كشف الصحفي الأميركي الاستقصائي الشهير سيمور هيرش، أنه في لقاء أجراه مع مسؤول استخباراتي أميركي رفيع المستوى، وبخ المسؤول وسائل الإعلام الأميركية بسبب تضليل الرأي العام الأميركي بشأن إخفاقات أوكرانيا في ساحة المعركة خلال الهجوم المضاد القائم منذ الربيع..

وردا على تقارير في الأسابيع الأخيرة تفيد بأن القوات الأوكرانية تكتسب زخما وتستعيد السيطرة على الأراضي، قال المسؤول: "من أين يحصل الصحفيون على هذه الأشياء؟" سأل. "هناك قصص تتحدث عن قادة روس مخمورين بينما يخترق الأوكرانيون خطوط الدفاع الروسية الثلاثة وسيكونون قادرين على العودة إلى ماريوبول" بحسب هيرش.

وتابع: "إن هدف خط الدفاع الأول لروسيا لم يكن وقف الهجوم الأوكراني، بل إبطائه، فإذا كان هناك تقدم أوكراني، فيمكن للقادة الروس جلب احتياطيات لتحصين الخط". وأضاف المسؤول: "لا يوجد دليل على أن القوات الأوكرانية تجاوزت الخط الأول. الصحافة الأميركية لا تفعل أي شيء سوى تقديم تقارير صادقة عن فشل الجريمة حتى الآن".

ويلاحظ المراقبون أن وسائل الإعلام الأميركية الكبرى ، أو إعلام الشركات الضخمة، مثل سي.‘ن.إن وإن.بي.سي، وسي.بي.إس، و إي.بي.سي، والجرائد المرموقة مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست (الملقبة بـ إعلام المسار العام) تعكس وجهة نظر ما يسمى بالمجمع الصناعي العسكري الذي يهدف إلى إطالة الحرب ومضاعفة الإنفاق العسكري، عبر تضليل الأميركيين والحفاظ على تأييدهم للمزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، التي بسحب الأرقام تجاوزت أل100 مليار دولار تكبدها بائع الضرائب الأميركي.

وألقى وزير الخارجية أنتوني بلينكن كلمة متفائلة مماثلة خلال زيارته القصيرة إلى كييف يوم الأربعاء قائلا أنه "في الهجوم المضاد المستمر، تسارع التقدم في الأسابيع القليلة الماضية" معتبرا في مؤتمر صحفي إن المساعدة الجديدة بقيمة مليار دولار ، وقذائف اليورانيوم المخضب ستساعد في الحفاظ عليها وبناء المزيد من الزخم.

ويقول المسؤول إن الرسائل الاستخباراتية التي تقدمها أجهزة الاستخبارات العسكرية إلى البيت الأبيض، تختلف عن ما تقدمه وكالة المخابرات المركزية (CIA ) .

وعلى مدى أكثر من ثلاثة أشهر، أمرت كييف قواتها بالتقدم نحو ترسيخ الخطوط الدفاعية الروسية في جنوب أوكرانيا. تسببت حقول الألغام الروسية في خسارة أوكرانيا لجزء كبير من جنودها ومعداتها المدربة في الغرب في الأسابيع الأولى من الهجوم. لم يسفر الهجوم الهائل الذي قامت به أوكرانيا عن أي مكاسب إقليمية تقريبًا.

ومع ذلك، فقد دفعت واشنطن كييف لمواصلة الهجوم المضاد. ويعترف البيت الأبيض بأنه لكي تحظى أوكرانيا بإمكانية النجاح، يجب أن تكون كييف على استعداد لتحمل عدد كبير من الضحايا.

وقال المسؤول الاستخبارتي لهيرش إنه بغض النظر عن مدى التزام كييف بالمجهود الحربي، فإن أهداف الرئيس زيلينسكي لا يمكن تحقيقها. وقال: "إن زيلينسكي لن يستعيد أرضه أبداً".

وبحسب هيرش، تحدث المسؤول الاستخبارتي أيضًا عن اغتيال بريغوجين الشهر الماضي. ويعتقد أن بوتين أمر بالقتل لأن زعيم المرتزقة بدأ في استفزاز أعضاء الناتو. "بحلول أوائل شهر آب، كانت هناك تقارير عن توترات حدودية حيث قامت فلول مجموعة فاغنر بسلسلة من التوغلات في المجال الجوي لبولندا، وتهديدات مزعجة على حدود ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا وفنلندا، وأنه بالنسبة لبوتين، كان إثارة الشكاوى من دول الناتو بمثابة انتهاك لا يغتفر. وقال لي مسؤول استخباراتي أمريكي مطلع: "لقد كان هذا كل شيء".