Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

غزة تحت حصار الجوع والموت: الأطفال يموتون جوعاً والعالم صامت

الجمعة 12 يوليو 2024 6:06 مساءً - بتوقيت القدس

Mahmouddriaat

منذ أكثر من 65 يوما، والاحتلال الإسرائيلي يكثف من وطأة حرب الابادة ويستمر في منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. يعاني القطاع المحاصر من حرب تجويع وإبادة لا هوادة فيها، حيث يتم استهداف المدنيين بشكل ممنهج، مما يزيد من معاناتهم اليومية. هذه الحرب، التي بدأت قبل أكثر من تسعة أشهر بهدف القضاء على المقاومة الفلسطينية وحركة حماس واستعادة الأسرى الإسرائيليين، تحولت إلى حملة إبادة تهدف إلى تدمير حياة الفلسطينيين بشكل شامل.
الحصار المفروض على قطاع غزة يتشابه مع أسوأ الحروب في التاريخ، حيث يستخدم الجوع كأداة للسيطرة والإبادة. يمكن مقارنة الوضع في غزة بحصار لينينغراد خلال الحرب العالمية الثانية أو مجاعة اليمن الحالية، حيث يعاني المدنيون الأبرياء من نقص الغذاء والماء والرعاية الطبية، مما يؤدي إلى وفاة الأطفال والنساء والمرضى بشكل مأساوي.
في قطاع غزة، يعيش الأطفال والنساء والمرضى تحت وطأة ظروف إنسانية كارثية حيث النزوح واداة القتل الاسرائيلية الوحشية والجوع ونقص الدواء. منع دخول المساعدات الإنسانية يزيد من حدة الأزمة، حيث يعاني سكان شمال قطاع غزة على وجه الخصوص وجميع سكان القطاع بجميع مكوناته من الاثار الكارثية لنقص الغذاء والدواء وخصوصا الفئات الأكثر ضعفا اللذين بحاجة هم ماسة للغذاء والدواء والرعاية الطبية الأساسية. الأطفال في غزة يحرمون من الطعام والأدوية الضرورية لنموهم وصحتهم، فيما تعاني النساء الحوامل والمرضى من غياب العناية الطبية اللازمة، مما يؤدي إلى تفاقم الوضع الصحي في القطاع.
في مستشفيات غزة، تتكدس أسرة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد. وجوههم الصغيرة شاحبة، وعيونهم غائرة، وأجسادهم ضعيفة وهزيلة. لا يستطيعون البكاء بسبب نقص الطاقة او العطش، وكل نفس يأخذونه يبدو وكأنه جهد شاق. الأمهات يبكين بصمت، عاجزات عن تقديم أي مساعدة لأبنائهن، وهن يشاهدنهم يتلاشىون أمام أعينهن.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، حتى شهر نيسان الحالي، توفي 32 شخصا، بينهم 28 طفلاً، بسبب سوء التغذية والجفاف في مستشفيات شمال غزة. أكدت "منظمة أنقذوا الأطفال" في الثاني من شهر نيسان وفاة 27 طفلاً بسبب الجوع والمرض. وفي تقرير لوكالات الأمم المتحدة في منتصف شهر شباط، أشارت إلى أن 5% من الأطفال دون سن الثانية يعانون من سوء التغذية الحاد، ولكن الأرقام في تزايد مستمر. يُرجع هذا الارتفاع إلى سياسة التجوع المستمرة ومنع دخول الغذاء والدواء لفترة تتجاوز الـ65 يوما على التوالي.
النساء في غزة يواجهن مخاطر كبيرة. نقص الغذاء والدواء يعني أن العديد منهن يعانين من مضاعفات صحية خطيرة. في غرف الولادة، تعاني النساء من آلام شديدة، وبعضهن يواجهن خطر الموت بسبب عدم توفر العناية الطبية اللازمة. الطواقم الطبية المنهكة من حرب هي الاطول والابشع في التاريخ المعاصر يعملون بجهود جبارة، ولكن بدون المعدات والأدوية، تصبح مهمتهم شبه مستحيلة. هذا الوضع يزيد من معاناة مئات الآلاف من السكان الذين يعتمدون بشكل كبير على المساعدات الخارجية للبقاء على قيد الحياة. القطاع الصحي في غزة يعاني من انهيار شبه كامل، والمستشفيات تفتقر إلى المعدات الأساسية والأدوية الضرورية لعلاج المرضى.
إلى جانب الوحشية والهمجية الإسرائيلية، يقف المجتمع الدولي والحكومات العربية عاجزة عن تقديم الدعم الحقيقي للفلسطينيين. دول التطبيع العربي، وعلى رأسها جمهورية مصر العربية، تقف عاجزة أمام إدخال طن واحد من مئات الأطنان من المساعدات المتكدسة على معبر رفح. رؤساء هذه الحكومات يغلقون أعينهم ويصمون آذانهم عن صرخات أطفال غزة الجوعى ومعاناتهم، وتقتصر ردود فعلهم على الاجتماعات والتصريحات والشجب والاستنكار. هذا العجز يعكس التواطؤ والصمت المريب من قبل العديد من الدول التي تخشى مواجهة إسرائيل أو تعرض مصالحها السياسية للخطر.
منع دخول المساعدات الإنسانية يشكل جريمة حرب مكتملة الاركان بموجب القانون الدولي، حيث يُستخدم الغذاء والدواء كأدوات للضغط على الشعب الفلسطيني. هذا التصرف يعكس الانحطاط الأخلاقي المعروف عن هذا الجيش وحكومته التي تستهدف الأطفال والمدنيين العزل، مستخدمة الدواء والماء والطعام كوسائل ضغط، وهو ما تحرمه جميع الشرائع والقوانين الدولية. كيف يمكن لكيان تأسس على مجازر ومقابر جماعية للفلسطينيين منذ عام 1948 وحتى يومنا الحالي أن يتسم بالرحمة أو أن يتوقف عن استخدام أبشع الوسائل في قتل وإبادة الفلسطينيين أينما وجدوا؟
إن الصمت والعجز الدولي أمام هذه الجريمة النكراء يعدان بمثابة مشاركة ضمنية في الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني. على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته وأن يضغط على إسرائيل لرفع الحصار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية فورا. إن استمرار هذا الوضع ينذر بكارثة إنسانية لا يمكن تبريرها أو التغاضي عنها.
ما يجري في قطاع غزة ليس مجرد صراع سياسي، بل هي حرب ابادة وتطهير عرقي ومعاناة إنسانية يجب على الجميع التحرك لإنهائها. يجب أن تتوقف حرب التجويع والإبادة، ويجب أن تتاح الفرصة للأطفال والنساء والمرضى للحصول على ما يحتاجونه للبقاء على قيد الحياة. إن إنسانيتنا تقتضي أن نكون صوتا لمن لا صوت لهم وأن نعمل جاهدين لإنهاء هذه المعاناة.

إقرأ المزيد لـ Mahmouddriaat ...

أسعار العملات

الإثنين 02 ديسمبر 2024 9:21 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.64

شراء 3.63

دينار / شيكل

بيع 5.13

شراء 5.11

يورو / شيكل

بيع 3.83

شراء 3.8

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 177)