الحديث عن اليمن حديث عن الموت
الإثنين 08 يوليو 2024 6:44 مساءً - بتوقيت القدس
ليست جملة عابرة، بل حقيقة خلدتها الأدبيات التركية بشكلٍ متكرر، سّيِما في أغانيهم الفلكلورية (Yemen Türküsü) التي تكشف عن حجم المأساة العثمانية بعد أن قرر الباب العالي غزو الأراض اليمنية ابتداءً من العام 1539، لتبدأ فصول دامية من الحروب الشرسة التي دامت حتى سقوط السلطنة العثمانية مطلعَ القرن العشرين.
للوهلة الأولى يبدو اليمن لقمةً سهلة، وأرضاً قابلة للاحتلال، هكذا اعتقد الحكام الأتراك في البداية، وقد خلَّد التاريخ مقولة الصدر الأعظم "خادم سليمان باشا" عام 1938، عندما قال :«اليمن بلد بلا حاكم، مقاطعة خالية، لن يكون احتلالها ممكنًا فحسب بل سهل وعندما نسيطر عليها، ستصبح أراضي الهند ترسل كميات كبيرة من الذهب والمجوهرات لإسطنبول».
ومن المفارقات العجيبة أن الأتراك غزوا اليمن بالمدفعية والسلاح الناري، وقاومهم اليمنيون بالسلاح الأبيض في البداية، قبل أن يتكيفوا مع ظروف المعركة، ويتمكنوا من سلب السلاح الجديد من الخصوم، وتفعيله على الفور ضد الأتراك، وكأن اليمنيين يملكون عشقاً فطرياً للسلاح، أياً كان شكله وتقدمه، وهذه سُنَّة مستمرة حتى اليوم.
وخلال الفترة ما بين 1538 و1547 أرسل العثمانيون ثمانين ألف جندي إلى اليمن، لم يعد منهم سوى سبعة آلاف جندي فقط، وقد وثَّق دفتردار مصر (الدفتردار أكبر منصب للشؤون المالية في الدولة العثمانية) "أحمد حلبي" تلك الحقبة بقوله: «ما رأينا مسبكًا مثل اليمن لعسكرنا، كلما جهزنا إليها عسكراً ذاب ذوبان الملح ولا يعود منه إلا الفرد النادر».
ولأن التاريخ يعيد نفسه، فالإمبراطوريات الكبيرة تغتر بنفسها وترى اليمن فريسة سهلة، وبمجرد أن يقترن اسمها باليمن، ويصبح اليمنيون جزءاً من تاريخها، فإن تدشن بذلك نهايتها الدراماتيكية، وكأن البلاد اليمانية فخُ إلهي نصبه الله لإهلاك الطغاة في الأرض.
ومع ما نراه من جرائم للصهيونية العالمية بحق المسلمين في العالم كافة، وفي فلسطين على وجه الخصوص، فإن مكان اليمن الطبيعي يكون في مقاومة الغطرسة الغربية، ومناصرة المسلمين في غزة، ولنا في تحركنا هذا كل الحق وكل الشرعية، وبه نضمن النصر على أعداء الأمة، لأن المظلومية الإسلامية سر الانتصار إن تحركنا لنصرتها.
أما الحديث عن فارق السلاح بين اليمن والإمبراطورية الأميركية، ففي ذلك ميزة لصالحنا، ويشهد التاريخ أننا السلاح الذي يتجه إلى نحور اليمن، يعود من جديد إلى نحر الغزاة، وما العدوان الأميركي، وقبل عدوان عملائه على اليمن، إلا فرصةً لامتلاك الأسلحة الأقوى والأعنف لكسر شوكة العدو، والشواهد على ذلك حيَّةً وراهنة، وتتجلى يوماً بعد آخر في الميدان، وعلى يد رجال الرجال من مجاهدي اليمن الأبطال.
وبالنسبة للحرب النفسية، فقد اعتاد الصهاينة أن يمارسوها بأشكالٍ مختلفة، لإخضاع الخصم قبل غزوه، ويرون بأن التهويل الإعلامي قد يرعب الجماهير ويدجنها، ويجعل منها فريسة سهلة الغزو، ومثل ذلك قد يحدث في مختلف بلدان العالم، باستثناء اليمن، فاليمانون يستبشرون بأي حديثٍ عن المواجهة المباشرة مع الغرب الكافر، ويشهد على ذلك الساحات المكتظة كل أسبوع بالملايين من المجاهدين، والتي يرى فيها الغرب الموت لهيمنتهم العسكرية وغطرستهم التي طال أمدها على شعوب المنطقة والعالم.
إقرأ المزيد لـ محمد محسن الجوهري ...
الأكثر تعليقاً
الرئيس عباس يصل القاهرة غدًا ويلتقي السيسي في زيارة ستستمر ليومين
يِخرب بيتك!
لقاء بين "فتح" و "حماس" في القاهرة
مسؤولية المملكة المتحدة بعد قرن من بلفور
الدفاع المدني بغزة: أكثر من 100 ألف مواطن في الشمال بلا طعام أو شراب أو دواء
الرئيس عباس يصل مصر في زيارة رسمية
مستوطنون يحرقون 20 مركبة ويخطون شعارات عنصرية في رام الله
الأكثر قراءة
فتح وحماس تبحثان بالقاهرة إنشاء لجنة لإدارة غزة
الشاباك يؤكد اعتقال موظفين بمكتب نتنياهو والأخير ينفي
الرئيس يتسلم دعوة للمشاركة في قمة المتابعة العربية الإسلامية المشتركة في الرياض
نجاة قائدي منطقتي الشمال والضفة بجيش الاحتلال
حماس توضح بخصوص ما نشرته وسائل إعلام حول محمد الضيف
والحركة تنعيه.. جيش الاحتلال يعلن اغتيال عضو مكتب سياسي من حماس في خان يونس
نتنياهو يحاول الدفاع عن نفسه أمام التسريبات الأمنية الخطيرة
أسعار العملات
الثّلاثاء 05 نوفمبر 2024 8:35 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.75
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.29
شراء 5.27
يورو / شيكل
بيع 4.08
شراء 4.06
من سيفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟
%57
%43
(مجموع المصوتين 54)