مع دخول فصل الخريف وتداعيات الحرب المستمرة منذ ما يزيد علي خمسة أشهر، تتزايد المخاوف من تأزم الوضع الصحي بالسودان بسبب انتشار أوبئة موسمية.

وأقرت وزارة الصحة السودانية بتسجيل إصابات بأمراض حمي الضنك والملاريا والكوليرا بمناطق مختلفة بالسودان.

وأعلنت الوزارة في بيان منشور علي صفحتها بموقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك) وفاة 21 شخصا بمرض الكوليرا في ولايتي الخرطوم والقضارف.

وقالت الوزارة في بيانها إن حالات الاشتباه بالكوليرا في ولاية القضارف شرق البلاد بلغت 265، بينما الوفيات بلغت 18 حالة.

وأشارت إلى تسجيل 13 حالة إصابة بالمرض بولاية الخرطوم منها 3 حالات وفاة.

ولفتت إلى أن الحالات المرضية تم تأكيدها بواسطة الاختبارات في معمل الصحة العامة بمدينة بورتسودان بشرقي السودان.

وأعلن وزير الصحة السوداني المكلف هيثم محمد ابراهيم عن ارتفاع حالات الإصابة بحمى الضنك بولاية القضارف إلى 700 حالة على الأقل بينها 8 حالات وفاة.

وقال ابراهيم في تصريح صحفي أورده موقع ((سودان تريبيون)) اليوم (الأربعاء) إن وباء حمى الضنك ينتشر في 8 ولايات هي البحر الأحمر وكسلا والقضارف والجزيرة وسنار وشمال كردفان وجنوب كردفان وشمال دارفور.

وأضاف أن المرض يتفشي بسبب التوالد الكثيف للبعوض الناقل للمرض لاستمرار هطول الأمطار.

وأشار إلى أن الوزارة أطلقت حملة مكافحة البعوض ونواقل الأمراض بولاية القضارف منذ اسبوعين بدعم من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بمشاركة فريق إسناد اتحادي بالولاية.

وكشف عن وصول إمدادات كافية من منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة الاتحادية للولاية وهي عبارة عن محاليل وريدية وأكياس نقل دم وغيرها.

وأعلنت وزارة الصحة بولاية شمال دارفور بغربي السودان عن ارتفاع معدلات حالات الإصابة بالملاريا إلى نحو 80 ألف إصابة بالولاية.

وقال نائب مدير عام وزارة الصحة بولاية شمال دارفور أحمد محمد الدومة وفقا لموقع ((سودان تربيون)) إن كل محليات شمال دارفور سجلت زيادة في حالات الإصابة بالملاريا حيث بلغ مجموع الحالات بالولاية 79692 إصابة.

وكشف عن تسجيل 25 حالة إصابة بحمى الضنك من دون تسجيل حالات وفاة.

وقالت منظمة الصحة العالمية أمس (الثلاثاء) إنه تم الابلاغ عن تفشّي الكوليرا وحمّى الضنك شرقيّ السودان.

وأضافت المنظمة في بيان صحفي إن 162 حالة يشتبه في إصابتها بالكوليرا تم إدخالها إلى المستشفيات بولاية القضارف ومناطق أخرى على طول الحدود مع إثيوبيا.

ووفقا لتصريح سابق لوزارة الصحة السودانية فإن قوات الدعم السريع تسيطر على المركز الرئيسي للإمدادات الطبية، مما تسبب في فقدان أدوية ومعدات طبية بمبلغ 500 مليون دولار كما تم فقدان 70 %.

وأعلنت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي وفاة أكثر من 1200 طفل بسبب الاشتباه في إصابتهم بالحصبة وسوء التغذية، في مخيمات نازحين بولاية النيل الأبيض بوسط السودان.

وحذر خبير الوبائيات بالسودان واختصاصي طب المجتمع الدكتور حمزة عوض الله من امكانية انتشار كثيف لأوبئة موسمية في ظل تدهور القطاع الصحي وفقدانه للقدرة علي التصدي لانتشار الأوبئة.

وقال عوض الله في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم (الأربعاء) إن الحرب المستمرة اثرت في قدرة القطاع الصحي علي الاستجابة الحاسمة، بسبب خروج ما يقرب من 100 مستشفي عن الخدمة، وقيود الحركة للأطباء والكوادر الطبية.

ومنذ 15 أبريل الماضي، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اشتباكات عنيفة بالعاصمة السودانية الخرطوم ومدن أخري.

وأدت الاشتباكات إلى مقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص وإصابة ما يزيد عن ستة آلاف آخرين، وذلك وفقا لاحصاءات وزارة الصحة السودانية.

ووفقا لأحدث تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية (أوتشا) فأن حوالي 5.3 مليون شخص قد فروا داخل السودان وخارجه بسبب النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وعبر ما يزيد عن مليون شخص الحدود إلى إفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان، وفقا لأوتشا.

هذا وقد أصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان الفريق أول عبدالفتاح البرهان يوم 6 سبتمبر الجاري مرسوما دستوريا بحل قوات الدعم السريع.