نشرت صحيفة ذا هيل المختصة بشؤون الكونجرس والإدارة مقالا تحت عنوان "الإصلاحات القضائية الإسرائيلية قد تمثل مشكلة للولايات المتحدة الأمريكية"، أفردته للحديث عن الإصلاحات القضائية في إسرائيل، وتأثيرها المحتمل على العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة والاستقرار في الشرق الأوسط.

يُذكر أنه في الـ 24 من تموز الماضي، صادق الكنيست الإسرائيلي على تشريع يلغي رسميا ما يعرف بـ "مبدأ المعقولية"، وهو ما يحد من قدرة المحكمة العليا على مراقبة سياسات الحكومة. وتلفت الكاتبة إلى أن هذه الإصلاحات تعتبر الأولى في سلسلة من الإصلاحات التي يتبناها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والتي أثارت احتجاجات غير مسبوقة في إسرائيل منذ الإعلان عنها في يناير الماضي. حيث هدد آلاف من جنود الإحتياط في الجيش برفض العودة للخدمة، في حين حذر رئيس إسرائيل إسحاق هيرتسوغ من أن الصراع المُحتدم قد يؤدي إلى حرب أهلية.

من جانبها، اتخذت إدارة بايدن خطوة غير معتادة، مع إدلائها بمناشدات عامة لإقناع نتنياهو بعدم المضي قدما في تلك الإصلاحات المثيرة للجدل، مشيرة إلى أنها قد تنذر بتآكل الأسس الديمقراطية في إسرائيل، وتتسبب في أضرار لا يمكن إصلاحها لـ "العلاقة الخاصة" بين البلدين. وفي ضوء ذلك، أدان النقاد الرئيس جو بايدن لتدخله "غير العادل" في الشؤون الداخلية لدولة أخرى، لكن الكاتبة ترى أن الأزمة الإسرائيلية المتصاعدة تمثل خطرا على المصالح الأمريكية في المنطقة. وتشير الكاتبة إلى أنه بجانب القيم الديمقراطية المشتركة، تعتمد الشراكة المستمرة منذ 75 عاما بين الولايات المتحدة وإسرائيل على التزام مشترك بالأمن الإقليمي.

ومن ثم يلفت التقرير إلى تأثير الأزمة الإسرائيلية أيضا على السلطة الفلسطينية واستقرار الضفة الغربية. حيث تعاني السلطة الفلسطينية من صعوبة في السيطرة على المدن الكبيرة مثل جنين ونابلس، والتي باتت تحت سيطرة الميليشيات الفلسطينية المنظمة، ومصدرا لهجمات من أسمتهم الكاتبة بـ "الجماعات الإرهابية" المدعومة من إيران، مثل حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني. و"من ثم فإن انهيار السلطة الفلسطينية يعتبر سيناريو كارثياً للمنطقة، إذ سيخلق فراغا أمنيا يمكن استغلاله بالتأكيد من قبل إيران وحلفائها، ما يدفع بالضفة الغربية إلى مزيد من الفوضى والعنف. وسيضع ذلك إسرائيل والأراضي الفلسطينية على شفا اندلاع انتفاضة ثالثة" بحسب المقال.

وينوه المقال إلى أنه "بصرف النظر عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فإن الأمر يهدد أيضا استقرار الأردن، الذي يضم أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين، الذين يُعدون هدفا مثاليا للتجنيد الإيراني. وقد يثير أيضا شكوكا لدى السعودية بشأن تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهو اتفاق رمزي يمثل خطوة ضخمة نحو تحسين العلاقات العربية الإسرائيلية".

ويلفت المقال إلى "أن الولايات المتحدة تعتمد على إسرائيل - أقوى حليف لها في الشرق الأوسط - للمساعدة في التخفيف من التهديدات التي تنشأ من الخصوم المشتركين، والحفاظ على الاستقرار الإقليمي. ومع ذلك، تخلق إصلاحات نتنياهو القضائية ظروفا تمثل تهديدا لإسرائيل من جميع الجهات، معرضة أمنها الخاص والأمن العام للشرق الأوسط للخطر. وفي ختام مقالها، تقول الكاتبة إن "ما يحدث في إسرائيل لن يبقى في إسرائيل. وسيكون من غير الصائب أن نتجاهل تحالف نتنياهو الحاكم، وهو يواصل إرساء الأسس لمشكلة أكبر وأطول، لن نكون قادرين على تجاهلها في المستقبل".و