اغتيال إسماعيل هنية في قلب طهران: زلزال استخباراتي وتداعياته على الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي
السّبت 03 أغسطس 2024 11:16 مساءً - بتوقيت القدس
اغتيال إسماعيل هنية في قلب طهران: زلزال استخباراتي وتداعياته على الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي
في ليلة غامضة ومليئة بالتوتر، كانت شوارع طهران تشهد على حدث هز أركان السياسة العالمية. اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، لم يكن مجرد حادثة عابرة، بل كان تذكيراً صارخاً لإيران بمدى اختراقها الاستخباراتي. هذا الاغتيال يحمل في طياته تداعيات عميقة على المشهد السياسي والأمني في المنطقة.
خلفيه الاحداث بدأت
منذ الهجوم الصاروخي والطائرات بدون طيار الذي شنته إيران ضد إسرائيل في أبريل الماضي، يبدو أن القيادة الإيرانية قد أسكرتها نشوة القوة والانتصار. هذا الشعور بالسيطرة المطلقة عبر عنه وزير الاستخبارات الإيراني المنتهية ولايته، إسماعيل الخطيب، الذي أعلن بفخر قبل ستة أيام من اغتيال هنية بأن "الإنجاز الأعظم في ولايته هو تفكيك شبكة تغلغل الموساد في إيران". الآن، بعد الاغتيال، أصبح تصريحه موضع سخرية بين معارضي النظام، وانضمت تصفية هنية إلى سلسلة طويلة من العمليات المنسوبة إلى إسرائيل في قلب الجمهورية الإسلامية.
في تلك الليلة السوداء، كانت إيران تشهد على قوة خفية تتحرك بين ظلال الليل. اغتيال هنية لم يكن في تركيا أو قطر، حيث يمكن تصور عمليات مماثلة، بل في قلب طهران، ما يشير إلى اختراقات عميقة ومستوى غير مسبوق من الجرأة. تشير التقارير الأولية إلى أن المنفذين استخدموا تقنيات متقدمة وتنسيقاً عالياً لتنفيذ العملية، ما يعكس قدرة استخباراتية فائقة. عملية الاغتيال تم تنفيذها في منطقة محصنة، ما يعزز فرضية أن الموساد لديه شبكات عميقة داخل إيران. وحتى الان إيران أعلنت أكثر من روايه لعمليه الاغتيال وهذا له دلالات منها أنها تحاول خلق سيناريوهات وتوقعات محتمله او انها تفتقر للامكانيات والخبرات التى تحدد طبيعه الانفجار وكيفيه حدوثه وهل هو عبوه مزروعه ام مقدوف من الخارج وسوار كان من خارج ايران أو من داخلها وهذا ما أعلن من خلال تحقيقات الحرس الثوري الإيراني.
اعتقد ان هذا الحدث الدرامي لم يقتصر تأثيره على إيران فحسب، بل تجاوز حدودها ليشمل مجريات الحرب في غزة التي تجاوزت 300 يوم من القصف المروع والمرير. في طهران، يعكف النظام على دراسة كيفية الرد على هذا الاختراق الخطير. الرد الإيراني قد يأتي عبر عدة سيناريوهات منها .
من المتوقع أن تلجأ إيران إلى زيادة الهجمات السيبرانية ضد إسرائيل ومصالحها في الخارج، مستهدفة البنية التحتية الحيوية والأنظمة العسكرية.
قد تقوم إيران بتقديم دعم أكبر للجماعات المسلحة الموالية لها في المنطقة، لتكثيف العمليات العسكرية ضد إسرائيل.
من المحتمل ايضا أن تشن إيران عمليات استخباراتية مضادة تستهدف عناصر الموساد في الخارج أو داخل إسرائيل، كجزء من الرد على اغتيال هنية. وهذا توقع غير محتمل و قد يكون مستبعد.
يمكن أن تسعى إيران إلى تصعيد الصراع بالوكالة في سوريا ولبنان واليمن، من خلال توجيه ضربات ضد حلفاء إسرائيل في المنطقة.
قد تقوم إيران بتقديم شكاوى رسمية إلى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، متهمة إسرائيل بانتهاك السيادة الإيرانية وارتكاب أعمال إرهابية. وخصوصاً مع حشد عشرات البوارج وحاملات الطائرات الحربية فى المنطقه.
أما في غزة، وهى مسقط رأس اسماعيل هنيه وهى جوهر الصراع والحرب الدائره رحاها هناك حيث الوجوه الكئيبة تخفي خلفها قصص الألم والمقاومة، كان للاغتيال وقع الصاعقة. تصاعدت التوترات وازداد الغضب، حيث رأت حماس في اغتيال هنية إهانة كبرى وخساره لفلسطين ومبرراً لتصعيد العنف ضد إسرائيل. على الصعيد العسكري، بدا وكأن الجحيم قد انفجر في غزة، حيث الانفجارات تهز الأرض والصواريخ تخترق السماء في تصعيد غير مسبوق.
أما على صعيد المفاوضات بين حماس وإسرائيل، اعتقد فإن هذا الاغتيال قد أعاد الأمور إلى نقطة الصفر. في ظل الثقة الهشة بين الطرفين، جاءت هذه الحادثة لتضرب أسس أي تفاهم محتمل. أصبحت المفاوضات أكثر تعقيداً، وغدت احتمالات السلام أكثر ضبابية. حماس، التي ترى في أي اتفاق مع إسرائيل مخاطرة كبيرة، باتت الآن أكثر تشدداً وأكثر عزماً على الانتقام.
التوقعات المستقبلية
إن اغتيال إسماعيل هنية في طهران يضع المنطقة على صفيح ساخن، حيث يتوقع أن تكون المرحلة المقبلة مليئة بالتوترات والتصعيدات:
المجتمع الدولي سيترقب ردود الأفعال الإيرانية والإسرائيلية، وقد نشهد دعوات لتهدئة الأوضاع من قبل الأمم المتحدة والجهات الدولية الفاعلة.
من المتوقع أن يشهد الميدان تصعيداً عسكرياً على عده جبهات بينهاوبين إسرائيل، مع إمكانية تمدد الصراع ليشمل مناطق أخرى مثل سوريا ولبنان.
يمكن أن تتزايد العمليات الاستخباراتية المتبادلة بين إيران وإسرائيل، ما قد يؤدي إلى مزيد من الاغتيالات والتفجيرات.
على صعيد الأهم و الذى ينتظره أهالى غزه ستصبح المفاوضات بين حماس وإسرائيل أكثر تعقيداً، وقد تتطلب جهوداً دبلوماسية مكثفة من الوسطاء الدوليين لإعادة الأطراف إلى طاولة الحوار.
إن اغتيال إسماعيل هنية في طهران لا يمثل فقط ضربة لإيران، بل له انعكاسات عميقة على غزة والمفاوضات بين حماس وإسرائيل. إنه تذكير درامي بأن الصراعات في الشرق الأوسط لا تعرف حدوداً، وأن اللعبة الاستخباراتية قد تحمل في طياتها تحولات درامية لا يمكن التنبؤ بها.
باختصار، فإن اغتيال إسماعيل هنية في طهران لا يقتصر تأثيره على إيران فحسب، بل يمتد ليشمل غزة والمنطقة بأكملها وخصوصاً بين حماس وإسرائيل، مما يضيف مزيداً من الغموض والتوتر إلى المنطقة المتأزمة. إن الرد الإيراني المحتمل على عملية الاغتيال ونتائج التحقيقات النهائية وسط نقل أكثر من رواية لطريقة عملية الاغتيال قد يشكلان محوراً أساسياً في تحديد مسار الأحداث القادمة.
وسام يونس الأغا
كاتب وباحث فلسطيني
https://www.amad.com.ps/ar/post/539454/%D8%A7%D8%BA%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D9%84-%D8%A5%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D9%84-%D9%87%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%82%D9%84%D8%A8-%D8%B7%D9%87%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%B2%D9%84%D8%B2%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A-%D9%88%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%87-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A
إقرأ المزيد لـ Wesam younis Alagha ...
الأكثر تعليقاً
محدث:: إحراق منزلين و3 مركبات ومحلاً تجارياً وهدم منشأتين في نابلس
استشهاد مسن بعد اعتداء قوات الاحتلال عليه جنوب نابلس
ترمب يهدد "حماس" في حال لم تطلق سراح المحتجزين الإسرائيليين
اختتام فعالية تحكيم المرحلة الثالثة من مسابقة "ماراثون القراءة الفلسطيني الأول" في الخليل
مصطفى: يجب تنفيذ قرارات الأمم المتحدة بوقف العدوان وتأمين المساعدات
هل أتاك حديث الجنود؟
يرجى الانتباه.. "الإعصار" يقترب!
الأكثر قراءة
وزير الخارجية الإسرائيلي: مؤشرات على تقدم صفقة الأسرى ومرونة من حماس
حماس تعلن مقتل 33 أسيرا إسرائيليا وتوجه رسالة لنتنياهو
قصف مكثف للاحتلال على غزة وخان يونس يوقع 7 شهداء وعدد من الجرحى
بدء اجتماع حماس ومسؤولين مصريين في القاهرة
الاحتلال الإسرائيلي يغتال 4 شبان قرب جنين
المرسوم الرئاسي.. حاجة دستورية أم مناكفة سياسية؟
هجوم هيئة تحرير الشام على حلب نسقته إدارة بايدن مع إسرائيل وتركيا
أسعار العملات
الإثنين 02 ديسمبر 2024 9:21 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.64
شراء 3.63
دينار / شيكل
بيع 5.13
شراء 5.11
يورو / شيكل
بيع 3.83
شراء 3.8
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 177)