Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

الحركات للمقاومة الشعبية، والشعب العربي على نطاق أوسع، بشأن قضية فلسطين إزاء صهاينة العرب المزعومة

الخميس 06 يونيو 2024 1:21 مساءً - بتوقيت القدس

إسماعيل يمين سيد

إسماعيل يمين سيد
باحث و كاتب في شؤون العالم العربي
X (تويتر سابقا): IsmailYSyed@

مع الاسف انه يُدّعى في العالم العربي، خصوصًا من قبل داعمي الحكام العرب، العوام السُذّج (المنخدعين بسهولة) من رعاياهم—الذين يصدقون كل أخبار ودعايات من وسائل الاعلام الداعمة لسلطات دولهم من دون تبين و تحقيق—ان كل حركات وجماعات، سواء كانت إسلامية او كانت حركات اشتراكية ذات مساواة او كانت حركات قومية عربية، يجب التحذير منها نظرا إلى ارتباط تلك الحركات بجهات أجنبية او إرهابية او نظرًا إلى أنها مزعومة بشأن أنه اخترعتها المخابرات البريطانية او اخترعتها كيانات خارجية المناهضة\المعادية لمواطنين عرب، إلا أنه—بحسب أبواق حكام العرب والنخب الحاكمة وأباطرة الأعمال الاحتكارية—ان الحركات الصهيونية الاستعمارية وكياناتها التي تبدو وُدّية\صديقة للسلطات الحاكمة العربية فإنها (اي تلك الحركات والكيانات المذكورة الاخيرة، المؤيدة للمصالح الصهيونية) لم تخترعها المخابرات البريطانية\الغرب\الكيانات الخارجية من خلال المؤامرات الخارجية قط فبالتالي لا ينبغي للشعب العربي أن يقلق من الكيانات الصهيونية المذكورة الأخيرة وأمثالها من الكيانات الغربية ذات سيادة البيض! فلذلك (بحسب أبواق حكام العرب والنخب الحاكمة وأباطرة الأعمال الاحتكارية) على العرب أن يتبنوا الصهيونية ذات الجذور الاستعمارية الاستيطانية للأوروبيين البيض بحسب دعاية الصهاينة الجدد العرب من قناة العربية وما يماثلها من ابواق الداعمين للصهاينة العرب و متحدثين باسم السلطات الحاكمة. أيّ منطق هذا، يا لها من مفارقة!
الحقيقة هي: أن البريطانيين هم من دعموا تحالف آل سعود والوهابيين لإضعاف وجود الدولة العثمانية (الملقبة بالخلافة العثمانية والإمبراطورية العثمانية) في شبه الجزيرة العربية أولاً، ثم لإضعاف شرفاء الحجاز الهاشميين\شريف مكة حكام المملكة الحجازية الهاشمية، الملقبة بالخلافة الشريفية—المملكة حديثة التأسيس والمنكوبة قصيرة الأمد آنذاك—الذين وعدهم البريطانيون بالمملكة بشبه الجزيرة العربية التي شملت أراضي الحجاز والشام وفلسطين والعراق بعد التخلص من العثمانيين، لكن البريطانيين خانوا الاتفاق المتبادل مع شريف مكة - الحسين بن علي - للحصول على انتدابهم على فلسطين وترجيح دعمهم آل سعود بدلا من الحكام الشريفيين الهاشميين فيما بعد بل فيما بعد تنازل البريطانيون عن الأراضي المهمة في فلسطين والشام للحركات الصهاينة البريطانية والاوربية بموجب اتفاقية الأنجلو-فرنسية المعروفة بـ «اتفاقية سايكس بيكو». فلو كانت كل حركات إسلامية او جماعات اسلامية اختراعًا بريطانيًا او كانت لجماعات المسلمين علاقات مع كيانات معادية للحضارة العرب والاسلامية، لما رأينا ظهور دولة مثل جمهورية باكستان الإسلامية كدولة ذات أغلبية المسلمين الهنود خليفة للهند غير المقسمة بعد نهاية الاستعمار البريطاني وكدولة التي أسستها (باكستان) حزب المسلمين الهنود آنذاك الملقب بـ «رابطة مسلمي عموم الهند» او «مسلم ليغ» (All India Muslim League) وبرزت جمهورية باكستان الإسلامية كأقوى دولة في العالم الإسلامي كدولة مسلحة نوويًا على الرغم من كونها دولة نامية تواجه سلسلة من الأزمات الاقتصادية طويلة المدى مثل مصر أو شبه الدكتاتوريات العسكرية\الانقلابات العسكرية (دوريا فحسب، لا طوال الوقت على مدى عقدين أو أكثر مثل مصر، وحتى في تلك الحالة لم تكن باكستان دكتاتورية كاملة في أثناء فرض الدكتاتورية\الانقلاب العسكري المؤسف لفترة محددة، بل كانت مكونة بشكل من أشكال الحكومة المزدوجة من المدنية المنتخبة والعسكرية في نفس الوقت مع كل واحدة منهما تراقب الأخري، حيث تراقب السلطة القضائية القوية على الحكومة المدنية والعسكرية المزدوجة على الرغم من كون القضاء الباكستاني عرضة للتأثيرات الخارجية القوية دوريا)، وهذا أمر شائع في عديد من دول فيما بعد نشأت من ظلال الاستعمار الأوروبي ولكن هذه ليست القضية هنا. وبالتالي كانت باكستان كدولة مسلحة نوويا، دائمًا مصدر إزعاج للغرب والتي بذلت إسرائيل قصارى جهدها في المؤامرة مع الهند—دولة ذات الأغلبية الهندوسية المعادية لكلي العروبة والاسلام—لتدمير المشروع النووي الباكستاني في الأيام الأولى للمشروع النووي الباكستاني (هذا الكاتب لا يؤيد ولا يتغاضى عن وجود وانتشار الأسلحة النووية ولكن هذا موضوع آخر، هنا الركز حول تحليل قوة وضعف المنطقة من منظور تاريخي).
وبالإضافة، اذا نحقق في خلفية الاوضاع الحالية الخطيرة، التي يواجهها العالم العربي بشكل عام والشعب العربي الفلسطيني بشكل خاص، نجد ان الاسباب التحتية لأزمة العالم العربي بشكل عام وقضية فلسطين بشكل خاص، هي أنه:
لقد قمع الحكام المستبدون العرب شعوب بلدانهم (على الرغم من منحهم في بعض الحالات مستويات معيشة عالية) تحويل مواطنيها إلى رعايا ذوي عقول مغلقة بدون قدرة تفكير حر وبدون حق انتقاد أو إدانة السياسات الحكومية ومحاسبة حكامهم، مع عدم وجود صحافة حرة وبالتالي اصبحت أغلبية العدالة و حكم القانون رفاهية للأمراء. فالنتيجة هي أن الشعب العربي (ليس الكل، بل الكثير، أو بالأحرى الطبقة الحاكمة من العرب إلى جانب عامة الناس السذج المادحين للحكام) فقدوا التفكير المبتكر، يفتقرون إلى موارد وإرادة عازمة وبيئة حرة بدون قيود رقابية مرعبة، للتوصل إلى عبقرية خلاقة وملكة صناعية بشأن أن يساعدوا في وضع بلدانهم بين أقوى البلدان وأكثرها اعتمادا على حد ذات نفسها.
وعندما يصبح الحكام مستبدين وفاسدين تجاه شعوبهم (على الرغم من أن الحكام قد لا يدركون ذلك بسبب المواطنين الانتهازيين الذين يتملقون الحكام ليس من دافع الاحترام ولكن بدافع الخوف والجشع)، يصبحون مثل الطغاة المستبدة الوهمية داخليًا، ومثل النعامة الجالسة أو النمر المزيف خارجيًا تجاه القوى المعادية وليس لديهم خيار سوى كونهم مشغولين جدًا بإطراء الخصوم الحقيقيين تحت قناع الصداقة كرعاياها المكبوتة.
والآن نلفت انتباهنا إلى الأزمة الكارثية الحالية التي يواجهها العالم العربي والإسلامي المستعمر بحكم الأمر الواقع، حيث تمثل مقاومة العرب الفلسطينيين—ضد الإبادة الجماعية المروعة على أيدي الصهاينة أولي الاستعمار والاستيطان، المدعومين من القوات الغربية لسيادة البيض—على جبهة القتال بين القوى الغربية المتعصبة البيضاء والعالم غير الابيض تحت استعمار سيادة البيض عن بعد، وهي ان معظم الإبادات الجماعية والمجازر والنكبات المستمرة ضد الفلسطينيين قد يتم «بتواطؤ معظم الحكام العرب مع محور الابادة الجماعية الغربي»، كيف؟ فإنه من خلال عدم فرض عقوبات نفطية وتجارية على معظم الدول الغربية ذات أغلبية المتعصب البيض (أو على الأقل الولايات المتحدة وبريطانيا) التي لاتزال تدعم إسرائيل بالكامل، وبعدم حظر طرق العبور والممر الجوي لإسرائيل وبعدم استبدال الدولار بعملة اقليمية عربية كعملة بديلة احتياطية لتجاري دولي بما في ذلك الصادرات النفطية، وبعدم الانسحاب من اتفاقيات إبراهيم، لقد أظهر معظم الحكام العرب المتخنثين الجنباء رضاهم بالإبادة الجماعية والمجازر والنكبة المستمرة ضد إخوة وأخواتهم العرب الفلسطينين. هذه هي الحقيقة فاهضم (لا ينطبق هذا الوصف المقلق على جميع القادة العرب، بل لحسن الحظ، هناك بعض الاستثناءات ولكن الاستثناءات استثناءات لاتدور مهام الامور عليها في العادة). بل في الواقع هناك سابقة حديثة، وهي أن الدول العربية، خاصة الدول المنتجة للنفط أو الدول ذات الاقتصادات الكبيرة مثل السعودية والإمارات، فرضت حصارًا وعقوبات كاملة على الدولة المجاورة قطر منذ سنوات قليلة بسبب أمور ضئيلة بالنسبة إلى الإبادة الجماعية التي ارتكبتها دولة الاحتلال الصهيونية على إخوانهم العرب الفلسطينيين، فكل ذلك يثبت أن هذه الدول نفسها لديها القدرة على فرض حصار كامل وعقوبات تجارية وحظر نفطي على الدولة الاستعمارية الصهيونية، إسرائيل، التي ترتكب الإبادة الجماعية وداعميها المباشرين مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وغيرها بل من المؤسف ان الدول العربية لا تسلك طريقاً أخف، مثل التخلي عن الدولار الأمريكي كعملة الصادرات والتجارة الدولية من خلال إجراء عملة عربية اقليمية أو عملة بديلة مناسبة بدلها.

أزمنة صعبة تقتضي قرارات صعبة، لم يعد الوضع الراهن خيارًا:

لا ينبغي لأحد أن يبقى متوهما يتجول في غابات الاوهام وغيابات الاذهان او ينعس في ظلمات طافيا على شعور زائف بالأمان، فما يبدأ (من كارثة أو وباء أو إستعماري استيطاني أو إحتلال او مهما ما نرى من المصائب والمظالم) بنوع معين من ضمن مجموعة كبرى أو فئة كبرى فإنه قد لا ينتهي عند ذلك الحد، بل سيمتد تدريجيًا إلى ما هو أبعد فيشمل الفئة الرئيسية الوسيعة وما خارجها. بدأت الإبادة الجماعية في القرن 21 التي ارتكبها النخب الحاكمة ذات سيادة البيض أو تم تسهيلها من قبل دول الغربية المهيمن عليها المتعصبين البيض، مدفوعًا بأيديولوجية سيادة البيض، مع العرب الفلسطينيين (بالنسبة للعنصريين البيض الغربي ورفاقهم اليهود الصهاينة البيض الأوروبيون\الغربيون—على عكس اليهود غير الصهاينة—لم تكن النكبة كافية لإرواء عطشهم الاستعماري الملطخ بالدماء منذ نهاية القرن 19). إذا لم يتغلب الفلسطينيون (لا أقصد الإرهابيين والجماعات المحظورة، هنا أقصد الشعب العربي الفلسطيني المستعمَر بشكل عام) على الإبادة الجماعية المستمرة والاحتلال الصهيوني من خلال مقاومتهم الشرعية كما ضمنه قرار الأمم المتحدة رقم 37/43، أو إذا لم يأت الأخوة العرب من العالم العربي الأوسع للدفاع عن المدنيين الفلسطينيين الأعزال (غير مسلحين)، فكن مطمئنًا، بعد الإبادة الجماعية للعرب الفلسطينيين، أن المجتمع العربي الأوسع في شبه الجزيرة العربية سيكون الهدف التالي للإبادة الجماعية التي سيرتكبها الرجال البيض أو حكام المستعلون البيض مع الأغلبية الصامتة من الطبقة الوسطى البيضاء التي تقف إلى جانب حكام العنصريين البيض، المتلطخين بدماء الشعب العربي والفلسطيني، مطمئنة بأن امتيازهم الأبيض والأمن القائم على التفوق الأبيض يتم الاعتناء بهما جيدًا (في مقابل العوام البيض، فإن كثيرا من العوام البيض في معظم الغرب، خصوصا من الطبقة العاملة، هم الذين يوجدون في صفوف أمامية لمظاهرات ومسيرات إحتجاجية و مخيمات الاعتصام تضامنًا مع الفلسطينيين تحت الإبادة الجماعية) إلا ان الإبادات الجماعية والمذابح ضد العرب من قبل حكام الأبيض الذين معهم ايضا أقلية من مواطنيهم الملونين المتعاونين، ستكون ذات وحشي مروع للغاية على نطاق أوسع (العياذ بالله). إذا نتوجه إلى التاريخ الحديث للطبقة الحاكمة الأوروبية البيضاء، المنتشرة في جميع أنحاء أوروبا والغرب الأنجلو أمريكي الأوسع، نجد أن استعمار التفوق الأبيض غير المسبوق لن يروي أبدًا عطش الرجال البيض الاستعماريين ورفاقهم الصهاينة. إن معظم الاحتلال والفصل العنصري وتطبيع الاستعمار (بحكم الأمر الواقع) في اتفاقية إبراهيم (Abraham Accords)، لا يختلف عن القرن الأخير من العهد العثماني عندما استوطن مجتمع الييشوف الجدد (New Yishuv) من قبل الصهاينة الأشكناز الأوروبيين البيض الذين حاولوا آنذاك في البناء على ماتسمى اتفاقيات\تفاهمات\تعاملات متناغمة متبادلة مع العرب الفلسطينيين الأصليين في القرن والعقود الأخيرة من العصر العثماني، والتي خلقت أسسًا لمزيد من بلورة قرن جديد من الصهيونية الأوروبية ذات الفصل العنصري والاستعمار في المستقبل تقوم على المستوطنات الاستعمارية الأوروبية المنفصلة عن السكان الأصليين الذين يعتزم معظم المستوطنات المنحدرات من أوروبا الاستعمارَ عليهم، كل هذا حدث لإثارة استياء الفلسطينيين الأصليين الذين حاول الحكام العثمانيون لاحقًا معالجة وفرض قيود على المستوطنين اليهود الأوروبيين البيض ولكنهم حققوا قليلا من النجاح .

سواء كان الأمر يتعلق باتفاقية شركة الهند الشرقية البريطانية (British East Indian Company) لمجتمع التجار البريطانيين البيض مع أمراء المسلمين الهنود الملقبون بـ «نواب» والمغول في القرنين 18 - 19، أو الييشوف الأوروبيين الجدد الذين استقروا في فلسطين معظمهم بناءً على بعض اتفاقيات الخدعة المعيبة التي تبلغ ذروتها في اقتلاع الفلسطينيين الأصليين في نهاية المطاف (كما فعل الأوروبيون في جنوب أفريقيا وأمريكا وأستراليا)، أو إذا كان الأمر يتعلق بشأن منطقة إماراتية المحتوية على محاكم مركز دبي المالي العالمي ومعها قضائي منفصل ونظام قانوني منفصل يخضع لنظام القانون العام الإنجليزي متأصل بلندن بدلا من أن تخضع للنظام القانوني الوطني، أو إذا ما نتوجه إلى اتفاقيات إبراهيم المشبوهة - التي تم إجراؤها على حساب قضية العرب الفلسطينيين لضمان بقاء الوضع الراهن الذي يحرم الفلسطينيين الحرية وممارسة تقرير مصيرهم أو ما هو أسوأ من ذلك، اتفاقية أوسلو (Oslo Accords) بأن أمرها بلغ ذروته في بلورة الاحتلال الاستعماري بدون عدم مواجهة أي عواقب للاحتلال الاستعماري المستمر والسيطرة على حياة الفلسطينيين*، فكل ما ذكر من اتفاقيات ومعاهدات مع القوى الاستعمارية والمستوطنين البيض ينبأ أنها كانت موجودة لضمان الاستعمار من قِبل أهالي سيادة البيض على الشعب الأصلي غير البيض وبالتالي السيطرة على العرب في شبه الجزيرة العربية مركز العالم حتى يحكمو إلى الأبد. يبدأ الاستعمار الأبيض الغربي من خلال مستوطنات وتجارة واتفاقيات لما تسمى صداقة و تغانم و تفاهمات وتأسيس مناطق التجارة الحرة لكيانات تنتمي إلى أصول أوروبية\غربية بيضاء، دائمًا تقريبًا من خلال شكل من أشكال اتفاقيات وتعاملات عادية غير مهمة مع مجتمعات واقوام السكان الأصليين، التي تم تشكيلها بطريقة تضمن أن تكون الاتفاقيات دائمًا منحرفة لصالح المجتمعات البيضاء، التي تأيد قيم سيادة البيض الغربية بتذليل وتدمير القيم غير البيضاء من الحضارة العربية والقيم الشرقية\القيم للجنوب العالمي على نطاق واسع. ويرجو الكاتب الفقير من الأجيال المستقبلة أن يقرأوا بعد 50 أو 100 عام، ربما بعد فترة طويلة بعد دفنه في القبر حتى يفصلوا هل ينطبق هذا المقال أم لا على الأوضاع حينئذ (بينما يأمل الكاتب أن يثبت خطأ).

ويدرس التاريخ الحديث أنه عندما يصبح المقصود من الدولة حكم رجل واحد (أو رجلين) على حساب المساءلة أمام الجمهور والعامة (نسمي ذلك «النهج التدقيقي القضائي بقيادة العامة» أو «النهج الديمقراطي للتدقيق أمام العوام» أو مهما كانت التسمية قد نرغبها في تعيينها)، فإن القوات المسلحة لن تصبح فعالة فحسب، بل تبدأ في أن تدين بولائها ليس للبلد والشعب (الذي يجسده الدستور أو يقتضيه الدستور معنويا) الذين من المفترض أن تخدمه وتحميه، ولكنها تبدأ في أن تدين بولائها النهائي إلى حكم ومشيئة الرجل الواحد (أو حكم ومشيئة الرجل المزدوج)، كأن القوات المسلحة في العالم العربي تصيرت ممتلكات خاصة لرجل او رجلين مزدوجين، أو تعمل كأداة لحفاظ الإقطاعية لعشائر من العصور الوسطى بينما يسير القرن الحادي والعشرون بأقصى سرعة. غالبًا ما يكون من الأفضل أن يتعلم العالم العربي بما في ذلك الشعب العربي من مراقبة اعداءهم ومن انتقادات من قبل اعداءهم بشأن العرب، فغالبا ما نتعلم بقدر عظيم - في الامور الدنيوية - ممن يحاولون في انتقادنا اكثر بالنسبة الى من يبالغون في الثناء علينا). وبالتالي في هذا الصدد، نشرت مجلة شهيرة إنجليزية (مؤيدة لإسرائيل) للشؤون الدولية، الإيكونيميست (The Economist)، مؤخرًا مقالًا بعنوان «لماذا القوات المسلحة العربية غير فعالة إلى هذا الحد؟ الحكومات تنفق الأموال، لكن ذلك قد لا يفعل الكثير لتلميع سمعة جيوشها» (المقال بعنوان «Why are Arab armed forces so ineffective» بتاريخ: 5 مايو 2024، الرابط:
https://www.economist.com/middle-east-and-africa/2024/05/05/why-are-arab-armed-forces-so-inefficiency) وأنا لا أخوض في التفاصيل، لكن النقطة الأساسية في هذا المقال هي أن أحد الأسباب التي جعلت الجيوش العربية غير فعالة على الرغم من الإنفاق الضخم من قبل دول الخليج (إلى جانب مصر) على أحدث المعدات العسكرية الغربية هو الافتقار إلى المساءلة الديمقراطية، حيث تعتمد القيادة العسكرية على إما دائرة داخلية متماسكة في ظل دكتاتورية رجل واحد أو تعتمد على/تدين بالولاء للعائلة الحاكمة بدلاً من البلد وشعبها من خلال الانفتاح على التدقيق العام والتدقيق من قبل خبراء محترفين من بين مواطني البلد. وهذا بدوره يؤدي إلى افتقار القوات المسلحة العربية إلى «الحوكمة» (وهو الأمر الأكثر احتياجًا لتحقيق الفعالية الاستراتيجية) بل يؤدي إلى المزيد من حول كون الجيش «محكومًا» من قبل القمة بدلاً من كونه خاضعًا لرقابة العامة المثقفة ومتواجهًا التدقيق من غير المسؤولين الحكوميين من العامة بما في ذلك الأوساط الأكاديمية والصحافة النقدية المتحدية بشأن السلطة. فعندما تذهب الحوكمة بجانب التدقيق العامة غير الحكومية، تذهب الفعالية العسكرية والخفة العسكرية والتطور الاستراتيجي او بعبارة أخرى، تذهب وتتلاشى حالة التأهب التشغيلي الاستراتيجي. ويعتبر حرب السعودية على اليمن مؤخرا مثالا جيدا - على الرغم من جرائم الحرب المزعومة التي ارتكبتها حلفاء الحرب ضد الشعب اليمني - حيث أن المملكة العربية السعودية على الرغم من حصولها على معدات عسكرية غربية حديثة دون عوائق أو عقوبات (على عكس السعودية، واجهت باكستان العديد من العقوبات وعقود الشراء غير المنجزة للحصول على المعدات العسكرية الأمريكية على الرغم من كونها حليفًا مفترضًا للولايات المتحدة) كافحت كثيرًا أثناء تنفيذ الحرب على مدى عدة سنوات، وحتى في ذلك الحين، كانت الحرب الكارثية غير الفعالة، لا بد من إدارتها ومساعدتها من قبل الخدمات اللوجستية والمشورة الأمريكية والبريطانية.
الخلاصة بشأن الدول العربية، انما التحكم على المواطنين العرب والشعب العربي بالخوف والتخويف وغير العدل في الداخل ربما يتحول إلى قوة عظمة زائفة جبانة تجاه الأعداء الاستعماريين والمتفوقين البيض، المحافظين على الاستيطان والصهيونية.
فالعرب الذي كان عرفوا بالشجاعة وكانوا يفتخرون بعزمهم وحِلمهم وجراءتهم كما يشهد بهم التاريخ لفتحهم القارات من إفريقيا وآسيا وأوروبا في الماضي، أصبحوا اليوم منخفضين جبناء وأولي هزيمة للغاية، ملاء بالخوف، ضعفاء منكسرين موطوئين من الوهن، رحماء للأعداء، اشداء بينهم، لا يستطيعون محاربة العدو، حتى اصبحوا\اصبح الحكام العرب مضطرين الى النوم في نفس فراش كنومة عروس مع قوات الاحتلال الصهاينة بشأن مكافحة التهديدات التي يواجه العالم العربي بشكل خاض والعالم غير الابيض، بشكل عام. استيقظوا ايها العرب!
الاتحاد، التراحم، الغيرة، التعاون، النظام الشامل العادل، الاعتبار، المسئولية، الابداع والابتكار، الحق في محاسبة الحكام، الحق في انتقاد الحكام والسلطة وإدانة أعمال الحكام الفاسدة، سيادة القانون والعدالة، المساواة وعدم التمييز والاخلاص ـ هؤلاء بعض الصفات المميزة تفرق بين الاقوام.
وكما اكتب ذكرت اشعارًا للمتنبي التي قرأتها ايام دراستي قبل عقدين بشأن حماسة العرب وصفاتهم من الغيرة والعزة:
إن السيوف مع الذين قلوبهم * كقلوبهن إذا التقى الجمعان
تلقى الحسام على جراءة حده * مثل الجبان بكف كل جبان
رعفت بك العرب العماد وصيرت * قمم الملوك مواقد النيران
أنساب فخرهم إليك وإنما * أنساب أصلهم إلى عدنان
وهذا يأتي بأهمية الحديث لـ ثوبان، رضي الله عنه، الذي اود ان أختم به:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها» فقال قائل: «ومن قلة نحن يومئذ؟» قال: «بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن» قال قائل: «يا رسول الله! وما الوهن؟» قال: «حب الدنيا وكراهية الموت» رواه أبو داود.

إسماعيل يمين سيد
اتبع الكاتب على X (تويتر سابقا): @IsmailYSyed
--
ملاحظة المحرر: هذه الكتابة لا تعني تأييد\اتفاق مع أي حركات بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين أو أي جماعات إسلامية أخرى وأيديولوجياتها، بل تعني فقط عرض الحقائق والخلفيات التاريخية التي تتعلق بأزمة العالم العربي الحالية والكيانات التي تستمر في إلقاء اللوم كله على جماعات إسلامية، بحق أو خطأً، او كيانات خارجية من دون النظر إلى الفروق الدقيقة والسياقات التاريخية الواقعية. كاتب/مؤلف هذا المقال ليس عربيًا (بل هو بريطاني من أصل شبه القارة الهندية\من منطقة ما يعرف الآن ببنغلاديش) وليست له\ولم تكن له أي علاقة بالإخوان المسلمين أو بأي حركات إسلامية أخر قط.
---------------------------------

*اتفاقية أوسلو - الذي حذر منه بكل صراحة آنذاك المفكر والمثقف العملاق الفلسطيني إدوارد سعيد—الذي تحققت تحذيراته تامة—بشأن الأغراض السيئة لاتفاقية أوسلو ذات اتفاقية من جانب واحد إزاء لعبة محصلتها صفر بين الجانبين: جانب مكون من القوة العظيمة الظالمة الشنيعة للاحتلال الاستعماري الاستيطاني (دولة إسرائيل الصهيونية) التي يتم لها الوصول إلى إمدادات وفيرة من أحدث الأسلحة، وجانب (دولة فلسطين المحتلة تحت استعمار الصهاينة) مكون من معظم الأصليين المظلومين من المشردين واللاجئين الذين حرموا من حق تقرير المصير، ذي شبه عدم موارد الذي تحت المراقبة القامعة من قبل القوة الاستعمارية المحتلة.

إقرأ المزيد لـ إسماعيل يمين سيد ...

أسعار العملات

الإثنين 02 ديسمبر 2024 9:21 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.64

شراء 3.63

دينار / شيكل

بيع 5.13

شراء 5.11

يورو / شيكل

بيع 3.83

شراء 3.8

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 177)