر الوضع الراهن الذي كان يجده الفلسطينيون أمرا غير محتملا، أعادت السياسة إلى جدول الأعمال بينما تتمتع إسرائيل بقوة عسكرية كبيرة، ولكنها ضعيفة سياسيا.
هناك قسم كبير من المؤسسة الأميركية التي تدعم الحرب الإسرائيلية يقول إن العنف النابع من مجتمع مضطهد يمكن القضاء عليه من خلال استخدام القوة العسكرية الساحقة ضد هذا المجتمع، ولكن في مقابل ذلك، حتى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أبدى شكوكه حول هذه الفرضية، محذرا من أن الهجمات الإسرائيلية التي تقتل الآلاف من المدنيين تخاطر بدفعهم "إلى أحضان العدو (واستبدال) النصر التكتيكي بهزيمة إستراتيجية".
وأكد أن الساسة ووسائل الإعلام الغربية يحبون أن يتخيلوا أن حماس عبارة عن إطار عدمي على غرار "داعش" يحتجز المجتمع الفلسطيني كرهينة، بينما حماس، في الواقع، هي حركة سياسية متعددة الأوجه متجذرة في نسيج المجتمع الفلسطيني وتطلعاته الوطنية.
فهي (حماس) تجسد اعتقادا أكدته عقود من الخبرة الفلسطينية بأن المقاومة المسلحة تشكل عنصرا مركزيا في مشروع التحرير الفلسطيني بسبب فشل "عملية أوسلو" والعداء المستعصي من جانب خصمها.
وقد نما نفوذها وشعبيتها مع استمرار إسرائيل وحلفائها في إحباط عملية السلام وغيرها من الاستراتيجيات اللاعنفية لتحقيق التحرير الفلسطيني.
دلالات
حمد سعدالله قبل 12 شهر
سيهزم الجمع ويولون الدبر ، انشاء الله نرى هزيمة اسرائيل هزيمة مدوية قريبا وليخسيء الخاسئون الذين يراهنون ويناقشون مستقبل غزة بعد حماس ، كان من الأجدر لهم أن يناقشوا كيف سيكون موقفهم بع
الأكثر تعليقاً
"الجنائية" تتحرك أخيراً ضد الجُناة.. قِيَم العدالة في "ميزان العدالة"
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
ترمب يرشح طبيبة من أصل عربي لمنصب جراح عام الولايات المتحدة
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
مصدر إسرائيلي: التوصل لاتفاق بشأن لبنان.. ولدينا ضمانات
نتنياهو و"الليكود" يتربصان بغالانت لفصله من الحزب وإجباره على التقاعد
هآرتس: نتنياهو أحبط 3 مرات التوصل لصفقة "الرهائن"
الأكثر قراءة
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
الفيتو في مجلس الأمن... أمريكا حارسة مرمى شباكه ممزقة!
نتنياهو و"الليكود" يتربصان بغالانت لفصله من الحزب وإجباره على التقاعد
لائحة اتهام إسرائيلية ضد 3 فلسطينيين بزعم التخطيط لاغتيال بن غفير ونجله
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%52
%48
(مجموع المصوتين 104)
شارك برأيك
صحيفة:إسرائيل تخسر حربها ضد حماس