ذكرت صحيفة بوليتيكو يوم الثلاثاء أن الولايات المتحدة سلمت إسرائيل استخبارات دقيقة عن مواقع المنظمات الإنسانية في غزة في محاولة لمنع الهجمات على هذه المواقع، لكن إسرائيل قامت بقصفها.

وتضمنت المعلومات إحداثيات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) لعدد من المرافق الطبية وحركة منظمات الإغاثة داخل غزة. ومن بين المواقع التي شاركتها الولايات المتحدة مع إسرائيل كان مستشفى الشفاء، الذي داهمته القوات الإسرائيلية الأسبوع الماضي، مما تسبب في توقف المنشأة الطبية عن العمل ووفاة عشرات المرضى، بما في ذلك ثمانية أطفال مبتسرين.

وقد حاولت الولايات المتحدة التنصل من اللوم عن الهجوم الإسرائيلي على مستشفى الشفاء وغيره من المستشفيات. وقال البيت الأبيض إنه "لا يريد أن يرى المستشفيات ساحات قتال"، لكن الولايات المتحدة تواصل تقديم مساعدات عسكرية غير مشروطة للعمليات الإسرائيلية على الرغم من المعدل الهائل للضحايا المدنيين.

وأفاد تقرير بوليتيكو إنه من غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة قد زودت إسرائيل بقائمة من الأماكن تمنع الولايات المتحد ضربها أم أنها تقدم التوجيه فقط. وبالنظر إلى أن البيت الأبيض قال أيضًا إنه لا يضع "خطوطًا حمراء" للهجوم الإسرائيلي، فمن غير المرجح أن تطالب الولايات المتحدة بحظر مواقع معينة.

وقال عمال الإغاثة إن إسرائيل تخلت عن الممارسات التي استخدمتها من قبل لمنع الهجمات على منظمات الإغاثة.

ونسبت بوليتكو إلى مسؤول كبير في مجموعة الإغاثة قوله "لا يوجد في الحقيقة أي مبرر لعدم وجود قناة فعالة لفض الاشتباك مع مجموعات الإغاثة ، فإن الجيش الإسرائيلي على دراية بممارسات منع الاشتباك وقد أنشأ قناة في الصراعات السابقة".

ولجأت بعض جماعات الإغاثة إلى الولايات المتحدة الشهر الماضي للمساعدة في حماية عمالها. ولكن بعد أن تواصلت الولايات المتحدة مع إسرائيل بشأن مواقع مكاتب مجموعات الإغاثة والمنازل والمرافق الطبية، استمرت الهجمات. ويتجلى استهداف إسرائيل المتكرر لمنظمات الإغاثة في حقيقة أن أكثر من 100 من العاملين في مجال الإغاثة التابعين لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة قتلوا في غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي.