Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

كيف وصلنا إلى هنا؟!

الخميس 23 يناير 2025 1:34 صباحًا - بتوقيت القدس

معن ياسين

لم يكن الانقسام الفلسطيني في عام 2007 الذي أدى إلى تقسيم الأراضي الفلسطينية إلى مناطق تحت سيطرة كل من حركة فتح في الضفة الغربية وحركة حماس في قطاع غزة، نتاجًا لصدفة انتخابية أو صراع فكري فلسطيني.
العودة إلى مراحل الوصول إلى ما نحن عليه اليوم من تفكك جغرافي وفكري يساعد في فهم الخلل الحقيقي وراء ما يجري، ويعزز إدراكنا بأننا جميعًا دمى تحركنا القوى المسيطرة على منطقة الشرق الأوسط.
تبدأ الحكاية من مرحلة أوسلو المرفوضة من قبل تيارات إسرائيلية، التي اعتبرت الاتفاق خيانة لخطط الحركة الصهيونية، خاصة بعد مقتل رابين "الطرف الاسرائيلي في الاتفاق .
وصل اليمين الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو إلى السلطة في عام 1996 بعد سنوات من توقيع اتفاق أوسلو، ليعمل بكل قوته على هدم أي تقدم مرحلي يحقق نتيجة تلك الاتفاقات.
تلى ذلك اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة، حيث حُصِر عراب السلطة الوطنية الفلسطينية، ياسر عرفات، في مقر المقاطعة. في عام 2002، وأثناء حصار عرفات، وصل كولن باول، وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، إلى مقر عرفات حاملاً في حقيبته شرطًا رئيسيًا من المجتمع الدولي لرفع الحصار.
لم يدرك الفلسطينيون في ذلك الوقت أن هذا الشرط الغريب كان بمثابة "تابوت أولي" للجبهة الفلسطينية الداخلية.
كان الشرط يتضمن استحداث منصب رئيس وزراء ومنحه بعض صلاحيات الرئيس.
في علم الدولة، يفضل المفكرون أن يكون الرئيس ورئيس الوزراء في النظام السياسي لبلد ما قريبين فكريًا أو أبناء لنهج واحد، وهو ما لم يحدث بعد غياب عرفات عن المشهد، مما دفع الفلسطينيين إلى إجراء انتخابات متتالية لمنصب الرئيس والمجلس التشريعي.
في عام 2005، دعم المجتمع الدولي انتخاب محمود عباس رئيسًا للسلطة الفلسطينية، وهو ما تحقق بالفعل. بعد أشهر، تم فتح باب الترشح أمام الأحزاب الفلسطينية للمشاركة في الانتخابات التشريعية.
في ذلك الوقت، كان من الغريب إصرار الولايات المتحدة، عبر الوساطة القطرية ، على تشجيع حركة حماس للمشاركة في الانتخابات التشريعية "كما ورد بمذكرات حمد بن جاسم وزير الخارجية القطري في ذلك الحين" .
وبالفعل، شاركت حماس وحصلت على أغلبية مقاعد المجلس التشريعي، مما أتاح لها تشكيل الحكومة الفلسطينية بقيادتها.
هكذا أصبحت السلطة الفلسطينية ذات رأسين، كل رأس فيهما يمثل وجهة نظر متناقضة تمامًا: عباس الذي يؤمن بحل السلام، وحماس التي تؤمن بالمواجهة المباشرة.
عام واحد بعد انتخابات المجلس التشريعي كان كافيًا لتحويل صندوق الاقتراع إلى سلاح يرفعه الأشقاء الفلسطينيون في وجه بعضهم البعض، مما أدى في النهاية إلى الانقسام.
خلال سنوات الانقسام، ساهمت الجهود الأمريكية في توفير مكتب سياسي لحركة حماس في قطر، بناءً على طلب أمريكي صريح، كما عملت على إقناع إسرائيل بتسهيل دخول الأموال إلى حماس، كي لا تضطر الحركة للعودة إلى حضن السلطة الفلسطينية.
ومن ناحية اخرى قامت الرعاية الدولية بجر السلطة لمربع السلام الاقتصادي ومنحها بعض التمثيل السياسي ومحاولة إقناعها أنها على طريق صحيح لتحقيق أهدافها دون الحاجه للعودة للشارع الفلسطيني أو فتح مجال الشراكة مع الخصوم الداخلين.
سنوات الانقسام أصبحت عائقًا كبيرًا أمام تحقيق الدولة الفلسطينية. فقد تم تقسيم الجغرافيا الفلسطينية، وأصبح هناك إقليم خارج عن سيطرة السلطة المعترف بها دوليًا. هذه العوامل ساهمت في جعل الجهود الفلسطينية في مكانها ولم تُفضِ إلى أي تقدم ملموس.
سنوات متتالية كان الأمريكي يصنع لنا كلنا طريق يوصلنا لما نحن فيه اليوم ، حتى من قرر فينا أن يعتبر نفسه متمرد استغلت امريكا تمرده في رسم مشهد فلسطيني يعجز اليوم عن المطالبة بدولة والسعي وراء البقاء..
البقاء فقط!!

إقرأ المزيد لـ معن ياسين ...

شارك برأيك

كيف وصلنا إلى هنا؟!

أسعار العملات

الثّلاثاء 28 يناير 2025 12:16 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.61

شراء 3.6

دينار / شيكل

بيع 5.09

شراء 5.08

يورو / شيكل

بيع 3.77

شراء 3.76

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 554)