التقارب الإعلامي الصيني واستراتيجيات الاتصال والثقافة كان عنوان اللقاء – الذي تم تنظيمه من قبل الصين في جينهوا بمقاطعة تشجيانغ لـ31 صحفيًا ومسؤولًا تنفيذيًا إعلاميًا من 13 دولة من دول "الحزام والطريق" لمدة أسبوعين تخللها مجموعة من اللقاءات وجلسات النقاش والحوار والمحاضرات والزيارات لصحف ومحطات تلفزة ومراكز إعلامية صينية.

اللقاءات نظمتها جامعة تشجيانغ وبرعاية وزارة التجارة الصينية في الفترة من 18 إلى 31 تموز الماضي، بمشاركة الخبرة في الاعلام من جميع الجامعات الصينية في الصحافة والاتصال بعد الإصلاح والانفتاح.

ويذكر أن مبادرة الحزام والطريق الصينية هي استراتيجية إنمائية عالمية تهدف إلى ربط البلدان في آسيا وأوروبا وأفريقيا من خلال البنية التحتية والتجارة والاستثمار لتحسين العلاقات الاقتصادية والسياسية وتعزيز التبادلات الثقافية.

هذا وقد تم اختيار المشاركين في اللقاءات وهذه الندوة الدولية من قبل السفارات الصينية في دول "الحزام والطريق" بما في ذلك فلسطين، وأوزبكستان، وطاجيكستان، وجنوب السودان، وزيمبابوي، وبوروندي ، ونيجيريا ، وساموا ، وأوغندا، وكوبا ،غانا، وليسوتو ، وبوتسوانا.

ومن خلال مجموعة من المحاضرات والتدريس في الموقع وجلسات المناقشة والزيارات والأنشطة الثقافية ، تم استعراض التنمية الاقتصادية والثقافية الوطنية في الصين ، فضلاً عن الدور الحيوي للصحافة ومقاطع الفيديو القصيرة وصناعة الأفلام والتواصل الاستراتيجي في هذه العملية، كما تضمنت الأنشطة الثقافية التي شارك فيها محاضرين من الجامعات الصينية المختلفة لواقع الاعلام الصيني وطبيعته المختلفة عن الاعلام في الدول الغربية، كما تضمنت الندوات واللقاءات تعلم أساسيات Taijiquan -فن قتالي صيني- وزيارات إلى متحف Liangzhu وبحيرة Hangzhou West وجبال Huaxi في Pan'an.

وفي كلمته أمام المشاركين في الحفل الختامي، قال أمين لجنة الاشراف على الاعلام بجامعة تشجيانغ نورمال ، فو قوانفو ، إن المناقشات حول التنمية والوضع الحالي والإنجازات التي حققتها صناعة الإعلام في مختلف البلدان سلطت الضوء على الإمكانات الهائلة للتعاون في مجال الإعلام بين الدول المدعوة والصين.لذلك ، حث المشاركين على العمل كجسر لتسهيل التواصل بين بلدانهم والصين وتعريف الصين بشعوبهم بطريقة موضوعية وشاملة ، وبالتالي تعزيز التشاور المكثف والمساهمة المشتركة والمزايا المشتركة بين دول "الحزام والطريق" والصين. .

ولفت إلى أهمية تنوع الثقافات واهمية التبادل والاحتكاك فيما بينها من خلال التعلم المتبادل والاستفادة من تجار بعضنا البعض.

وقال :"نأمل أن نتمكن من البقاء على اتصال ومشاركة التجارب الناجحة في تقارب الوسائط ، والعمل معًا للسعي إلى تطوير عالي الجودة في صناعة الإعلام، من خلال التكاتف معًا ، سنعمل على تعزيز تنمية صناعة الإعلام العالمية.
وهنأ السيد فو المشاركين على اختتام الندوة بنجاح وشكر موظفي الجامعة.

وفي كلمته نيابة عن جميع المشاركين في هذه الندوة الدولية، شكر مسؤول المراسلين في صحيفة " القدس" محمد أبو خضير من فلسطين المنظمين على إتاحة الفرصة لهم للتعلم والتواصل مع خبراء في وسائل الإعلام الصينية التي من شأنها أن تساعد في تحسين صناعة الإعلام في بلدانهم وكذلك تعزيز العلاقات بين الصين وهذه البلدان.

وقال:" أن هذه اللقاءات كان لها أثر كبير في فهم أسلوب وطبيعة الاعلام الصيني المغيب عن الساحة العربية والعالمية لعدة أسباب، مؤكداً ان المشاركين استفادوا من كل اللقاءات لنها تعتبر معلومات جديدة وأسلوب مختلف له مغزى وفي حالة تطور وتقدم سريع ".

وأضاف أبو خضير في كلمته امام المشاركين والمنظمين في جامعة تشجيانغ نورمال:" أن الأنظار تتجه نحو الصين اليوم بعد أن أثبتت قدرتها الاقتصادية وقفزت بقوة اقتصادية وسياسياً، خاصة بعد نجاح الصين الكبير في الوساطة بين المملكة العربية السعودية وايران ".

يذكر أن اللقاءات في الجامعة استهلت بمحاضرة للدكتور تين زهانجهو الذي استعرض ظهور الصحافة الصينية عبر التاريخ ومراحل تطور الصحافة في الصين من الكتابة على الحجارة والصخور الى المواقع ومنصات التواصل الاجتماع وشبكة الكوابل ومنصات 5G.

وقال أنه منذ العام 1949-1977 كانت القفزة في التحول الإعلامي الصيني مع الخطة الاقتصادية الجديدة، شهدت مدن صينيّة ولادة أوائل الصحف في الصين، التي بدأ من الساحل وانتقل إلى الداخل؛ ففي عهد أسرة "تشينغ" ولفت الى التحول الأول كان في الفترة بين 1949-1956م، أي منذ تأسيس الصين الشيوعية حتى اكتمال التحول الاشتراكي للزراعة والتجارة؛ إذ تبنت الحكومة المركزية في هذه الفترة سياسة "إدارة المشاريع" للصحف وحققت نتائج مهمة. في ذلك الوقت، كان بإمكان العديد من وسائل الإعلام أن تعتمد على نفسها.

ثم شهدت الصين التحول الثاني لمنظومة الصحافة في ظل الحزب الشيوعي كما قال الدكتور تين زهانجهو وذلك بفعل مخرجات الجلسة الثالثة للجنة المركزية الحادية عشرة للحزب. نصت تلك المخرجات على ضرورة انخراط الإعلام في ثلاث مراحل رئيسية؛ امتدت الأولى في الفترة بين 1979-1988م، والتي تمثلت في تطبيق وسائل الإعلام الإخبارية لمبدأ التشغيل المطابق لسياسة "المؤسسات العامة". أما المرحلة الثانية (1988-1992م) تمثلت في البدء نحو تحقيق أنماط تشغيل متعددة وبدء تقديم الخدمات الإخبارية المدفوعة. في المرحلة الثالثة -والتي كانت في حقبة دنغ شياو بينغ ابتداء من عام 1992م حتى الوقت الحاضر- التزمت بشعار "شكل واحد للملكية، وأنماط متعددة في التسيير".

صحيفة الشعب اليومية (الصحيفة الرسمية التابعة للجنة المركزية للحزب) وهي أكبر صحيفة في الصين، تتقاطع سياستها التحريرية مع الماركسية اللينينية وفكر "ماو تسي تونغ" للحزب الشيوعي الصيني. وتستعرض السياسات الداخلية والخارجية للحكومة الصينية، وتنتقد الأفكار والسلوكيات التي تضر بمصالح الشعب الصيني؛ وفق تصور الحزب الشيوعي الحاكم.

كما تقوم سياسات وكالة أنباء شينخوا على الالتزام بمبادئ "الأصالة والشمولية والموضوعية والعدالة". وتشمل هذه السمات: الإصرار على مبدأ الطابع الحزبي للأخبار البروليتارية، والالتزام بالمسؤولية تجاه الحزب والشعب؛ واستيفاء الخط الأيديولوجي المتمثل في البحث عن الحقيقة من الحزب فيما ينتجه من تقارير. وتقديم السياسة الخارجية للصين.

تعدّ الصين أسرع اقتصادات العالم نموًا منذ الثمانينات، إذ بلغ متوسط معدل النمو السنوي 10% من عام 1978 إلى عام 2005، استنادًا إلى الإحصاءات الحكومية. بلغ الناتج المحلي الإجمالي للصين 2.225 تريليون دولار عام 2005. منذ نهاية الفترة الماوية عام 1978، كانت الصين تنتقل من اقتصاد اشتراكي مخطط (موجّه) تهيمن عليه الدولة، إلى اقتصاد اشتراكي سوقي مختلط. تطلب هذا التحول عددًا من الإصلاحات المعقدة في الأنظمة المالية والنقدية والمؤسساتية والحكومية والقانونية في الصين، وفي قدرة الحكومة على الاستجابة بمرونة للنتائج غير المقصودة لهذه التغييرات. صاحبت هذا التحول مستويات عالية من التصنيع والتمدّن، وهي عملية أثرت على كل جانب من جوانب المجتمع والثقافة والاقتصاد في الصين.