كشفت النائبة المسلمة، الصومالية الأصل، إلهان عمر "ديمقراطية من ولاية مينيسوتا" لشبكة إن بي سي نيوز إنها تشعر أن حياتها قد تكون في خطر بعد أن غمرها بالتهديدات منذ بدء الحرب الذي تشنها إسرائيل على غزة، في أعقاب هجوم مباغت شنته حركة حماس الفلسطينية على إسرائيل يوم 7 تشرين الأول، ما يعكس مخاوف أوسع بين الأميركيين المسلمين الذين يشعرون أنهم مستهدفون بدرجة غير مرئية منذ الأيام التي تلت 11 أيلول 2001 .

وكانت النائبة الديمقراطية إلهان عمر، التي فرت عائلتها من الحرب الأهلية في الصومال قبل هجرتها إلى الولايات المتحدة، قد أدانت هجوم "حماس" ، لكن انتقاداتها الطويلة الأمد لسياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين وانتقاداتها للدعم الأميركي غير المشروط لإسرائيل وضعتها عرضة لهجمات مستمرة من قبل منظمات اللوبي الإسرائيلي، خاصة منظمة "غيباك" التي سعت لهزيمة النائبة عمر بإنفاق ملايين الدولارات، دون نجاح.

وأطلعت شرطة الكابيتول "الكونغرس" الأميركية والرقيب في مجلس النواب، النائبة عمر وغيرها من المشرعين التقدميين الذين ينتقدون إسرائيل - بما في ذلك العضو الفلسطيني الوحيد في مجلس النواب، النائبة رشيدة طليب، "ديمقراطية من ولاية ميشيغان"، على التهديدات المحتملة الأسبوع الماضي. بحسب مساعد ديمقراطي مطلع على الاجتماع.

وتتضمن رسائل البريد الصوتي التي استمعت إليها NBC News تهديدات بالقتل مليئة بالألفاظ النابية، ووصفت عمر بأنها "مسلمة إرهابية". وزعم آخر أن مجموعة أهلية تتجسس على عضوة الكونجرس و"أطفالك" وحصلنا على "جميع عناوينك وسلمتها للمغتصبين".

وزعم المتصل بالبريد الصوتي الثالث: "أنا من جماعة مسلحة". "لا أستطيع الانتظار حتى تراك مجموعتنا ذات يوم وأستطيع أن أمزق خرقة رأسك... أتمنى أن يقتل الإسرائيليون كل واحد منكم".

وقالت إلهان عمر في بيان لها إنها وغيرها من المسلمين الأميركيين وقعوا ضحايا "التشهير غير النزيه" الذي يساوي بين انتقاد معاملة إسرائيل للفلسطينيين ودعم حماس، الأمر الذي خلق بيئة تتكاثر فيها التهديدات.

قال عمر: "لقد عرّضت حياتي وحياة عائلتي للخطر بشكل مباشر، كما عرّضت الموظفين العاملين لدي للإساءة اللفظية المؤلمة لمجرد قيامهم بعملهم". "والأهم من ذلك أنه يهدد ملايين المسلمين الأميريكين".

وتابعت عمر: “هذه اللغة والصور السامة لها عواقب في العالم الحقيقي....يلتزم القادة الجمهوريون في مجلس النواب الصمت بينما يطلق حزبهم العنان لهذه الهجمات السامة ويرفضون محاسبة المتطرفين في صفوفهم. منذ أن توليت منصبي، اعترف رجلان بالذنب بتهمة التهديد بقتلي. هذا حقيقي جدا. إنني أخشى على أطفالي ويجب أن أتحدث إليهم بشأن البقاء يقظين لأنك لا تعرف أبدًا".

ولطالما كانت عمر وطليب وغيرهما من أعضاء "فرقة" المشرعين التقدميين أهدافًا لوسائل الإعلام المحافظة، وكثيرًا ما استهدفهم الرئيس السابق دونالد ترامب.

وقد أطلقت عليهما النائبة لورين بويبرت، الجمهورية عن ولاية كولورادو، اسم "فرقة الجهاد"، بينما أطلقت عليهما النائبة مارجوري تايلور جرين، الجمهورية عن ولاية جورجيا، اسم "تجمع حماس"، كما أطلقت عليهما الذراع الانتخابية الرسمية للجمهوريين في مجلس النواب لقب "كتلة حماس".

كما واجه هؤلاء الأعضاء انتقادات رسمية من حزبهم ومن القادة اليهود. ووصف البيت الأبيض الرد الأولي لأعضاء "الفرقة" الآخرين على هجوم حماس بأنه "بغيض"، في حين قال السيناتور جون فيترمان، الديمقراطي عن ولاية بنسلفانيا، يوم الأربعاء إنه "من المثير للقلق حقا" أن يأخذ أعضاء الكونجرس يصدقون ما تقوله "حماس" ولا يصدقون ما تقوله إسرائيل، بعد أن كررت النائبة طليب اتهاماتها لإسرائيل بقصفت مستشفى الأهلي المعمداني في غزة.

وتواجه طليب الآن طلبًا ب"الإدانة وباللوم" من الجمهوريين بسبب تعليقاتها.

يشار إلى أن الإحاطة الأمنية التي قدمتها شرطة الكونجرس بعد ظهر الخميس الماضي، والتي نظمها جزئيًا الزعيم الديمقراطي في مجلس النواب حكيم جيفريز، ضمت أيضًا النواب ألكساندريا أوكازيو كورتيز، (ديمقراطية من نيويورك)، وجمال بومان، (ديمقراطي من نيويورك)، وكوري بوش، (ديمقراطية من ميسوري)، وباربرا لي، (ديمقراطية من كاليفورنيا)، وشيلا جاكسون لي، (ديمقراطية من تكساس)، وأيانا بريسلي، (ديمقراطية من ماساشوستس)، وديليا راميريز، (ديمقراطية من إلينوي).

وبسبب التهديدات المستمرة، تم تخصيص حراسات أمنية للعديد من هؤلاء الأعضاء منذ فترة طويلة، وهو أمر غير معتاد إلى حد كبير بالنسبة لأعضاء الكونغرس خارج الأدوار القيادية العليا. لكن مكتب عمر قال إن التهديدات في الأيام العشرة الماضية كانت أسوأ من أي وقت مضى.

وفي رسالة صوتية تركت على هاتف مكتبها، قال أحد المتصلين: "أتمنى أن يقتلك أحد ويضعك في الجحيم"، فيما قال متصل آخر إنها "يجب أن تسقط ميتة لدعمها الإرهابيين".

وقال المتصل الذي ادعى أن عمر يتم التجسس عليها، إن المجموعة التي استهدفتها اخترقت جميع حساباتها وزُعم أنها كانت تستعد لتسميمها وعائلتها.

وقال المتصل: "تشير الادعاءات إلى أنهم سيقتلونك، ونحن نشاهد ذلك عبر الإنترنت". "أدعو الله أن يحققوا العدالة لجميع الخونة".

وقالت شرطة الكابيتول إنها لا تعلق على تهديدات محددة، لكنها أكدت أنها تعمل على "تعزيز الأمن في جميع أنحاء مجمع الكابيتول" وقالت إنها "تعمل على مدار الساعة للتنسيق مع شركائنا في مجال إنفاذ القانون والاستخبارات في جميع أنحاء البلاد للحفاظ على الجميع".

في الصيف الماضي، حُكم على رجل من فلوريدا بالسجن لمدة ثلاث سنوات وغرامة قدرها 7000 دولار بسبب تهديد أرسل عبر البريد الإلكتروني إلى عمر وطليب وأوكاسيو كورتيز.