Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الإثنين 28 أغسطس 2023 10:29 صباحًا - بتوقيت القدس

تهويد القدس

لم يتوقف التلويح بيهودية القدس منذ اليوم الأول لاحتلال القدس الشرقية، فعند احتلال الشطر الشرقي من المدينة في العام 1967عمد الصهيوني موشيه ديان وبتأييد من قادة الاحتلال إلى الإيعاز للمهندسين والمخططين للعمل على إيجاد واقع جديد بالقدس لصالح اليهود. وفي غضون أيام قليلة بعد الاحتلال، هُدمت حارة المغاربة بكاملها في القدس القديمة وقد تم طرد ما يقارب ألف مواطن عربي من المنازل، وأنشئت ساحة حائط البراق، وصودرت مساحة 17.700 دونم من الأراضي، طبقاً للسياسة الإسرائيلية الهادفة للسيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأرض مع أقل عدد ممكن من السكان العرب.


حينما دخلت جولدا مائير بعد احتلال القدس سنة 67م فكانت جولدا وجميع وزرائها يمشون وراء الحاخامات حفاة يبكون وهم سائرون نحو حائط البراق والذي يطلقون عليه حائط المبكى في القدس الشرقية، في عام 1967 أصدرت حكومة الاحتلال قرارا ينص على ضم 70 ألف دنم من أراضي القدس لدولة الاحتلال، وتلا ذلك حل مجلس بلدية القدس وضمه إلى بلدية القدس الغربية، كما لجأ الاحتلال بعد احتلال مدينة القدس إلى سن قوانين الهدف من ذلك هو سرعة تهويد القدس والسيطرة عليها.


لقد نجح الاحتلال في فرض سيطرته على المدينة المقدسة من خلال مصادرة بيوت المقدسيين والاستيلاء على أراضيها بحجج كاذبة، كأملاك الغائبين وغيره، فالزائر للمدينة يشاهد حجم الدمار الذي لحق بالمدينة، أسواقها فارغة أبواب المحلات التجارية في المدينة تفتح صباحا وتغلق مساء بدون تحقيق حركة تجارية يعود بالنفع على أصحابها، ولا يوجد من يحرك تلك الأسواق في ظل مضايقة الاحتلال، لقد نجح الاحتلال في توجيه حركة التجارة إلى خارج المدينة، ووجد المواطن المقدسي ضالته خارج أسواق القدس القديمة وبالتحديد في المدن القريبة للقدس مثل بيت لحم ورام الله، وهذا سببه عرقلة وصول المقدسي للتسوق داخل ازقة البلدة القديمة وفرض قيود على اصطفاف المركبات، ووضع غرامات باهظة على من يضع مركبته في مداخل البلدة القديمة .


استخدمت إسرائيل وجودها الأمني في القدس للممارسة نفوذها في القدس ومحيطها، لكن في السنوات الأخيرة تصاعدت حدة الاستيلاء على الأماكن الدينية والأماكن الأثرية الإسلامية، مثل محاولات الاحتلال نبش مقبرة في محيط المسجد الأقصى وغيره من الأماكن الدينية، وقد سعت دولة الاحتلال على الحفاظ على خططها من خلال تدعيم وجود المستوطنين وتقديم اغراءات مالية وتثبيتهم في القدس على حساب السكان الأصلين، وكانت فكرة دولة الكيان هو انشاء تجمعات سكانية استيطانية في محيط المدينة المقدسة وربطها بطرق التفافية داخلية وخارجية، لعزالها عن عمقها الفلسطيني أولا، وثانيا عزلها عن القرى المقدسية القريبة منها مثل العيزرية وأبو ديس والرام والقرى الفلسطينية الأخرى، والتي كانت تتبع إدارياً لها، وتحاول حكومة الاحتلال تغير البوصلة نحو اتجاهات تتعلق بالبعد الديني التوراتي، وإن القدس هي مدينة داوود وعاصمة مملكتهم الجنوبية بعد النبي سليمان .


السياسات التعنتية والاستعلائية لصناع السياسة في حكومات إسرائيل لم تصنع واقعا يتعاطى مع توراتهم المزيفة، صحيح هنالك تهويد للقدس لكن بطلان ادعاءات حاخامات إسرائيل مكشوف، فرغم ما تقوم به سلطة الأثار الإسرائيلية للتنقيب عن أثار تثبت يهودية القدس، إلا أنها فشلت في ذلك، وهنالك اعتراف صريح من بعض علماء الصهيونية مثل توماس ثامبسون، الذي قال في إحدى المقابلات إن أحداً من علماء الآثار، أو الحفارين، أو المنقبين، في طول فلسطين وعرضها، لم يتمكن من الحصول على إثبات واحد يؤكد فيه أنه كان لليهود وجود في أرض فلسطين قبل المئة الأولى من السيد المسيح عليه السلام، وأما العالم الثاني فهو عالم الآثار الأمريكي "كيث وايتلام" الذي ألف كتاباً بعنوان: "سرقة أرض فلسطين الذي قال «أن صورة ماضي «إسرائيل»، كما وردت في معظم فصول الكتاب العبري، ليست إلا قصة خيالية، أي تلفيق للتاريخ."


لا تعبأ الصهيونية الدينية بما يقال عن بطلان روايتهم التوراتية بحق مدينة القدس، وزيف ما جاءت به التوراة حول احقيتهم في القدس، فهم ماضون في تهويد القدس وبوتيرة عالية جدا، ويتمثل ذلك في سياسة التضيق على سكان القدس، وفرض المزيد من الضرائب عليهم، وإطلاق العنان للمستوطنين لكي يجرموا بحق الفلسطينيين في القدس ومحيطها، فرغم ذلك المواطن المقدسي صامد في وجه الرياح العاتية، فضلا عن تردي وضعه الاقتصادي والمالي ما زال متشبثا بأرضه ويدافع عن بيته بكل السبل المتاحة لديه.

دلالات

شارك برأيك

تهويد القدس

المزيد في أقلام وأراء

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)