يوميات قارئ يبحث عن المعنى
الثّلاثاء 28 يناير 2025 4:03 مساءً - بتوقيت القدس
حينما أتعب من القراءة، أو تختفي شهيتي حولها. أغلق الكتب التي أكون قد قرأت نصفها، أو أنوي قراءتها وأبعدها من الطاولة التي أقرأ قريبا منها وأكتب عنها. أعيش بعد ذلك الواقع. أنصت لأي شخص وهو يحدثني عن أحلامه وطموحاته. أناقش الناس في الواتساب والمسنجر، وأظهر لهم ذلك "المتشائم" الذي يسكنني، وكلما حاولوا بث الأمل بداخلي. أخذلهم ثم أعاكس ما يقولون بقول:
- هذا الوجود في نهاية المطاف مأساوي جدا، وعلينا أن لا نتفاءل أكثر من اللازم كي لا نتعذب ..
لا تمر سوى بضعة أيام ثم أشعر من جديدة بالرغبة لأن أعود لعالم الكلمات. عالم تكلمه أنت فحسب، ولا يكلمك هو. تقرأ بطريقتك وتكلم ما تشاء. أعود للكتب. لكنني في الغالب لا أعود إليها لأقرأ ما لم أقرأه. بل أعود للكتب القديمة. أحملها من مكانها وأظل أتفحصها كلها واقرأ فيها بعض الفصول، وأقرأ الإقتباسات. ربما قراءاتي للكتب بتمعن وعلى مهل، ذلك ما يجعلني أتذكر أحداث كتاب معين، وفكرته العامة، وربما حفظي للقرآن الكريم، هو الذي درب ذاكرتي وجعلها ذاكرة قوية تحتفظ بالمخزون
أمر في اقتباسات رائعة. أقرأها وأردد ذلك باستمرار. أسترجع كيف كانت علاقتي بالكتب في بدايات تعرفي على القراءة وأهميتها. كان الكتاب بالنسبة لي مثل الذهب. وكل كتاب أنهي قراءته أخزنه في الغرفة مع الملابس. مع مرور الزمن تغيرت، وصار كل كتاب أقرأه أمده للذين أعرفهم، والذين لا أعرفهم. أتذكر أنني أخذ مني الكثير من الكتب الجميلة، وأنا محروم بإعادة قراءتها للمرة الثانية أو الثالثة
اليوم كنت أعيد قراءة كتاب "رأيت رام الله" للشاعر الفلسطيني الراحل مريد البرغوثي. ذكرني بزوجته الكاتبة التي قرأت لها الطنطورية و ثلاثية غرناطة. رددت مع نفسي مرارا أن الواقع لو كان يوجد فيه نصف النساء مثلها لكان واقعنا واقع مختلف. الكتاب أذهلني وشعرت وكأنني أقرأه لأول مرة، حتى وصلت لمقولة كنت قد سطرت عليها بالقلم:
-علمتني الحياة أن علينا أن نحب الناس بالطريقة التي يحبون أن نحبهم بها
بهذه العبارة تفاديت الكثير من الخصومات مع البشر. كنت أوافق الشخص ما يطرحه من أفكار، وأتصنع أنني أفهمه، أو أصير نسخة منه كي يكرهني أو يخاصمني ونتخاصم. الآن وأنا أفكر في الأمر. أيقنت أن ما أفعله كان وما يزال مناسبا جدا لي. لكن الشيء الذي غفلت عنه وهو أن الآخرين لم يحبني أحد منهم بالطريقة التي أردت أن يحبني بها ..
إقرأ المزيد لـ إلياس الخطابي ...
الأكثر تعليقاً
من أين جاؤوا بنظرية "الضعيف إذا لم يُهزم فهو منتصر" ؟
استراتجية أم تكتيك؟ تصريحات أبو مرزوق تلقي حجراً في المياه المتدفقة
الاحتلال يفرج عن الدفعة الرابعة من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار
الترامبيّة المُتحوّرة!
الرئيس يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لوقف العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية
ما المنتظر من لقاء نتنياهو وترامب؟
لا للتهجير.. نعم للإعمار
الأكثر قراءة
إعلام عبري: نتنياهو يناقش خطط عودة الجيش الإسرائيلي إلى غزة
الشرطة الإسرائيلية تعتقل 432 عاملا فلسطينيا داخل أراضي 1948
ترامب: لا ضمانات لدي أن الهدنة بين إسرائيل وحماس ستصمد
مستعمرون يقتحمون مبنى "الأونروا" في حي الشيخ جراح
ترامب يبحث الثلاثاء مع نتنياهو سيناريوهات التهجير لغزة واحتمال العودة للحرب
مارتن أولينر يدعو إلى دعم خطة ترامب للتهجير.. "سكان غزة لا يستحقون الرحمة"
استراتجية أم تكتيك؟ تصريحات أبو مرزوق تلقي حجراً في المياه المتدفقة
أسعار العملات
الثّلاثاء 28 يناير 2025 12:16 مساءً
دولار / شيكل
بيع 3.61
شراء 3.6
دينار / شيكل
بيع 5.09
شراء 5.08
يورو / شيكل
بيع 3.77
شراء 3.76
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 554)
شارك برأيك
يوميات قارئ يبحث عن المعنى