انهضوا وشدوا أوساطكم بالحق، والبسوا درع البر، وشدوا أقدامكم بالنشاط لإعلان السلام.
الخميس 31 أكتوبر 2024 8:19 صباحًا - بتوقيت القدس
ملخص المقال:
يقدم الباحث إطارًا لمقال علمي تحت عنوان "أنهضوا وشدوا أوساطكم بالحق: درع البر وأثره في تعزيز السلام الاجتماعي"، حيث يناقش من خلاله مفهوم الحق، ودور الأخلاق (درع البر) في تأسيس مجتمع عادل ومستقر، وأهمية النشاط والسعي لتحقيق السلام. يغطي الباحث في هذا المقال هذه العناصر من خلال مقدمة وجسم وخاتمة تتناول الأبعاد الإنسانية والروحية للفكرة.
في عالم مثل الأراضي المقدسة، يشهد تزايدًا في الصراعات والأزمات، تبرز الحاجة الملحة لتعزيز القيم الإنسانية والأخلاقية كأحد أعمدة بناء مجتمع مستقر وآمن. يحمل هذا المقال دعوة إلى تحقيق السلام عبر الالتزام بالحق، والتمسك بالبر، والنشاط في سبيل نشر السلام، استنادًا إلى الآية المقدسة من الإنجيل المقدس من رسالة القديس بولس إلى أهل أفسس (6، 10-20) القائلة: "انهضوا وشدوا أوساطكم بالحق، والبسوا درع البر، وشدوا أقدامكم بالنشاط لإعلان السلام". سنتناول في هذا المقال هذه العناصر الثلاثة ونبحث في كيفية تجسيدها في الحياة اليومية ودورها في بناء علاقات إنسانية قائمة على الاحترام والتعاون المتبادل.
1. الحق كأساس للاستقرار الاجتماعي:
• الحق كقيمة جوهرية: الحق يعد من الركائز الأساسية في بناء مجتمع عادل، حيث يضمن الحماية ويعزز الثقة بين الأفراد. بدون الحق، تصبح المجتمعات عرضة للتفكك والانهيار. مثال على ذلك من النظام القضائي: عندما يتم تطبيق القانون بعدالة في مجتمع ما، يزداد احترام الأفراد له، كما هو الحال في العديد من الدول التي تعمل على تطبيق العدالة والمساواة دون تمييز، مثل دول الشمال الأوروبي. على سبيل المثال، تُعرف السويد بنظامها القضائي العادل الذي يضمن حقوق الأفراد، مما يساهم في تقليل الجرائم والبطش وزيادة الثقة العامة في النظام القانوني. في المقابل في بعض الدول الذي لا يتم تطبيق القانون بعدالة نرى بشاعة الإجرام والقتل بشتى أنواعه عن يد عصابات المافيا والسوق السوداء.
• دور المؤسسات في تطبيق الحق: مسؤولية تطبيق الحق تقع على عاتق الأفراد والمؤسسات معًا، إذ تلعب المؤسسات القانونية والتربوية دورًا هامًا في تعزيز ثقافة العدالة والمساواة. التزام الأفراد بالحق في العمل: في بيئة العمل، عندما يتبع الموظفون مبادئ الأمانة والنزاهة، يتم تحسين بيئة العمل. على سبيل المثال، عند التزام الشركات والمؤسسات بالعدالة في توزيع الأجور، فإن ذلك يُعزز الرضا الوظيفي، ويقلل من النزاعات العمالية.
• الالتزام الشخصي بالحق: يجب أن يكون الالتزام بالحق أمرًا داخليًا لدى الأفراد ليكون له أثر حقيقي، ويدفع إلى سلوكيات إيجابية تخدم الصالح العام. تقديم البر للمجتمع في الأزمات: خلال جائحة كورونا، أظهرت العديد من المجتمعات والمؤسسات سلوكيات مفعمة بالبر، حيث تعاون الأفراد لتقديم المساعدة لغيرهم دون مقابل. في إيطاليا، كانت فرق من المتطوعين تقدم الطعام والرعاية الصحية لكبار السن المعزولين في منازلهم، مما عزز التماسك الاجتماعي، وخلق بيئة دعم متبادلة.
2. البر كدرع أخلاقي يحمي المجتمع:
• مفهوم البر وأبعاده: البر لا يقتصر على الصلاح الشخصي، بل يمتد ليشمل السلوك الإيجابي تجاه الآخرين، وتقديم يد العون لهم بدون توقع مقابل.
• أثر البر في العلاقات الاجتماعية: عندما تتسم العلاقات الإنسانية بالبر، فإنها تصبح أكثر متانة، حيث يبني الأفراد جسورًا من الثقة والتآزر، مما يقلل من التوترات الاجتماعية ويعزز مناخ السلم الأهلي.
• البر كأسلوب حياة: البساطة في السلوك، ونكران الذات، والإحسان للآخرين هي مكونات أساسية تجعل من البر درعًا يحمي المجتمع من الأحقاد والصراعات ويُقلل من سلسلة الإجرام.
• أعمال البر في المدارس: عندما يتعامل الطلبة والمعلمون مع بعضهم بروح البر والإحسان، يسود جو من الألفة والثقة والاحترام. على سبيل المثال، في بعض المدارس يتم تنظيم برامج للتطوع ومساعدة المجتمع المحلي، مما يُغرس في الطلبة قيم الاحترام والعطاء.
3. النشاط لإعلان السلام ودوره في التنمية:
• السلام كقيمة ضرورية للتنمية: السلام هو حجر الأساس الذي تقوم عليه التنمية، فهو يسمح للأفراد بالعمل والابتكار دون خوف من الصراعات.
• دور النشاط في نشر السلام: إعلان السلام لا يمكن أن يتم بدون التربية على ذلك وبدون الجهد والسعي النشط من كل فرد ومؤسسة، حيث يحتاج إلى العمل اليومي في تثقيف المجتمع، وتعليم الأجيال الجديدة الصاعدة على الانفتاح وقبول الآخر والتعايش السلمي.
• السلام كغاية إنسانية مشتركة: السعي للسلام هو غاية نبيلة تستدعي تضافر الجهود على المستوى الفردي والجماعي، لتحقيق مجتمع ينعم بالأمان والاستقرار.
• برامج التوعية لنبذ العنف: هناك العديد من المؤسسات العالمية والمحلية التي تعمل بجد لنشر ثقافة السلام، مثل مؤسسة "الحق في اللعب" (Right to Play)، والتي تعمل في مناطق النزاع لتقديم برامج تعليمية ورياضية تساهم في إعادة بناء السلام بين الأطفال من خلفيات مختلفة.
• المبادرات المحلية في المجتمعات: في فلسطين، على سبيل المثال، نجد مبادرات محلية تعمل على نشر السلام بين الشباب، مثل مبادرة "شباب من أجل التغيير" التي تهدف إلى تمكين الشباب من أدوات التواصل وحل النزاعات، مما يساعد في الحد من العنف المجتمعي ويعزز ثقافة التعاون والتماسك الاجتماعي.
يظهر من خلال هذا المقال أن تعزيز الحق، وتمسك الأفراد بالبر، ونشاطهم في سبيل نشر السلام هي عناصر هامة ومترابطة تؤدي إلى بناء مجتمع متماسك، يعيش فيه الناس بكرامة واحترام متبادل. وفي ضوء التحديات التي يواجهها العالم اليوم ولا سيما في الأراضي المقدسة، تكمن أهمية هذه الدعوة في إحياء قيم إنسانية سامية يمكنها أن تسهم في تحقيق الاستقرار والتنمية، وفتح آفاق جديدة للتعايش الإيجابي. وختامًا، فإن كل فرد يتحمل مسؤولية الالتزام بالحق، والتحلي بالبر، والعمل النشط من أجل السلام، وبذلك نكون قد وضعنا أسسًا متينة لمستقبل أفضل للجميع.
إقرأ المزيد لـ الأب سيمون بيترو حرّو ...
الأكثر تعليقاً
مسؤولية المملكة المتحدة بعد قرن من بلفور
الرئيس عباس يصل القاهرة غدًا ويلتقي السيسي في زيارة ستستمر ليومين
لقاء بين "فتح" و "حماس" في القاهرة
يِخرب بيتك!
مستوطنون يحرقون 20 مركبة ويخطون شعارات عنصرية في رام الله
الدفاع المدني بغزة: أكثر من 100 ألف مواطن في الشمال بلا طعام أو شراب أو دواء
الرئيس عباس يصل مصر في زيارة رسمية
الأكثر قراءة
فتح وحماس تبحثان بالقاهرة إنشاء لجنة لإدارة غزة
الشاباك يؤكد اعتقال موظفين بمكتب نتنياهو والأخير ينفي
والحركة تنعيه.. جيش الاحتلال يعلن اغتيال عضو مكتب سياسي من حماس في خان يونس
نتنياهو يحاول الدفاع عن نفسه أمام التسريبات الأمنية الخطيرة
الرئيس يتسلم دعوة للمشاركة في قمة المتابعة العربية الإسلامية المشتركة في الرياض
نجاة قائدي منطقتي الشمال والضفة بجيش الاحتلال
حماس توضح بخصوص ما نشرته وسائل إعلام حول محمد الضيف
أسعار العملات
الإثنين 04 نوفمبر 2024 8:29 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.72
دينار / شيكل
بيع 5.29
شراء 5.27
يورو / شيكل
بيع 4.07
شراء 4.05
من سيفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 51)