دبي مقابل التصعيد في الساحل الغربي
الثّلاثاء 26 نوفمبر 2024 4:05 مساءً - بتوقيت القدس
لم يعد خافياً على أحد بأن أبوظبي وتل أبيب وجهان لعملةٍ واحدة، وأن أي تصعيد لمرتزقة أبوظبي في اليمن هو في جوهره تصعيدٌ إسرائيلي رداً على مواقف الشعب اليمني المناهضة للعدوان على غزة ولبنان، وعندئذٍ لا يُلام اليمن على ضرب مصالح الإمارات، التي هي أيضاً مصالح الكيان نفسه، خاصة دبي التي هي درة الرأسمالية الغربية في العالم العربي.
ورغم أن الإمارات تتحاشى من أي تدخلٍ علني في اليمن، إلا أن أي تحرك لتشكيلاتها المسلحة في اليمن، لا سيما في الساحل الغربي، فإن الجاني هنا هي أبوظبي ومن خلفها شقيقتها تل أبيب، فالمرتزقة أصغر وأوهن من فرض أي تصعيدٍ مسلح على الشعب اليمني، لولا دفعات الأموال والسلاح المقدمة من آل نهيان ومَن خلفهم، وبالتالي فإن الرد لن يقتصر على مواجهة التصعيد على الأرض، بل سيمتد ليشمل مكامن الوجع في الإمارات نفسها، حيث تتمركز إحدى أهم الإمبراطوريات المالية والمصالح المشتركة لمعسكر التطبيع والصهينة.
ومن المعروف أن مصلحة الكيان تقتضي السيطرة على الساحل الغربي، وهو طموح صهيوني قديم، نفذه عفاش من قبل، واليوم تسعى لتنفيذه أدوات رخيصة تابعة للنظام السابق، والهدف من ذلك كله ضمان أمن السفن التجارية والعسكرية القادمة من وإلى الموانئ المحتلة، وقد نجح اليمنيون منذ عام تقريباً في قطع ذلك الشريان الحيوي، نصرةً لأهل غزة، ما ألحق أضراراً واسعة بالاقتصاد الإسرائيلي، وزاد من حدة الوضع المتفاقم أصلاً جراء مقاومة الشعب الفلسطيني قبل أن يتعقد الوضع في الشمال ويزداد كارثيةً على يد رجال حزب الله.
ولأن الوجع كبير، يسعى الصهاينة للرد على الموقف اليمني، وقد وجدوا في مرتزقة الإمارات أدوات رخيصة لتحقيق طموحهم بأقل التكاليف، ودون أن يخسروا جندياً واحداً من جيش الكيان، حتى لو سقط الالاف يومياً من مرتزقة الجنوب وطارق عفاش، ولذلك فإن ميدان المعركة سيمتد من ساحل الحديدة وحتى ساحل دبي، وستكون الأخيرة عرضة للهجمات الصاروخية والطيران المسير، لفرض معادلة توازن الردع مع أعداء اليمن وغزة.
وبما أن صواريخ اليمن وصلت إلى أم الرشراش (إيلات) وما بعدها، فإن دبي ومصالح الإمارات بشكلٍ عام، أقرب وأسهل للقصف والدمار، ومن المستحيلات أن تصمد دبي في مواجهة بعض ما تعرضت له الحديدة عام 2018، فالمدينة الإماراتية مكتظة بالعمالة الوافدة، وفي حال مغادرتهم لها، ستضحوا أثراً بعد عين، ومدينة أشباح، تماماً كما تنبأت "سبك أوبس: ذي لاين" عام 2010.
ومهما كان حجم العدوان على اليمن، فإننا بفضل الله قادرون على التعافي منه، ولنا أن نتذكر سنوات العدوان التي مرت وكأنها لم تسعى لفرض أي احتلال على البلاد، لكن الحال ليس نفسه في دولة الإمارات، حيث تعيش طفرة اقتصادية مؤقتة، وستنتهي بمجرد أن تفقد المدينة أمنها واستقرارها، ومن سابع المستحيلات أن تستعيد عافيتها لاحقاً، والأسباب معروفة.
ولا ننسى أن أوراق صنعاء لا تتوقف عن الحسم من الجو، فهناك خيارات أخرى على الأرض أشد مضاضة على آل نهيان وآل مكتوم، ويكفي أن عشرة مسلحين بأسلحة خفيفة ومتوسطة قادرون على جعل دبي أو أبو ظبي خاليةً من سكانها خلال ساعات، فالمدينتان مهيأتان لحرب شوارع من الدرجة الأولى، وقد تمت دراسة الأمر جدياً على الأرض من قبل رجال الرجال، وما حدث للحاخام كوغان إلا عينة على أحداث أخرى جسام، في المستقبل القريب بإذن الله.
إقرأ المزيد لـ محمد محسن الجوهري ...
الأكثر تعليقاً
ترمب يهدد "حماس" في حال لم تطلق سراح المحتجزين الإسرائيليين
اختتام فعالية تحكيم المرحلة الثالثة من مسابقة "ماراثون القراءة الفلسطيني الأول" في الخليل
مسؤول في "Coinbase": فوز ترامب يفتح الباب أمام تنظيم سريع للعملات المشفرة
المرسوم الرئاسي.. حاجة دستورية أم مناكفة سياسية؟
إجلاء 11 طفلاً مصاباً بالسرطان من قطاع غزة إلى الأردن
"الأونروا": حرب الإبادة على غزة تسببت في وباء إصابات فظيعة
في اليوم العالمي لذوي الإعاقة: أكثر من 26 ألف مصاب في قطاع غزة خلال العدوان
الأكثر قراءة
وزير الخارجية الإسرائيلي: مؤشرات على تقدم صفقة الأسرى ومرونة من حماس
حماس تعلن مقتل 33 أسيرا إسرائيليا وتوجه رسالة لنتنياهو
قصف مكثف للاحتلال على غزة وخان يونس يوقع 7 شهداء وعدد من الجرحى
الاحتلال الإسرائيلي يغتال 4 شبان قرب جنين
بدء اجتماع حماس ومسؤولين مصريين في القاهرة
المرسوم الرئاسي.. حاجة دستورية أم مناكفة سياسية؟
هجوم هيئة تحرير الشام على حلب نسقته إدارة بايدن مع إسرائيل وتركيا
أسعار العملات
الإثنين 02 ديسمبر 2024 9:21 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.64
شراء 3.63
دينار / شيكل
بيع 5.13
شراء 5.11
يورو / شيكل
بيع 3.83
شراء 3.8
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 176)