Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

غزة بين مطرقة الحرب وسندان التهجير:المخطط الإسرائيلي وخطر النزوح الجماعي!!

الإثنين 09 سبتمبر 2024 10:02 صباحًا - بتوقيت القدس

Wesam younis Alagha

غزة بين مطرقة الحرب وسندان التهجير:المخطط الإسرائيلي وخطر النزوح الجماعي!!!
منذ ما يزيد عن 335 يوماً، يعيش قطاع غزة تحت وطأة حرب شرسة تشنها إسرائيل بلا هوادة. هذه الحرب لم تقتصر على ضرب الأهداف العسكرية لحركة حماس أو المقاومة الفلسطينية، بل امتدت لتستهدف كل جوانب الحياة في غزة، بما في ذلك المدنيين والمنازل والمرافق العامة. وما يزيد من خطورة الوضع هو أن الضفة الغربية لم تكن بمنأى عن هذه الحملة العسكرية، حيث يتعرض الفلسطينيون هناك لموجات اعتداء متكررة. وكأن الاحتلال يوجه رسالة واضحة الفلسطينيون، جميعهم، هم أهداف مشروعة في نظر الجيش الإسرائيلي، ولن تُستثنى أي منطقة أو فئة.

هجمات السابع من أكتوبر التي نفذتها حركة حماس جاءت كذريعة لإسرائيل لتوسيع حربها وتدمير قطاع غزة بعمق غير مسبوق. تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت كشفت عن أهداف هذه الحرب؛ فهي تتجاوز الرد على المقاومة لتسعى إلى تدمير البنية التحتية والشاملة للمجتمع الغزي، بما يُبعد الآلاف من العودة إلى ديارهم ويدفع باتجاه تهجير جماعي محتمل.

سياسة التدمير الواسع وخلق بيئة غير صالحة للعيش
استراتيجية الحرب الإسرائيلية الحالية التى تعتمد على تدمير مساحات واسعة من القطاع بصورة تجعل من المستحيل إعادة الحياة إليها في المستقبل القريب. التدمير المتعمد للمنازل، المدارس، المستشفيات، وشبكات المياه والكهرباء هو جزء من خطة لإجبار سكان غزة على النزوح عن أراضيهم. فالعودة إلى هذه المناطق بعد انتهاء الحرب ستكون شبه مستحيلة بسبب الدمار الشامل، وهو ما يفتح الباب أمام موجة نزوح قسري.

لكن ليس فقط التدمير هو ما يهدد الفلسطينيين في غزة. فإسرائيل تراهن على أن المجتمع الدولي، أو بعضه، قد يرفض تمويل إعادة إعمار القطاع، أو أن عملية الإعمار ستكون بطيئة للغاية بحيث تضطر العائلات إلى البحث عن مكان آخر للعيش. وفي ظل هذه الظروف المأساوية، قد يجد الغزيون أنفسهم مضطرين للهجرة طوعاً بحثاً عن الأمان. هذا السيناريو يندرج ضمن خطة أكبر لتفريغ غزة من سكانها أو تقليل عددهم بشكل كبير.

التهجير كجزء من مخطط سياسي أوسع
ما يحدث في غزة اليوم ليس مجرد رد فعل عسكري على هجمات حماس، بل هو جزء من مخطط سياسي قديم يسعى إلى تغيير الواقع الديموغرافي والجغرافي في المنطقة. مشاريع مثل "صفقة القرن" التي رُوج لها في السابق كانت تحمل في طياتها جوانب تتعلق بتقليص الوجود الفلسطيني في مناطق معينة، بما في ذلك غزة. وقد تعيد الحرب الحالية تقديم هذه الخطة بوجه جديد، من خلال فرض واقع يجعل من الصعب على الفلسطينيين البقاء في أرضهم.

ومع استمرار الاحتلال في تصعيد حربه، وغياب خطة واضحة لإعادة إعمار القطاع، يبدو أن إسرائيل تسعى إلى تحقيق أهداف تتجاوز البعد العسكري، لتصل إلى إحداث تغيير جذري في التركيبة السكانية لغزة. هنا تكمن الخطورة الكبرى؛ فبقاء الفلسطينيين في القطاع يصبح مهدداً ليس فقط بالحرب المباشرة، بل بالضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي تدفعهم نحو النزوح.

الحاجة إلى وحدة وطنية لصد مخططات التهجير
في ظل هذا المشهد المعقد، لا يمكن للفلسطينيين التصدي لمخططات التهجير الجماعي إلا من خلال الوحدة الوطنية. الانقسام السياسي الداخلي أضعف الموقف الفلسطيني وأتاح للاحتلال فرض سياساته بمرونة أكبر. إن عدم وجود قيادة فلسطينية موحدة تتحدث باسم جميع الفلسطينيين، سواء في الضفة أو غزة، جعل من السهل على إسرائيل التعامل مع غزة ككيان منعزل عن المشروع الوطني الفلسطيني.

لذا، يجب أن يكون الهدف الأول الآن هو توحيد الصف الفلسطيني وبناء نظام سياسي موحد يضم كافة الأطياف الفلسطينية. هذا النظام سيكون قادراً على إفشال المخططات الإسرائيلية التي تهدف إلى تهجير الفلسطينيين أو تقليل أعدادهم في غزة. كما سيمنع الاحتلال من الاستفراد بغزة كما يحدث الآن في المفاوضات، حيث تجد المقاومة نفسها دون أوراق قوة مؤثرة.

ختاماً الوحدة سبيل النجاة
لا يمكن للفلسطينيين أن يواجهوا هذا الخطر الوجودي دون موقف موحد ورؤية وطنية شاملة. الوحدة السياسية هي السبيل الوحيد لاستعادة زمام المبادرة وفرض شروط فلسطينية في أي مفاوضات مستقبلية. إن بقاء غزة في حضن المشروع الوطني الفلسطيني هو الضمان الوحيد لمنع تهجير أهلها مرة أخرى، وقطع الطريق على المخططات الإسرائيلية التي تستهدف اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم وتهجيرهم نحو المجهول.
وسام يونس الاغا كاتب وباحث فلسطينى

إقرأ المزيد لـ Wesam younis Alagha ...

أسعار العملات

الإثنين 02 ديسمبر 2024 9:21 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.64

شراء 3.63

دينار / شيكل

بيع 5.13

شراء 5.11

يورو / شيكل

بيع 3.83

شراء 3.8

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 177)