Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

خيارات دمشق لردع العدوان

الأحد 01 ديسمبر 2024 9:03 صباحًا - بتوقيت القدس

محمد محسن الجوهري

إن عظمة النظام السوري، ودوره المهم في الصراع مع الصهاينة، تظهر في فارق التسليح بين فصائل المقاومة في لبنان وتلك التي بحوزة نظيراتها في غزة؛ فالأخيرة محاصرة من الأنظمة العربية كافة، خاصة مصر، ولذلك من الصعب على محور المقاومة إمداد مجاهدي القطاع بنفس الكم والكيف لإخوانهم في حزب الله.
وهذا السبب جعل من دمشق هدفاً واضحاً للمؤامرات الصهيونية منذ عقود، وسعت بكل طاقتها لاستهداف وحدتها وأمنها الداخليين، كما حديث في حماة 1982، وحادثة اغتيال الحريري 2005، وكلها موجهة لضرب سورية، أو على الأقل، تحييد دور الريادي في دعم المقاومة العربية في فلسطين ولبنان.
وعلى ذلك السياق كانت مؤامرة 2011 على دمشق، والتي تسببت بكارثة غير مسبوقة في البلاد، وعلى يد عناصر مأجورة ممولة خليجياً وتركياً، وإن كانت كلمة الفصل هناك بيد العدو الصهيوني نفسه، حيث لا تزال كال الفصائل المناهضة للنظام السوري تتحرك وفق المصالح الإسرائيلية، وحسب المخططات المرسومة لها، والهدف إغراق سورية مجدداً في بحر من الدماء انتقاماً للهزيمة الإسرائيلية الأخيرة في لبنان.
ولا طاقة للنظام السوري بمقارعة كل تلك الفصائل الإرهابية في آن واحد، فإسرائيل لا تخسر شيئاً هنا، بخلاف معاركها في لبنان غزة، وتتكفل قطر وتركيا بإدارة الصراع نيابة عنها، وتمدان التكفيريين بحاجتهم من المال والسلاح، كما لا يكترث النظامان في أنقرة والدوحة بهلاك أولئك المسلحين أو هزيمتهم، لأن الهدف استنزاف سورية وإبادة شعبها، أو إجبار حكومتها على الخنوع والعمالة على غرار معسكر التطبيع المناوئ لمحور المقاومة.
وليس أمام سورية سوى إعادة توجيه البوصلة باتجاه العدو الرئيسي نفسه، وفتح جبهة استنزاف مباشرة مع الكيان الصهيوني، وإمطار مغتصباته بآلاف الصواريخ، تماماً كما فعل حزب الله، وعندها فقط ستنصاع تل أبيب لوقف التصعيد الميداني في حلب وإدلب، وتخضع أدواتها في قطر وتركيا للتهدئة رغماً عنها، خوفاً على أمن الكيان.
وهذا هو الأسلوب الأصوب في ردع اليهود، ولا سبيل غيره لوقف العدوان التكفيري على دمشق، وبإمكانها فتح عشرات الجبهات المباشرة لاستنزاف جيش العدو، ففي ذلك الوجع الفعلي للكيان، ومن أجل سيقدم الكثير من التنازلات وسيجبر الأنظمة العميلة على تغيير سياساتها العدائية تجاه الشعب السوري، كما ستحمي شعبها من جرائم التكفيريين، وبشكلٍ نهائي.
ولسورية كل الحق في فعل ذلك، فهي تتعرض لعدوان دائم من قبل الكيان، كما أن جزءاً كبيراً من أراضيها لا يزال تحت الاحتلال الإسرائيلي المباشر، فيما الخسائر هي نفسها، وربما أقل بكثير من تلك التي تدفعها بمواجهة الجماعات التكفيرية الموالية لليهود.
وقد اتضحت الصورة للقريب والبعيد، بأن كل التحركات المعارضة للنظام السوري لا تخدم طرف آخر غير الكيان الصهيوني، وأن العناصر التكفيرية تدين بولائها لتل أبيب أكثر من أي بلد إسلامي آخر، وتشهد بذلك احتفالات التكفيريين بكل انتصار تحقق إسرائيل في لبنان وسورية، وحتى غزة.
وهنا تظهر خطورة الاستثمار الصهيوني في العقائد النازية، وما نراه اليوم من عداء للنظام السوري، هو حصيلة لجهود استمرت لسنوات من الاستثمار في الأحقاد والضغائن، ونشر العقائد الضالة والمعادية لدمشق باسم الدين، وكان للأنظمة الخليجية الدور الأكبر في نشر الكراهية بين أبناء الشعب الواحد في سورية.

إقرأ المزيد لـ محمد محسن الجوهري ...

أسعار العملات

الإثنين 02 ديسمبر 2024 9:21 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.64

شراء 3.63

دينار / شيكل

بيع 5.13

شراء 5.11

يورو / شيكل

بيع 3.83

شراء 3.8

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 176)