Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

ترامب يتوعد معسكر التطبيع بالجحيم

السّبت 07 ديسمبر 2024 7:23 مساءً - بتوقيت القدس

محمد محسن الجوهري

تهديدات دونالد ترامب الأخيرة بشأن الأسرى الإسرائيليين لم تكن موجهة إلى حماس ولا محور الإسناد لغزة، بل لحلفاء واشنطن في المنطقة خاصة دول الخليج، والتي اعتاد أن يكيل لها الشتائم والتهديدات خلال رئاسته الأولى بين عامي 2017 و2020، ومارس فيها كافة أنواع الإرهاب والابتزاز ضد السعودية وغيرها من الأنظمة العميلة، وقاد الإمارات إلى التطبيع وهي صاغرة في سبتمبر 2020، فضلاً عن إجبارهم على دفع مبالغ خيالية للولايات المتحدة أشبه ما يكون بالجزية.

إذا افترضنا أن المقصود بتهديداته هو حماس وفصائل المقاومة في غزة، فلا يوجد أكثر مما فعلته الولايات المتحدة من ويلات ودمار وجرائم حرب، وينطبق الأمر على لبنان وسائر محور المقاومة، حيث تعيش هذه الفصائل حالة من الحرب مع الكيان، وليس لديها ما تخسره في حال صعَّدت واشنطن معها بشكلٍ مباشر، فهي تمتلك الكثير من الخيارات، وأهمها القصف المباشر على الكيان، واستهداف المصالح الأمريكية في المنطقة.

وكما هو معروف، فإن سياسة بريطانيا الشهيرة "فرق تسد" التي ورثتها الولايات المتحدة، تقتضي استخدام أدوات واشنطن في المنطقة وعملائها لمواجهة أعدائها، وهم محور المقاومة، في هذا السياق، شهدنا تحركات من قبل تركيا وقطر، حيث استبقتا الوضع المتدهور في سوريا بإشعال الفوضى، وذلك خوفًا من التهديدات الأمريكية.

من جهة أخرى، من المتوقع أن تقدم السعودية والإمارات على تصعيد عملياتها في اليمن، لنفس الأسباب التي دفعت الدولتين إلى اتخاذ مواقف أكثر عدائية في الماضي. فتهديدات ترامب تفترض من هذه الدول اتخاذ خطوات استراتيجية للتعامل مع التهديدات المباشرة للكيان الصهيوني، مما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي ويؤدي إلى تصعيد التوترات بشكل أكبر، خاصةً إذا علمنا أن الوضع في اليمن غير الوضع في سورية، وأن الأخيرة تتجنب الرد على مكامن الوجع لأعدائها، الأمر الذي دفعهم إلى التمادي في ضربها، وما نراه خير شاهد على فشل سياسة ضبط النفس لبعض دول المحور.

أما بالنسبة لليمن، فإن خياراتها تبدو واسعة ومتنوعة، حيث تُظهر استعداداً كبيراً لمواجهة أي تصعيد من قبل خصومها، ولا يقتصر ردّ اليمن على الجماعات الموالية للغرب التي تُعرف بالمرتزقة، بل يمتد ليشمل أيضاً استهداف النقاط الحساسة التي تمثل نقاط ضعف بالنسبة للرياض وأبوظبي، حيث سيركز اليمن على استهداف مصالح الدولتين الاقتصادية، خاصة تلك التي تعتبر محورية في سياق المصالح الغربية والصهيونية، كالبنية التحتية الاقتصادية للمملكة والإمارات، مما قد يؤدي إلى زعزعة استقرار هاتين الدولتين وخلق حالة من الفوضى في معسكر التطبيع.

ومن الطبيعي أن يخرج اليمن منتصراً من المعركة القادمة كما سبق وتجاوز المؤامرات الغربية من قبل، عندها سيبرز دوره الإقليمي والدولي كلاعب رئيسي في المنطقة، وهذا بدوره سيعود بالضرر أكثر وأكثر على الكيان ومصالح واشنطن في الشرق الأوسط، ما يعني أن تهديد ترامب سيفتح بوابة الجحيم حرفياً على حلفاء واشنطن وأدواتها قبل غيرهم.

إقرأ المزيد لـ محمد محسن الجوهري ...

أسعار العملات

الأربعاء 08 يناير 2025 9:02 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.65

شراء 3.64

دينار / شيكل

بيع 5.15

شراء 5.13

يورو / شيكل

بيع 3.78

شراء 3.77

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%61

%39

(مجموع المصوتين 370)