تستوقفني ذكريات تلك السنين سنين الثمانينيات والتسعينيات , كان الناس في طيبة مع بعضهم البعض , يتزاورون كثيرا , كانت البنات يغفن في التاسعة مساءا ويستيقظن في الساعة السادسة صباحا , ليقومن بتنظيف البيت دون كلل او ملل , ويعتبرن كلام امهاتهن مقدس ويجب طاعتهن مهما بلغ الأمر , فبنات الامس يخبزن ويغسلن على ايديهن .
في تلك الفترة لم يكن الانترنيت موجود ولا الفضائيات التي جعلت من البنات حافزا للتطاول على امهاتهن ..
اما اليوم فنتحدث بلا حرج , اصبح هاتف المحمول في ايدي البنات بفضل الانترنيت , واصبح هذا المتطور بأيديهن اكثر من عملهن , ناهيك عن الفضائيات التي اصبحت تهيب بالبنات على عصيان الوالدين , فخذ مثلا _ عن المسلسلات التركية والهندية وقنوات mbc , كلها تهدف الى إفساد البنات و المجتمع , فالبنت رقيقة ويغويها الشيطان بكل سهولة .

استطاع الفساد الاستعماري التغلغل دون الحاجة للاحتلال الارضي , وعرف كيف يدخل الفساد في كل بيت , فأن الاستعمار الثقافي حريص على انشاء اجيال فارغة ,لا تنطلق من مبدأ ولا تنتهي لغاية ,يكفي ان تحركها الغرائز التي تحرك الحيوانات ..
نعم يوجد الكثير من البنات الشريفات وهن يطالعن النت , ولكن اصبح الجوجل يبث اعلانات ( خلاعية ) او تعلم الجنس فتكون البنت الشريفة عرضة للشيطان .

عند تصفحي للنت وجدت الاف الصور لبنات وهن بلباس النوم الفاضحة , وهن يستعرضن اجسادهن بكامراتهن الشخصية , وقراصنة الانرنيت استطاع هكر صورهن ليتم عرضها على مواقع الجوجل ..

النت , اصبح نقمة على البنات !
اذن نستخلص من كل هذا : يجب على الاب متابعة بنته بكل دقة , وتأخذ الام الدور الكبير لمعرفة ما تريد بنتها , وتبحث عن اشيائها ان كان في غرفتها او موباليها الخصوصي , قبل وقوع الكارثة , ويا لها من كوارث دمرت سمعة الاباء .
عثرت على رسالة بنت تقول فيها :

أنا فتاة أبلغ من العمر 23عاما، أكمل دراسات عليا في تخصصي الذي أحبه ووفقت فيه ـ والحمد الله ـ ولأن أبحاثي تجعلني أدخل على النت كثيرا، تعرفت على شاب على النت، وتكلمنا لفترة طويلة فطلب مني المقابلة فرفضت، وتم قطع العلاقة بيني وبينه، ولم أكن أرد على تليفوناته، وفي أحد الأيام جاءني رقم غريب فاضطرت أن أرد عليه، فوجدته هو يتصل بي كل فترة، لكي يطمئن علي، وفي أحد الأيام اتصل بي وطلب عنواني، لكي يأتي هو وأهله، لكنني خفت من إعطائه العنوان، لأنني لست متأكدة من صدق المعلومات التي أعطاني إياها، حيث تعرفنا عن طريق النت، وهو الآن مستعد أن يفعل أي شيء لكي يتقدم لي، ولكن والدي سوف يقوم بعملية زرع كبد، وسوف يمكث في إحدى المستشفيات فترة شهر ونصف، وهذا الأمر جعلني أيضا أقلق عليه ـ لأن الظروف في المواضيع عبارة عن حجج ـ طلب مني صورا لي لكي يراها أهله، فوافقت وبعثت له بثلاث صور، وبعده تم تهديدي لعرض صوري أو أن أنام معه ساعة واحدة ؟!

فالنت شيطان لا يملك الرحمة , وهو اصبح وباءا ضارا لجميع البنات دون استثناء , فأين مسؤولية البيت من البنت