Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

منوعات

الأحد 24 سبتمبر 2023 12:18 مساءً - بتوقيت القدس

إيمان عميرة.. مزجت الزراعة بالفنون

رام الله - "القدس" دوت كوم - روان الأسعد

بدأت من الصفر وأصبحت تمتلك قصة نجاح تستحق أن تذكر، كان لديها آمال وطموحات وأحلام تمنت ان تحققها واستطاعت في بعض الأحيان، أرادت العون والدعم، ورغم شحه الا انها شحنت نفسها بالعزم والارادة واستطاعت ان تشق طريقها الصحيح لتصبح ريادية في المجال الذي اختارته، واسما معروفا.


الفنانة إيمان عميرة التي بات اسمها معروفا بالصباريات وزراعتها وطريقة تنسيقها، فقد جمعت بين الفن والزراعة ولم تتنازل ابدا عن هدفها وزيادة مستوى طموحها، عندما قررت إيمان تأسيس مشتلها الذي أصبح الآن ذائع الصيت، وبات الجميع يعرف صبارياتها من لمستها الفنية الخاصة.

البداية ،،
في البداية تقول إيمان، مقدسية المولد: درست الفنون التشكيلية في الاتحاد اللوثري العالمي في بيت حنينا، وكنت مولعة بمجال الفن والرسم والابداع، ورغم حبي الشديد للفن إلا انني ورثت حب زراعة الصباريات وتحديدا العصاريات منها عن والدتي رحمها الله، ووجدت في هذه النباتات ملاذا وراحة نفسية لم أجدها في أي مكان آخر، مررت ببعض الظروف التي كانت حائلا بيني وبين الرسم لما يتطلبه هذا الفن من أجواء مناسبة وحالة نفسية ومزاجية خاصة، وكان لدي من الطاقات الهائلة ما يجعلني أنقش الصخر، فوجدت في الزراعة ملاذا آمنا ومتعة كبيرة.


وتضيف إيمان: حبي للزراعة وما ورثته عن والدتي من صباريات دفعني لازرع اكثر، وقبل اكثر من خمسة عشر عاما لاحظت ان هذه النباتات تحديدا لا يتم تشتيلها بل استيرادها، فقررت ان أبدأ بالتشتيل مما هو متوفر عندي في حديقتي. وبالفعل بدأت بالتشتيل وأصبحت أتبادل مع أحد المشاتل ما أقوم بزراعته لأحصل على أنواع جديدة، وهنا كانت البداية، ثم فكرت بان اتخذ من الصباريات مشروعا خاصا بي وانا اعمل على تشتيلها وبيعها وتكون حديقتي هي مشتلي وأوظف الفن في طريقة تغليف وتزيين هذه النباتات وبيعها بطريقة لافته وجذابة، ورغم قلة الامكانيات المادية الا انني عقدت النية ان أبدأ بمشروعي.

الدعم والتطور ،،
إيمان، التي لم تلاقِ الدعم المعنوي قبل المادي لتبدا مشروعها وتحقق حلمها، كانت سندا لنفسها وكان وجود اخيها المعتقل احمد عميرة في سجون الاحتلال داعما لها ومؤيدا لفكرتها، فهو بمثابة الحافز والمحرك لها لتنطلق، فقد كان يمدها بالطاقة الايجابية في كل رسالة يبعثها لها وفي كل زيارة له، وهو ما جعلها تزداد إيمانا بقدرتها على تحقيق ما تطمح اليه، وواصل دعمه لها بعد خروجه من السجن في صفقة تبادل الأسرى ودعمها ماديا كذلك لإيمانه بفكرتها وعملها.
وتحكي عميرة: بدأت بسبعة انواع من الصباريات المتوفرة عندي وواجهت الكثير من الاستخاف من المجتمع المحيط بي من فكرة مشروعي، الا ان هذا الاستخفاف كان يزيدني قوة وثباتا على ما أقوم به، واليوم بعد اكثر من 15 عاما بات لدي ما يفوق الـ ٥٠٠ نوع من الصباريات العصارية وبضع انواع من الشوكية. ومنذ ما يقارب الاربعة اعوام فقط بدأت اعتمد على مشروعي كمصدر دخل لي وأسعى الى تطويره وجعله اكبر من ذلك، كما وبت اعطي دورات في زراعة الصبار واصبحت عنوانا يطرقه الكثير من الجمعيات والمؤسسات والافراد لتعليمهم عن كل نبتة ماذا تحتاج بعد خبرة 19 سنة من العيش مع الصباريات.

الصعوبات تخلق النجاح ،،
وترى إيمان ان طريق النجاح فيه الكثير من الصعاب اللامنتهية والعوائق والمطبات والناس المثبطين للعزيمة، واننا نحتاج الى سند يحرك القوة الكامنة في دواخلنا لنزداد إيمانا بقوتنا ونعمل للوصول لهدفنا. وتضيف: البداية كانت صعبة جدا، واجهت خلالها كما هائلا من المعيقات، أولها المادية، فقد بدأت من الصفر وصولا الى التعامل مع التجار واستخفافهم بي والاستغلال، كوني امرأة وعدم وجود الدعم المعنوي، وغيرها الكثير. الا انني واصلت وحاولت الابتكار وتطوير الافكار من خلال العمل على دمج المجال الفني مع الزراعي، فبتّ اقوم باعادة تدوير المخلفات من علب بلاستيكية وزجاجية حتى الاحذية القديمة لأصنع منها قواوير زراعية أزين بها نبتة الصبار وأضفي عليها لمستي الخاصة كما وقد حصلت على دورة نجارة من اجل اعادة تدوير المخلفات الخشبية والمشاتيح لعمل افكار لزراعة النباتات وهذا ما جعلني أتميز واصبح اسما معروفا في هذا المجال وصنعت افكارا كثيرة، فقد زرعت على الكمامة في جائحة كورونا، كما انني أعطي دورات زراعية للاطفال، وحاليا أعمل في مجال الخزف الذي ما زلت أتعلمه. وتقول عميرة: الحياه مع النباتات وزراعتها اضافت لي حياة، فمع النبتة أعيش بتوازن نفسي، واكتشفت ان النباتات تعطيني راحة نفسية لا يعطيني اياها البشر وتسحب الطاقة السلبية، ما يمنحني توازنا وتكاملا طبيعيا دون اضطرابات، كما انني تعلمت الكثير عن هذه النباتات مالم أجده في المراجع الأجنبية او العربية رغم انني قرأت واطلعت كثيرا، الا ان الخبرة العملية مختلفة تماما عن النظرية وتعطينا كل ما نحتاجه من معلومات عن كل نوع من الانواع واحتياجاته وطريقة حياته.

العصاريات ،،
إيمان، التي تختص بزراعة العصاريات وهي صباريات بدون اشواك، اكدت ان هذه النباتات خضعت لكفاح مرير من أجل البقاء، تعرضت لظروف قاسية من الجفاف والحرارة، قاومتها بتحوير بعض أجزائها لتخزين الماء وتقليل النتح، فتمكنت من العيش، لكن هذا لا يعني أبدأ أن هذه النباتات ليست بحاجة إلى العناية، وليست لها متطلبات، لتكون في أفضل حال، فالعناية بالصباريات والعصاريات يعني ازدهار نموها.


وتتابع: تستطيع هذه النباتات العيش في أي مكان، داخل البيت وخارجه، لكن وفق معايير وعناية تبدأ من التربة والأوعية التي تزرع فيها، وكذلك حموضة التربة ومراعاة الطريقة الصحيحة للري المرهونة بفصول السنة وحالة النبات، وصولا للإضاءة، أما طريقة إكثارها إما بالبذور او الطرق الخضرية التكاثر بالأخلاف والعقل، بالإكثار الخضري نحصل على نفس النبات الذي أخذ منه لأنه يحتوي على نفس البرنامج الوراثي، إضافة إلى أن الإكثار بهذه الطريقة يعطي نباتات كبيرة خلال مدة قصيرة نسبيا، وجدت في رعاية ومراقبة النباتات وتربيتها نوعا من المتعة، والممارسة العملية التي أقوم بها بنفسي أكسبتني الخبرة والمعرفة التي لا يستطيع أي كتاب أن يعطيني إياها.


وتضيف إيمان: التحقت بدورة للسيراميك مدتها سنه كاملة أعادتني الى الفن التشكيلي، كوني أستطيع تشكيل ما أريد وأرسم عليه بالطريقة التي اتخيلها، وهكذا أستطيع ان أصنع ما أرسمه بخيالي بأناملي، خاصة ان القواوير السيراميكية كلها مستوردة، وهكذا سيكون عملي شاملا وأطور عليه وأعود به للفن والرسم وعالم الألوان وأرسم لوحات طبيعية بالصبار والفخار، وكذلك تمكنت من إضافة عناصر أخرى لمشروعي أصنعها من الخزف كالأكواب والأطباق وغيرها.


إيمان التي كان لها من اسمها نصيب كبير، فتحليها بما يحمله اسمها من معنى، أمدها بقوة جعلتها على مدار تسعة عشر عاما تعمل في مشروعها الذي احتاج منها ثلاثة عشر عاما لتأسيسه والاعتماد عليه كمصدر دخل، رغم انها لم تطلق عليه اسما معينا حتى الآن، واكتفت بان تعرض كل ما تنتجه تحت اسمها "Artist Iman Amirah"، تطمح وتحلم في ان يكون لها مكان تسكن فيه وتزرعه بمساحات كبيرة، كما انها ستعمل على إعطاء دورات في عمل السيراميك وإعادة التدوير، إضافة للزراعة ليخرجن الفتيات بدورة شاملة وينطلقن بمشاريع ريادية يعملن فيها من الألف الى الياء، موجهة نصيحة لكل من لديه طموح وحلم ان يبدأ مشروعه ولا ينتظر، وسلاحه الوحيد هو الإرادة وإحاطة نفسه بالأشخاص الإيجابيين الداعمين والابتعاد عن السلبيين الذين يحاولون دائما دفن الطموح وإيقاف الأحلام.

دلالات

شارك برأيك

إيمان عميرة.. مزجت الزراعة بالفنون

المزيد في منوعات

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)