فلسطين وأولمبياد باريس 2024
الجمعة 02 أغسطس 2024 5:42 مساءً - بتوقيت القدس
مقطع فيديو انتشر كالنار في الهشيم، لشاب أوروبي يعلق على مباراة مالي وإسرائيل في أولمبياد باريس 2024، وفجأة يهتف لصالح غزة وفلسطين "Free Free palestine- الحرية لفلسطين"، ولقي هذا المقطع رواجا كبيرا على السوشيال ميديا، وقابلته موجة تعاطف ودعم للقضية الفلسطينية وكذلك موجة تنديد بالحرب الإسرائيلية ضد الشعب.
ولم يكن هذا المشهد هو الوحيد المناصر للقضية الفلسطينية في أولمبياد باريس هذا العام، فأيضا رفع آخرون لافتات أعلام غزة ورددوا هتافات داعمة لفلسطين ومناهضة لدولة الاحتلال في مباريات كثيرة.
ولو تحدثنا عن مشاركة فلسطين في أولمبيا باريس 2024، فسجلت حضورا بمشاركة ثمانية رياضيين يمثلونها، لتظل هذه هي المشاركة الثامنة لدولة فلسطين في تاريخ دورات الألعاب الأولمبية.
ومثل فلسطين في هذا الحدث السباحيّن فاليري ترزي ويزن البواب، والعدائيّن محمد دويدار وليلى المصري، ولاعب الجودو فارس بدوي، ولاعب التايكواندو عمر إسماعيل، ولاعب الرماية جورج الصالحي، ولاعب الملاكمة وسيم أبو سل، ليرفعوا علم دولة فلسطين في الحدث الرياضي الأشهر عالميا في سنة 2024.
وتشارك السبّاحة فاليري ترزي، في منافسات 200 متر مختلط، أما يزن البواب فينافس على فئة 100 متر سباحة ظهر، وعلى صعيد منافسات ألعاب القوى، سيشارك العدائيّن محمد دويدار وليلى المصري بفئة سباق 800 متر، وفي منافسات التايكواندو، سيلعب لاعب منتخبنا الوطني عمر إسماعيل على فئة تحت 58 كغم، بينما سيلعب فارس بدوي لاعب الجودو على وزن تحت 81 كغم، ولاعب الملاكمة وسيم أبو سل على وزن 57 كغم، أما جورج الصالحي لاعب الرماية فسينافس في فئة "السكيت".
ويشكل هذا الحضور فرصة قوية للحصول على التعاطف الدولي مع القضية الفلسطينية في ظل الحصار الإعلامي الكبير الذي يعانيه الفلسطينيون في وسائل التواصل الاجتماعي، التي تناصر إسرائيل على حساب أرواح الأطفال والنساء والشيوخ الذين ماتوا بدون رحمة علة يد الاحتلال الذي دمر كل شبر في غزة وحوله إلى كومة تراب، كما قتل أكثر من 60 ألف فلسطيني منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر من العام الماضي، هذا غير المصابين المفقودين تحت الأنقاض.
لكن، تعكس المشاركة الفلسطينية في أولمبياد باريس والتي تعتبر متواضعة نوعا ما، مدى قوة القضية الفلسطينية وحق الشعب في الحياة والوجود والمشاركة في الأحداث العالمية، وكان أبرز هذه الدلائل هو استقبال رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية الفريق جبريل الرجوب، وسفيرة دولة فلسطين لدى فرنسا هالة أبو حصيرة، وعدد من أبناء الجالية الفلسطينية، اللاعبين، والترحيب بالبعثة الفلسطينية المشاركة في الأولمبياد، إضافة إلى الحفاوة التي لاقتها القضية الفلسطينية في ملاعب أولمبياد باريس، والذي ظهر جليا في فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، فهتف الكثير دون خوف بالبقاء لفلسطين.
وتشكل مشاركة فلسطين في الحدث الرياضي الأبرز على مستوى العالم، تقديم صورة نموذجية ومشرقة عن الرياضة الفلسطينية، ليكون المشاركين سفراء لقضيتهم الفلسطينية ويحملون على عاتقهم تقديم معاناة وصمود المواطن الفلسطيني المتشبث بأرضه في هذا الحدث العالمي، في ظل ما يعيشه الشعب من ظروف صعبة وضعف المنظومة الرياضية بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وعلى صعيد الرياضة، فإن هذا العدوان الإسرائيلي أسفر حتى الآن عن استشهاد نحو 400 رياضي ورياضيةً، ودمر العشرات من المنشآت الرياضية، بجانب توقف النشاط الرياضي وانعكاس ذلك على الحالة الفنية للاتحادات الرياضية، وهذا ما يؤكد على معاناة الرياضة الفلسطينية وخروج هؤلاء الأبطال من رحم معاناة الحرب التي لا ترحم صغيرا أو كبيرا.
وتاريخيا، سجلت فلسطين حضورا قويا في الألعاب الأولمبية منذ أتلانتا عام 1996، ونجحت في اقتناص تأهل تاريخي في التايكوندو ونجحت في التأهل مباشرة لأولمبياد باريس، وهذا بالتأكيد يعتبر تأهل تاريخي وسط الظروف الصعبة التي عانى منها اللاعبين، والذين من بينهم بطل رفع الأثقال محمد حمادة ومدربه، فكان بطل العالم للناشئين وقريب جدا من التأهل للأولمبياد، ولكن بسبب الحرب في شمال غزة، كان يعيش في واحدة من أولى المناطق التي غزتها إسرائيل.
لكن رغم كل هذه الظروف الصعبة، تظل مشاركة فلسطين في هذا الحدث الرياضي بمثابة رسالة سلام للعاام، وكذلك مصدر إلهام للشعب وخاصة الأطفال بأن القضية الفلسطينية لن تموت، وأن القادم أفضل من الحاضر.
وطالما كانت الرياضة فرصة للتعبير عن النفس، فقد تكون أولمبياد باريس هذا العام فرصة قوية للحصول على التعاطف الدولي للقضية الفلسطينية في ظل الحصار الإعلامي الكبير الذي يعانيه الفلسطينيون والتضييق الإسرائيلي على حقهم في التعبير عن معاناتهم أو حقهم في الحياة.
ويبقى عامل الدعم العربي والعالمي لأبطال فلسطين في لعريس عاملا مهما في مناصرة قضيتهن أمام العالم، خاصة بعد أن دعمتهم الدول العربية الشقيقة التي استضافت معسكرات تدريب لاعبو كرة القدم كالمملكة العربية السعودية وتمكنوا من تحقيق أداء تاريخي في يناير/كانون الأول الماضي، حين وصلوا إلى دور الستة عشر في كأس آسيا، وكذلك بعض الرياضيين يتدربون في الكويت وفي الدوحة.
وأخيرا.. هل ستكون أولمبياد باريس فرصة قوية لمناصرة القضية الفلسطينية أمام العالم، وإعطاء رسالة لقادة العالم بحقهم في إقامة دولتهم المستقلة والعيش في سلام كبقية العالم؟.
إقرأ المزيد لـ أمينة خليفة ...
الأكثر تعليقاً
الرئيس عباس يصل القاهرة غدًا ويلتقي السيسي في زيارة ستستمر ليومين
يِخرب بيتك!
لقاء بين "فتح" و "حماس" في القاهرة
مسؤولية المملكة المتحدة بعد قرن من بلفور
الدفاع المدني بغزة: أكثر من 100 ألف مواطن في الشمال بلا طعام أو شراب أو دواء
الرئيس عباس يصل مصر في زيارة رسمية
مستوطنون يحرقون 20 مركبة ويخطون شعارات عنصرية في رام الله
الأكثر قراءة
فتح وحماس تبحثان بالقاهرة إنشاء لجنة لإدارة غزة
الشاباك يؤكد اعتقال موظفين بمكتب نتنياهو والأخير ينفي
الرئيس يتسلم دعوة للمشاركة في قمة المتابعة العربية الإسلامية المشتركة في الرياض
نجاة قائدي منطقتي الشمال والضفة بجيش الاحتلال
حماس توضح بخصوص ما نشرته وسائل إعلام حول محمد الضيف
والحركة تنعيه.. جيش الاحتلال يعلن اغتيال عضو مكتب سياسي من حماس في خان يونس
نتنياهو يحاول الدفاع عن نفسه أمام التسريبات الأمنية الخطيرة
أسعار العملات
الثّلاثاء 05 نوفمبر 2024 8:35 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.75
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.29
شراء 5.27
يورو / شيكل
بيع 4.08
شراء 4.06
من سيفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟
%57
%43
(مجموع المصوتين 54)