عربي ودولي

الثّلاثاء 21 نوفمبر 2023 1:23 مساءً - بتوقيت القدس

علماء وصحفيون من 14 دولة عربية يقومون بزيارة خاصة للمعهد

القدس - "القدس" دوت كوم - محمد ابو خضير

بدعوة خاصة من وزارة الخارجية الصينية، قام ٢٠ إعلامياً وباحثاً متخصصاً في الشوون العربية والإسلامية و شخصيات مهنية ورسمية من ١٤ دولة عربية، بجولة لتعرف على أحوال مسلمو شينجيانغ من حيث التعليم الديني والثقافة والتاريخ الإسلامي والفقه وتفسير القرآن الكريم واللغة العربية، وهو ما توفر له الحكومة الصينية في هذا الاقليم الذي يضم نحو ١٥ مليون مسلم.

كذلك يعد المعهد الإسلامي في مدينة أوروموتشي من أهم المنشآت الدينية الإسلامية لتدريب وتخريج العلماء في منطقة شينجيانغ الويغورية ذات الحكم الذاتي، حيث تم بناؤه على مساحة تبلغ 10 آلاف متر، وتم تطويره بين عامي 2010 حتى 2017 بتكلفة تبلغ حوالي 280 مليون يوان صيني، وقد تكفلت الحكومة المركزية في الصين بحوالي 260 مليون يوان، و20 مليوناً تكفلت بها حكومة شينجيانغ حتى أصبحت مساحته تبلغ حوالي 50 ألف متر مربع.


ويعد هذا المعهد مهد إعداد الأئمة والعلماء ذوي المستوى العالي في العلوم الدينية والاجتماعية، حيث هناك فصول لتدريب الأئمة وفصول للحصول على دبلومات التعليم الجامعي، وقد نجح في تدريب أكثر من 2300 من الأئمة خلال آخر عامين، فهو يعد مرآة واضحة لتطور المسلمين في المجتمع الصيني.


كما يضم المعهد مسجداً كبيراً تبلغ مساحته اكثر من 1000 متر مربع ويسع لحوالي 1200-1300 مصل، وتقام فيه كل يوم جمعة جلسات لتفسير القرآن الكريم.


المركز لديه 8 فروع بمحافظات شينجيانغ، ويهدف في العام لتدريب حوالي 2000 من الأئمة مقسمين على نصفين على مدار العام.


 و تقع مدينة أورومتشي في قلب منطقة الإيغور في منطقة شينجيانغ شمال غرب الصين.


 اسم المدينة يعني "المرعى الجيد". تقع في واحة خصبة على طول المنحدرات الشمالية لسلسلة جبال تيان شان الشرقية.


وتعرف المنطقة بأنها تضم ثاني اكبر قمة في آسيا وهي مناطق جميلة خليط من المناطق التي تكسوا قممها الثلوج ومروجها وسهولها الأشجار الخضراء والمراعي الخصبة.


وفقًا للبرنامج المقرر، عندما وصل فريقنا إلى معهد شينجيانغ الإسلامي، رحب رئيس المعهد ونائب رئيس الاتحاد الإسلامي لمنطقة شينجيانغ عبد الرقيب تيمارنياز بالصحفيين والباحثين بحرارة. وشرح لنا بالتفصيل تاريخ معهد شينجيانغ الإسلامي. عبد الرقيب التيمارني نفسه هو خريج جامعة الأزهر، وتحدث التيمراني عن تاريخ المعهد أن المعهد القديم أنشئ في أورومتشي حيث تم افتتاحه عام 1987 ونظرا لزيادة الطلاب الراغبين في دراسة الدين الإسلامي قمنا بتوسيع المعهد وإضافة المزيد من الأقسام وقمنا ببناء معهد جديد.


وأوضح أنه افتتح المعهد الجديد في عام ٢٠١٧، بتكلفة بنائه حوالي ٢٠ مليون يوان، تم دفع تكاليفها كلها من قبل الحكومة الصينية. وتبلغ مساحة المعهد الجديد حوالي ١٥٠ ألف متر مربع ويضم ٢٧٠ غرفة للطلاب.


 وقال يحتوي المعهد على جميع المرافق الحديثة من مطعم وملعب رياضي. وتم بناء مسجد جميل مصمم حديثًا ويتسع لـ ١٣٠٠ مصلي معاً.


 ورداً على سوال حول حل الخلافات قال يتم حل جميع القضايا الدينية وفقا للمبادئ الإسلامية، باستثناء صلاة عيد الفطر وعيد الأضحى و الصلوات الخمس.


وقال تامورنياز إنه في عام ٢٠١٧، تم إنشاء ٨ فروع جديدة لمؤسستنا في شمال وجنوب شينجيانغ، ويبلغ العدد الإجمالي لطلابنا حوالي ٣٠٠٠ طالب. توجد أيضًا مدرسة إسلامية في شينجيانغ، ولدينا ١٠ مدارس في المجمل. يتم توفير التعليم العلماني هنا أيضًا إلى جانب تدريس القرآن والسنة.


 وقام الشيخ تامورنياز بعمل جولة للوفد الإعلامي والديني في اقسام المكتبة في المعهد الإسلامي ولفت إلى المجلة التي تصدر عن المعهد وإلى الكتب القيمة التي تضمها المكتبة التي تتكون من ٣ طوابق وتضم آلاف الكتب التي بعضها نادر ومن ضمنها كتاب البخاري نسخة أصلية فريدة وعدد من المصاحف المزخرفة.


 وقال الشيخ تامورنياز ان المكتبة فيها الكثير من المواد والأفلام ، وتبلغ مساحتها ١٤٠٠ متر مربع، وتتكون من ٣ طوابق. وهناك ٤٠ ألف كتاب إسلامي و٣٠ ألف كتاب إلكتروني إلى جانب مجلدات البخاري الشريف. ولفت إلى أنه تم ترجمة القرآن الكريم إلى العديد من اللغات بما في ذلك الصينية والأويغورية والمصاحف الموجودة تضم اللغتين العربية والصينية.


وأضاف أن هناك نشرات تصدر عن المعهد باللغات الصينية والعربية والايغورية وغيرها، وتدرس في المعهد ٣ أنواع من لبرامج التعليمية، وهي المعرفة الدينية التي تشمل كيفية أداء الصلاة وقراءة القرآن والحديث النبوي الشريف والشريعة الإسلامية والتفسير، والثاني يشمل القانون والدستور الصيني والثقافة الصينية والثالث دورات تدريب على اللغة الصينية باعتبار لغتهم الصينية.


ثم زار فريقنا مجموعتين أو ثلاث تجمعات حيث كان الطلاب منخرطين في التعليم الديني بانضباط كبير وكان جميع المعلمين والطلاب يرتدون نفس القبعات المربعة. في مجموعة، كانت المعلمة تجعل الطلاب يقرأون سورة الرحمن، وقرأ طفل سورة الرحمن مع القراءة.


 ومن هنا يبدأ الطاب معيشتهم بعد التخرج ويتم إرسال الطلاب الذين يرغبون في الحصول على المزيد من التعليم الإسلامي إلى جامعات مختلفة.


وأضاف تامرنياز أن الدستور الصيني يقضي باحترام جميع الأديان، وأنه لا يوجد أي مواطن صيني لديه أي قيود، لكنهم جميعا متساوون في الحقوق، والحكومة تحترم حرية ومعتقدات جميع الأديان.


وأشار رئيس معهد شينجيانغ للعلوم الإسلامية، عبد الرقيب تيمورنياز، إلى أن هناك أكثر من 10 ملايين مسلم في منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم، وقد أنفقت شينجيانغ الكثير من الموارد البشرية والموارد المالية لبناء معهد شينجيانغ للعلوم الإسلامية لتدريس وتدريب رجال الدين من حاملي المؤهلات العليا.


 وأضاف أنهم يقومون بنشر مفاهيم الاسلام الوسطي وفق الفقه الحنفي، والسنة النبوية الشريفة التي تنشر الإسلام والسلام والأمن والاستقرار ومفاهيم التعايش والتعاون وبناء الأجيال على مبادئ الاسلام السمحة الوسطية.


ولفت الشيخ عبد الرقيب تيمورنياز، إلى أن الكلية الجديدة، التي تم الانتهاء منها في أواخر العام 2017، فتمتد على مساحة أكثر من 50000 متر مربع، أي أكثر من خمسة أضعاف مساحة المعهد القديم. يبلغ حجم الطلاب الآن 1100 طالب، أي ما يعادل 10 أضعاف عدد الطلاب في الماضي.


 ونوه إلى أن المعهد الجديد حديث للغاية سواء من حيث الأجهز أو البرمجيات. وفي الوقت نفسه، وبالنظر إلى وجود المزيد من المسلمين في شينجيانغ، وأيضا المساجد، تم وضع ثمانية أفرع لهذا المعهد. يتم فيها دراسة نفس المناهج الدراسية واستخدام الأجهزة المستخدمة في الفرع الرئيسي في الأفرع الثمانية، والوضع الوظيفي لمتخرجي الأفرع الثمانية هو بالضبط كمتخرجي الفرع الرئيسي.


وأشار إلى أن معهد شينجيانغ للعلوم الإسلامية يقدم دورات أكاديمية وتدريبية. بالنسبة للدورات الأكاديمية فهي موجهة بشكل رئيسي إلى خريجي المدارس الثانوية ورجال الدين في الخدمة، ويوجد بها حاليا أكثر من ٦٠٠ طالب.


 أما دورات التدريب، فقد تم تدريب أكثر من ٢٤٠٠ رجل دين في الخدمة في عام ٢٠١٥. تركز الدروس التي يقدمها المعهد على العلوم الدينية بشكل رئيسي، مثل علم تجويد القرآن والقواعد الإسلامية وتفسير القرآن وإلخ. وبالإضافة إلى ذلك، تتضمن الدروس اللغة العربية والثقافة الصينية واللغة الرسمية في الصين.


 وقال ان المعهد يتميز ببيئة معيشية ودراسية مريحة أيضا. و90% من الطلاب يمكنهم الحصول على المنحة الدراسية الحكومية والمساعدات المالية ويعيشون في سكن منظم داخل المعهد فيه كل الخدمات من حيث المبيت والطعام والدراسة وفق احدث التقنيات والبرامج المستخدمة في الصين.


 وعن التطرف والمؤتمر الخاص بالتطرف، أكد الشيخ أن الدين الإسلامي دين العدل ودين الحق لا غلو ولا تطرف فيه ليس هناك علاقة بين الإسلام والتطرف ولا علاقة بينهما فأنا أدرس الدين من أكثر من ٣٤ عاما، وأدرس للطلاب أن الإسلام يعني السلام، السلام مرتبط بشكل وثيق مع حياة المسلمين.


 وقال أن السلام اسم من أسماء الله الحسنى و إن الجنة دار السلام والتحية بالسلام عليكم واسم الله السلام جل جلاله، مستشهدا بقول الله تعالى: "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا" صدق الله العظيم.


 وعن تعامل الحكومة الصينية مع المسلمين قال الشيخ عبد الرقيب تيمورنياز :"الحكومة الصينية تحترم حرية الأديان، وينص بند بالدستور أن كل فرد له حرية المعتقدات الدينية، وأيضا يتمتع المواطن بحرية اختيار الأديان حتى لو ليس له دين من قبل، ووضعت الحكومة لوائح للشؤون الدينية، تدعو الاحترام بين جميع القوميات وتنتهج سياسة الفصل بين الدين والسياسة، مشيرا إلى أن تطبيق الإسلام هنا يتفق مع المبادئ الاشتراكية في الصين.


وحول اتهامات الغرب للصين بسوء معاملة المسلمين الويغورين في مراكز التأهيل والتدريب المهني قال: في فترة من الفترات وبتأثير من أفكار تطرف الإرهاب الدولية جرت بعض القلاقل بفعل التحريض والدس الغربي، وعلى هذه الخلفية قررت الحكومة إنشاء مراكز التأهيل، لإعادة بعد الذين تورطوا باعمال غير مقبولة إلى المسار الطبيعي وإزالة فكرة التطرف، أولا دراسة اللغة الرسمية وثانيا دراسة الدين والقوانين واللوائح، ثالثا المهارات التي يمكن أن يعتمدوا عليها في حياتهم الطبيعة، وحتى الآن لم تحدث أية أعمال متطرفة في الاعوام الثلاث الماضية وجميع القوميات ونحن شعب شينجيانغ مرضيين جدا بهذه المراكز.


 وتابع يقول: لا يوجد إجبار على الزواج بين مختلف القوميات ولا يوجد أي سياسة كما اتهمت وسائل الإعلام الغربية لتغليب أي قومية، وهذا من صنعهم وأمريكا تعتبر نفسها شرطة العالم ويرفضون التطور في أي منطقة فالصين في تطور اقتصادي كبير، وجميع القوميات تعيش في وحدة وتعايش سلمي، والصين تعتبر أكثر أماكن أمنا في العالم، كل الاتهامات تافهة وغير صحيحة وغير حيادية.


 وعن الزواج قال الشيخ :" لا يوجد تعدد زوجات وفق القانون الصيني ولا يجري تطبيق قوانين الميراث وفق الشريعة الإسلامية وانما وفق القانون الصيني المعمول به في البلاد "مشيراً الى ان المسلمين في الصين يقومون بتوزيع الميراث خارج اطار لمحاكم بالتراضي وفق الشريعة الإسلامية وهناك من يوزع الميراث حسب القانون الصيني هذا امر متروك للورثة كما في بعض الدول العربية والغربية.


 وختم الشيخ عبد الرقيب تيمورنياز، جولتنا في المعهد بالمطبخ الذي في السكن الداخلي للمعهد حيث تم تقديم الشوربه الساخنة ذات الطعم المتميز الشهي.
 


دلالات

شارك برأيك

علماء وصحفيون من 14 دولة عربية يقومون بزيارة خاصة للمعهد

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

السّبت 27 أبريل 2024 8:23 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.81

شراء 3.79

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 4.05

دينار / شيكل

بيع 5.41

شراء 5.39

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%73

%23

%5

(مجموع المصوتين 168)

القدس حالة الطقس