أقلام وأراء
الجمعة 13 أكتوبر 2023 8:41 صباحًا - بتوقيت القدس
معركة طوفان الأقصى... وقلب الموازين
في اليوم السادس من الحرب لا تزال الورقة الرابحة بيد المقاومة الفلسطينية التي نجحت في نقل موجة الاشتباكات إلى الأراضي التي يسيطر عليها الاحتلال في غلاف غزة، حيث أن المواجهة المباشرة مكنت المقاومة من إيقاع خسائر بشرية كبيرة في صفوف الاحتلال ومستوطنيه، وقد تجاوزت الأرقام 1300 قتيل ونحو 3200 جريح وفق الاعترافات الرسمية الأولية خلال الأيام الخمسة الأولى من الحرب.
تاريخيا سجلت حكومة الاحتلال هذا العدد من القتلى في انتفاضة الأقصى، ولكن على مدار أربعة أعوام متتالية، ولعل الأخطر بالنسبة للاحتلال هو خطف العشرات من المستوطنين والجنود دون الحصول على معلومات دقيقة عنهم، إلى جانب الخسائر المادية، والتي تعد الأكبر في تاريخ الاحتلال وفق تقديرات أولية تجاوزت ٧ مليار دولار.
طوفان الأقصى هي حرب انطلقت فجر يوم السبت المنصرم والموافق ٧ أكتوبر لعام 2023، أكتوبر ذلك الشهر الأكثر رعبا في تاريخ الاحتلال، حيث تجرع مرارة الهزيمة من الجيوش العربية في أكتوبر عام 1973م، وها هو التاريخ يعيد نفسه في حرب أرادت بها المقاومة التعبير عن رفضها لسياسات الاحتلال العنصرية وانتهاكاته المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته الدينية ومماطلة الاحتلال في إجراء صفقة تبادل أسرى.
نجحت المقاومة كذلك في مباغة العدو واستغلال عنصر المفاجأة، حيث مني العدو بفشل عسكري بالتصدي لدخول المقاتلين من غزة، كما أخفقت حكومة الاحتلال استخباراتيا بعدم التهيؤ لوقوع الهجوم مما خلخل الجبهة الداخلية الإسرائيلية بشكل كبير.
حاول الاحتلال إعادة ترميم نظرياته الأمنية الرادعة بشن غارات عنيفة متتالية طالت أهدافا مدنية وتجمعات سكانية في قطاع غزة، ورفع تكلفة الحرب على المقاومة، فقد سجلت وزارة الصحة حتى كتابة هذه السطور نحو 1400 شهيد و آلاف الاصابات بفعل غارات الطيران الحربي الذي محى أحياء كاملة عن خريطة غزة بمن فيها.
لكن يبقى التخبط وفقدان السيطرة سيد الموقف، و على أية حال نتائج الحروب لا تقاس بالإحصاءات والخسائر البشرية والمادية إنما بتحقيق الأهداف، من الجدير ذكره أن شكل الحرب التي فرضتها المقاومة لم تكن ضمن سيناريوهات يتخيلها الاحتلال الذي حاول بناء قدرة ردع مستندا على نظريات أمنية أسقتطها حرب "طوفان الأقصى".
حيث بنت حكومة الاحتلال تاريخيا هذه النظريات وطورتها على مدار سنوات طويلة، بدءا من عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول ديفيد بن غوروين الذي أطلق وثيقته الشهيرة (جيش ودولة) للحفاظ على هيبة (إسرائيل) في المنطقة ومشروعها الوجودي، لكن (إسرائيل) الحديثة في عهد نتنياهو وبن غفير أخفقت بالحفاظ على قوة الردع الوهمية ومبادئ تلك الوثيقة.
و لعل أبرز عنصرين خسرهما الاحتلال في هذه الحرب ولم يستطع لغاية اللحظة لملمة أوراقه والوقوف من جديد:
أولا :اختراق حدوده الآمنة:
حيث أن العمق الاستراتيجي (الإسرائيلي) ضيق جدا وإذا ما واصلت المقاومة الفلسطينية تقدمها ستكون في غضون سويعات قليلة في قلب العمق (الإسرائيلي)، فلم يتمكن الاحتلال من الحفاظ على الحدود المتاخمة للقطاع المحاصر وبذلك فشل عملياتي في مواجهة الهجوم، وبالتالي فقدان حدوده الآمنة.
ثانيا: الحرب الوقائية أو الاستباقية:
وتلك النظرية تقول أنه عندما يستشعر الجهاز الاستخباراتي جوا مشحونا و مضطربا فإنه يتوجب على (إسرائيل) أن تشن حرباً استباقية كما فعلت في حرب عام 1956م أو عام 1967م أو حتى ضرب المفاعل النووي العراقي عام 1981م، و هذه الحروب تأتي استباقا لحماية المشروع الصهيوني، وما جرى في حرب طوفان الأقصى يعد فشلا استخباراتيا ومعلوماتيا هز الوجود الإسرائيلي لأنه لم يستطع تفعيل تلك النظرية بالشكل المتوقع.
إذا فنحن نتحدث عن حرب لم يسبق لها مثيل يتخبط الاحتلال في مواجهتها، حيث أن الورقة الرابحة اليوم في يد المقاومة التي تمتلك جملة من الأسرى وتخوض حربها بالعمق الإسرائيلي وتسعى لدحرجة نار الحرب لتكون إقليمية قادرة على تغيير قواعد الصراع و ليكون ما بعد الحرب ليس كما قبلها.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
الأردن: قصف إسرائيل حيًّا ببيت لاهيا ومنزلا بالشيخ رضوان "جريمة حرب"
حرب غزة تخطف 18 ألف طفل فلسطيني
الأكثر قراءة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 88)
شارك برأيك
معركة طوفان الأقصى... وقلب الموازين