Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأحد 29 أكتوبر 2023 1:32 مساءً - بتوقيت القدس

من بيروت إلى غزة.. هل تسمعني؟ أجب

تسعة وسبعون يوماً صُمَّت آذانهم وصمتت حناجرهم ونضبت أقلامهم، إنها بيروت كوّة من نار، اجتياح ودماء. لقد فتحت غزة جرحاً عزَّ التئامه وطفت على صفحة الوجدان مشاهد القتل والدمار وتداعى الدم الفلسطيني من بيروت ساعة اجتياح إلى غزة ساعة إبادة، تداعى الدم الذي مازال راعفاً دفاقاً في ما يوصف أقل ما يوصف به بأنه مقتلة، مقتلة ينتصر بها القتيل على القاتل في تأكيد لحتمية الحق وعدمية الباطل.


كان هدف الحرب التي شنتها آلة الإبادة الاسرائيلية في ظهيرة اليوم الخامس من حزيران 1982 هو تصفية الوجود الفلسطيني في لبنان وتمرير مشروع الحكم الذاتي _ غير المنجز _ في باقي أرض فلسطين التي احتلها الكيان الإسرائيلي في حزيران عام 1967. تتداعى هذه الذكرى في الوقت الذي _ وعلى مدار الساعة _ تقصف آلة الموت الإسرائيلي أكثر منطقة كثافة سكانية في العالم وبمساحة لا تتعدى الثلاثمائة وخمس وستين كيلومتراً مربعاً. نعيش ويعيش العالم اليوم على وقع صرخات الأطفال ومشاهد قتلهم وأمهاتهم ترجمة لما صرح به أرئيل شارون في لقاء مع الجنرال عوزي مرحام عام 1965 وأنقله عن الباحث في الشأن الفلسطيني نواف الزرو إذ قال، والقول هنا لشارون: " لا أعرف شيئاً اسمه مبادىء دولية، أتعهد بأن أحرق كل طفل فلسطيني يولد في المنطقة، المرأة الفلسطينية والطفل أخطر من الرجل، لأن وجود الطفل يعني أن أجيالاً منهم ستستمر".


لقد كان البقاء على قيد الحياة في بيروت كما هو الحال في غزة اليوم مجرد مصادفة، فالأصل كهدف للاحتلال هو موت الفلسطيني أما الحياة فهي صدفة واستثناء. "فالفلسطيني الطيب _وكما وصفته رئيسة وزراء الاحتلال جولدا مائير _ هو الفلسطيني الميت."


لئن احتضنتنا بيروت زمن ثورة وغادرناها زمن هزيمة واقع عربي، فقد غادرناها نحو الوعد الحق، وعد الثائر والقائد الشهيد "أبو عمار" حين سُئل إلى أين؟ قال: "إلى فلسطين". إن حصار بيروت ومغادرتي لها فتحا جرحاً عميقاً في قلبي، نظرت إلى المدينة وأنا على ظهر السفينة وشعرت كأنني طائر مذبوح يتخبط بدمه". إنه الوعد الحق والعهد هو العهد إما نكون أحراراً تحت سمائها وفوق أرضها أو شهداء في قلبها، هي فلسطين وهي ذي غزة عهد القلب والرصاص لن نغادرها ولن تغادرنا.


في تلك الساعة البيروتية كانت الإذاعات العربية تصدح بالأغنيات والخطابات التي تبجل الزعماء ونحن مصلوبون على مذبح الدم والقنابل العنقودية، لم يسمعنا العالم ساعتئذٍ وسمعتنا اليوم شوارع العالم الحر وشاهدتنا نُذبح فيما صُمّت آذان الأنظمة وعميت أعينهم.


لقد ظن الاحتلال واهماً أن غزة وعلى ضيق مساحتها ورحابة أفقها ستكون نزهة لجيشه الــ (أكثر أخلاقية في العالم!) ولم يتوقع قادته أن أيامه ستطول، فلم تعد الحرب حرب أيام بل ربما تستمر وقد تقود إلى حرب شاملة ولن يعرف المحتل أي مصير ينتظره أمام إرادة المقاومة والإيمان بحتمية النصر، لقد هَزَمت غزة بمقاوميها وناسها وأشلاء أطفالها، هزمت آلة حرب الجيش الذي لا يُقهر وأشعلت شوارع العالم الحر بنداءات تدعو لإنهاء آخر احتلال عنصري في العالم.

دلالات

شارك برأيك

من بيروت إلى غزة.. هل تسمعني؟ أجب

المزيد في أقلام وأراء

سيادة العراق ولبنان في خندق واحد

كريستين حنا نصر

إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين

حديث القدس

توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين

سري القدوة

حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال

د. دلال صائب عريقات

سموتريتش

بهاء رحال

مبادرة حمساوية

حمادة فراعنة

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%52

%48

(مجموع المصوتين 96)