Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الخميس 20 يوليو 2023 10:39 صباحًا - بتوقيت القدس

ضمّ الضفة.. بداية جديدة للصراع

تتبنى الحكومة الإسرائيلية اليمينية، مقاربة حسم القضية الفلسطينية، وغلق أبرز ملفاتها وأولها ملف القدس، وثانيها ملف اللاجئين، وتقليص الخدمات المقدمة لهم. ولتحقيق هذه الأولوية تسارع هذه الحكومة في عملية ضم الضفة الغربية . وهنا التساؤل : لماذا الضفة ومتى وكيف؟. وقبل الإجابة عن هذا التساؤل تجدر الإشارة إلى غزة ولماذا الانسحاب الأحادي؟ نموذج غزة لا يمكن أن يتكرر في الضفة، لأسباب كثيرة تتعلق بمكان الضفة الجيوسياسي ، ومن ناحية أخرى حتى تكون غزة البديل الفلسطيني للدولة، لتعميق حالة الانقسام والفصل السياسي الذي يفسح المجال أمام إسرائيل، لتحقيق أهدافها في الضفة . وعليه وهنا الخطورة ، قد تكون غزة أحد المدخلات التي تتبناها إسرائيل لضم الضفة. وغزة كما نعلم لا تشكل أكثر من واحد في المئة من مساحة فلسطين، وهي منطقة مغلقة تتحكم بكل منافذها إسرائيل وهامشية الموقع، بمعنى أنه لو تم اقتطاعها فلن يؤثر ذلك على الشكل الجيوسياسي لفلسطين الانتدابية . ولماذا الضفة ، لأنها تشكل 21 في المئة من مساحة فلسطين التاريخية وتتميز بجبالها في نابلس والخليل وطولكرم، وتشكل منطقة القلب الاستراتيجي لإسرائيل، كما هي منطقة القلب للدولة الفلسطينية. فمن جبالها المرتفعة يمكن الوصول لسواحل البحر المتوسط، وأهمية غور الأردن المائية والاستراتيجية كمنطقة فصل عن العمق الأردني . فهي لا تريد أي تواصل جغرافي بين أي كينونة فلسطينية والأردن، لأن من شأن ذلك أن يحصر منطقة القلب الإسرائيلية في قوقعة منعزلة، والضفة الغربية هي الهدف لأكبر مشروع استيطاني يستوعب أكثر من مليون يهودي من الخارج، وفي الوقت ذاته تشكل منطقة القلب لأي دولة فلسطينية، وبنزع القلب من مكانه تكون إسرائيل قد قتلت أي إمكانية لقيام الدولة الفلسطينية.

ولقد بدأت عملية الضم منذ اليوم الأول الذي احتلت فيه الضفة في أعقاب حرب 1967 وأطلقت عليها يهودا والسامرة، ولا تعترف أنها محتلة وتتعامل معها على أنها أرض يهودية، كما أرست نظامين قضائيين منفصلين وغير متساويين، الفلسطينيون يخضعون للقانون العسكري، أما المستوطنون وكل الأراضي تخضع للقانون المدني الإسرائيلي وذلك بهدف استجلاب أكبر عدد من المستوطنين، وهذا ما حققته وصولاً لعدد مليون مستوطن، ومنذ اليوم الأول لاحتلالها، شرعت ببناء المستوطنات متجاهلة كل القرارات الدولية التي دانت الاستيطان ولم تعترف به، خادعة المجتمع الدولي أن هذه المناطق تخضع لقانون عسكري يمكن التراجع عنه. وفي عام 1967 أقر الكنيست الإسرائيلي أول قانون ينص على تطبيق القانون الجنائي الإسرائيلي على مواطني البلاد في الضفة، وهي الخطوة الأولى لوضع المنطقة تحت سيادة القانون الإسرائيلي المدني، في الوقت الذي يخضع فيه الفلسطينيون للقانون العسكري. ومع تشكيل الحكومة الحالية تسارعت الخطوات في عمليات الضم لطمس القضية الفلسطينية، بمحاولة فرض التقسيم المكاني في القدس ورفع الوصاية الأردنية، وأما ملف اللاجئين فتلعب الولايات المتحدة دوراً مباشراً عن طريق خفض الدعم المالي وتضييق الخدمات المقدمة لهم ولتسريع عملية الضم قامت الحكومة الحالية بتعيين وزير خاص ضمن إطار وزارة الدفاع، ويتولى السلطات المدنية في الضفة الغربية، بعد أن كانت من اختصاص وزير الدفاع حصراً.

ولعل من أخطر القرارات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية أن بناء المستوطنات لم يعد بحاجة إلى تصديق الحكومة أو وزارات معينة، وبات اليوم من صلاحيات سموتريتش الذي يتولى وزارة المالية، وبن غفير الذي يتولى الشؤون الأمنية، والاثنان معاً يسهلان ويسرعان عملية الاستيطان والضم، وبدلاً من أن تحتاج عملية البناء سنوات،اليوم،وفي أيام قليلة يتم التصريح لبناء مستوطنات جديدة، وتوسيع القائم منها، وتحويل البؤر الاستيطانية لواقع قائم. ويبقى أن عملية الضم لن تحسم القضية والصراع، بل الضم بداية للصراع من جديد.
[email protected]

دلالات

شارك برأيك

ضمّ الضفة.. بداية جديدة للصراع

المزيد في أقلام وأراء

سيادة العراق ولبنان في خندق واحد

كريستين حنا نصر

إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين

حديث القدس

توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين

سري القدوة

حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال

د. دلال صائب عريقات

سموتريتش

بهاء رحال

مبادرة حمساوية

حمادة فراعنة

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%52

%48

(مجموع المصوتين 94)