Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الإثنين 11 سبتمبر 2023 10:04 صباحًا - بتوقيت القدس

أوسلو... بعد ثلاثين سنة

مرّت ثلاثون سنة على اتفاقات وتفاهمات أوسلو، وما كان في الأعوام الأولى يختلف كلّياً عمّا كان في الأعوام الأخيرة.


صوّت الفلسطينيون بنسبة عالية في أوّل انتخابات عامّة لأوّل مجلس تشريعي، ولياسر عرفات رئيساً، فانتقل النظام السياسي الفلسطيني من نظام الثورة إلى نظام السلطة الذي كان يجب أن يتحوّل خلال خمس سنوات إلى نظام الدولة.


أوجد حجم التبنّي الإقليمي والدولي لأوسلو وما يعِد به اطمئناناً لدى الفلسطينيين إلى أنّهم للمرّة الأولى في تاريخهم ذاهبون حتماً إلى دولة مستقلّة تُقام على حدود الرابع من حزيران 1967، مع فتح مفاوضات في ما سُمّي بقضايا الوضع الدائم كالحدود واللاجئين والاستيطان والقدس.


لم ينتبه الفلسطينيون ومعهم داعمو فكرة أوسلو مشروع السلام التاريخي إلى أنّ حجراً صغيراً إذا نُزع من البناء فسيؤدّي حتماً إلى انهياره، وكان هذا الحجر هو الصوت الواحد الذي مرّر أوسلو في الكنيست، والذي إذا ما انتقل إلى المعارضة فساعتئذ يدخل المشروع كلّه في نفق يفضي إلى أمكنة غير تلك التي صُمّمت كخلاصات له.

هل تعود الحياة للاتّفاق؟


بعد ثلاثين سنة مرّت على اتفاقات وتفاهمات أوسلو، ما هي صورة الوضع الآن؟ وهل هنالك مسوّغ منطقي لإعادة الحياة إليها، ولو بتنزيلات باهظة؟!!!

الوضع الآن يُختصر بجملة قصيرة. أوسلو السنوات الأولى التي كانت في عهد الثنائي رابين وبيريز أضحت كومة ركام لا تصلح لاستخلاص تسوية منها. أمّا أوسلو في زمن نتانياهو فلم يبقَ منها إلا فتات تنسيق أمنيّ يُحرج الفلسطينيين ولا يرضي الإسرائيليين. وذلك مع سلطة آيلة إلى السقوط، ومصيرها (بقاءً أو انهياراً) بيد الشفاعات الأميركية لدى إسرائيل بأن تضخّ بعض الماء في قنواتها الجافّة. وبدل أن يكون أصل الحكاية حجم ومواصفات الدولة الفلسطينية العتيدة، صار ما يمكن أن يُقدَّم للسلطة كي تظلّ على قيد الحياة، ليس رهاناً على قدراتها في قيادة شعب وشراكة فعّالة مع الخصم، إنّما خوفاً من الفراغ الذي سينتج عن انهيارها فاتحاً الأبواب على مصاريعها لتطوّرات غير مسيطَر عليها.

صورة الوضع الآن
1- في إسرائيل حكومة هي الأكثر يمينيّةً وتشدّداً من كلّ الحكومات التي سبقتها بما في ذلك حكومات بيغن وشامير وشارون.


2- في أميركا إدارة ديمقراطية ترفع شعار حلّ الدولتين، من دون بذل أيّ جهد لبلوغه.


الأدهى من ذلك أنّ انقلاباً في الصيغة رعته الإدارة الأميركية وضع العربة أمام الحصان وأعطى أولوية للتطبيع العربي مع إسرائيل على حساب أولوية حلّ القضية الفلسطينية.


3- في فلسطين تعدُّد الخيارات لدرجة الاختلاف وحتى التناقض بين سلطة في رام الله لم تيأس من إمكانية استخلاص حلّ سياسي من ركام أوسلو وبين سلطة في غزّة لا يعرف أحد ما يمكن أن تفعل أو لا تفعل لتسويق نفسها في المعادلات الإقليمية والدولية.

أمّا الفصائل فبعضها يُقاتل بصورة مباشرة حيثما وصلت رصاصات بندقيّته، وبعضها الآخر يقاتل بالواسطة مكتفياً بمباركة العمليات من دون تبنّيها، وبعضها الثالث اندمج في السلطة فعليّاً مع احتفاظ بالمسمّى. هذا على صعيد الطبقة السياسية المنقسمة على نفسها. أمّا على صعيد المجتمع الذي يشكّل ما فوق ثمانين في المئة من فعّاليات الشعب والقضية، فقد اختار المضيّ قدماً في بناء حياته من دون الاضطرار إلى التفريط بثوابت قضيّته. وما ترونه في الوطن من منشآت هو من صنعه وبفعل مبادراته.


 تحوّلت وعود أوسلو الوردية إلى كومة من ركام، غير أنّ ذلك لا يعني إطلاقاً تصفية قضية ونهاية شعب، بل العكس تماماً هو الذي يحدث. فالفلسطيني داخل الوطن أو خارجه، غنيّاً كان أو فقيراً، ما يزال يشعر بألم فقدانه الكرامة والحرّية داخل الوطن، والهويّة الوطنية خارجه. وبفعل هذا الشعور ستظلّ قضيّته حيّة وسيظلّ متعِباً لإسرائيل وللعالم كلّه إن لم يجد حلّاً يرضى عنه ويرى فيه خلاصه.

دلالات

شارك برأيك

أوسلو... بعد ثلاثين سنة

نابلس - فلسطين 🇵🇸

قبل حوالي سنة

توقعت معلومات وتحليل اكثر وادق

المزيد في أقلام وأراء

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة

حمدي فراج

مصير الضفة الغربية إلى أين؟

عقل صلاح

كيف نحبط الضم القادم؟

هاني المصري

هل من فرصة للنجاة؟!

جمال زقوت

تحية لمن يستحقها

حمادة فراعنة

قل لي: ما هو شعورك عندما ترى أحداً يحترق؟!

عيسى قراقع

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 78)