كشفت مجلة نيوزويك الأميركية الأسبوعية في عددها الذي صدر أمس الخميس أنه مع استمرار الهجوم المضاد المتعثر الذي تشنه أوكرانيا، يتفاوض مسؤولون أميركيون وأوكرانيون بهدوء حول تحالف رسمي قادر على إعادة تشكيل المشهد الأمني في أوروبا.

وبحسب المجلة: "طغت على المفاوضات مساعي كييف هذا الصيف لاستعادة الأراضي التي تسيطر عليها روسيا في جنوب أوكرانيا، لكن المناقشات لفتت انتباهًا جديدًا مؤخرًا عندما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير إنه يتوقع أن تتوافق أوكرانيا والولايات المتحدة على اتفاقية أمنية مماثلة للتحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل".

يذكر أنه لا يوجد بين البلدين معاهدة دفاعية، لكن الولايات المتحدة تزود إسرائيل بمساعدات عسكرية بقيمة أربعة مليارات سنويا، كما أن الولايات المتحدة تعتبر إسرائيل أهم حليف لها في المنطقة.

وبحسب نيوزويك، قال زيلينسكي في مقابلة يوم الأحد مع وسائل الإعلام الأوكرانية أن  "من المرجح أن نحصل على هذا النموذج الدقيق، النموذج الإسرائيلي الذي يتضمن الأسلحة والتكنولوجيا والتدريب والتمويل".

ومن شأن مثل هذا الترتيب أن يوفر لأوكرانيا قدرًا أقل من الأمن مقارنة بعضويتها في حلف شمال الأطلسي، وهو ما قال عنه الرئيس الأميركي جو بايدن إنه لن يحدث قبل نهاية الحرب. ولكنه من شأن هذا التدريب أن يجعل أوكرانيا شريكاً حاسماً على المدى الطويل للولايات المتحدة في أوروبا الشرقية، في حين يرسل لروسيا رسالة مفادها أن الدعم الغربي لكييف لن يتراجع.

ويعتقد الخبراء أن الترتيبات الحالية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا  هي ترتيبات مؤقتة موثوق بها حتى يتم توضيح مسألة عضوية أوكرانيا في حلف الناتو.

ومن المفترض أن يؤدي التحالف الأمني الثنائي على غرار الاتفاق بين أميركا وإسرائيل إلى خلق تيار دائم من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، إلى جانب التدريب والتعاون الاستخباراتي وغير ذلك من الموارد. ومنذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، وافق الكونجرس الأميركي على المساعدات العسكرية لأوكرانيا على أساس مخصص، الأمر الذي خلق حالة من عدم اليقين بالنسبة للمخططين العسكريين في كييف، وفق ما يقوله الخبراء العسكريون.

ومن الممكن أن تساعد الضمانة الأمنية طويلة الأجل أيضًا في عزل أوكرانيا عن التغيرات في السلطة في البيت الأبيض والكونغرس بسبب الانتخابات. ويعارض عدد متزايد من الجمهوريين في الكونجرس وبعض مرشحي الحزب للرئاسة لعام 2024 منح أوكرانيا المزيد من المساعدات العسكرية.

لكن من غير الواضح من تعليقات زيلينسكي ما إذا كان المفاوضون يستخدمون إسرائيل كنموذج لأوكرانيا، أو ما إذا كان هذا هو مجرد الاتجاه الذي يود أن تسلكه المحادثات. ومن المعروف أن زيلينسكي يحث الحلفاء الغربيين على محاولة حملهم على بذل المزيد من الجهد لدعم أوكرانيا.

يذكر أن تعليقات الرئيس الأوكراني الأحد الماضي لم تكن المرة الأولى التي يثير فيها زيلينسكي إسرائيل كنموذج محتمل للمضي قدمًا في العلاقة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا.

ولم تفصح إدارة الرئيس الأميركي بايدن علنًا الكثير عن المفاوضات الأمنية مع أوكرانيا منذ الإعلان في أوائل آب المنصرم عن بدء المحادثات.