على مدار مسيرتها الممتدة منذ الرصاصة الأولى والشهيد الاول والأسير والجريح والفداىي الاول، شكلت حركة فتح مدرسة في الفعل الثوري والعمل النضالي والتي أسست على مبادئ بذل الروح وإنكار الذات والأيمان بالله وعدالة قضيتنا وحتمية النصر، وارتكزت على شعار عطاء ثم عطاء ثم تضحية، وابتكرت قانون المحبة والأخوة والوحدة الوطنية في ميدان المعركة.
من معركة الكرامة إلى أسطورة الصمود في بيروت إلى المقاومة الشعبية في انتفاضة الحجارة إلى حرب العصابات في انتفاضة الأقصى خاضت حركة فتح وقوات العاصفة ومجموعات أيلول الأسود وكتيبة الجرمق والفهد الاسود وكتائب شهداء الأقصى وعرين الاسود وكتيبة جنين معاركها مع الاحتلال الصهيوني وأخذت بزمام المبادرة والفعل الثوري وتقدم أبناء فتح الصفوف ولقنوا العدو الصهيوني الدروس في السافوري وقلعة شقيف ووجهوا له الضربات في عين عريك وعيون الحرامية وصمدوا أمامه في اجتياح نابلس وجنين وبيت لحم تحت قيادة الفدائي الأول الشهيد القائد ياسر عرفات الذي قاد كل معارك الشعب الفلسطيني في الميدان وليس من شرفات الفنادق.
ولقد شكل القائد محمود العالول "أبو جهاد" الوريث الثوري لياسر عرفات وخليل الوزير أبو جهاد أحد أعمدة هذه المدرسة التي تنكر ذاتها وتؤثر على نفسها في سبيل الكل الوطني، حيث عمل هذا القائد محمود العالول وعلى مدار خمسين عاما بجد وبصمت ولم يتحدث يوما على عن بطولاته رغم أن بعض العمليات الفدائية أصبحت من ايقونات الثورة الفلسطينية. حيث ما قام به هذا القائد من بطولات وقيادته للعمليات الفدائية، ليس من وراء المكاتب أو شرفات الفنادق بل كانت في الميادين وساحات المعارك، يحمل سلاحه ويقود المجموعات الفدائية ويعبر الحدود ويقاتل.
من من قيادات الشعب الفلسطيني السابقين واللاحقين قام بأسر سرية من جنود الاحتلال ؟ انه أبو جهاد الذي قام هو ومجموعته العسكرية بأسر (8) جنود أثناء حصار بيروت عام (1982) وبندقيتهما لم توجه إلا في وجه الاحتلال.
أن ابو جهاد لم يعد مجرد قيادي فتحاوي، بل أصبح قائدا وطنيا وثوريا عربيا وهو يمثل اليوم أحد الاصوات القليلة التي تدافع وتدفع باتجاه المقاومة والعمل الثوري.
أن ما حدث مع أبو جهاد قبل أيام في جنين فهو مرفوض وغير مقبول، لأن القائد محمود العالول حينما يكون في حضرة الشهداء فهو أولاً يكون في حضرة ابنه الشهيد جهاد محمود العالول الذي استشهد في بداية انتفاضة الأقصى، وهو يقف على قبور رمات السلاح ابو طوق والفسفوري ان محمود العالول ليس قائدا سياسيا سقط علينا ببرشوت القنوات الفضائيات ومقالات الاستخبارات الاجنبية ولم تصنعها مواقع التواصل الاجتماعي، بل صعد إلى هرم القيادة من الميدان من قلعة شقيف فحمل البندقية كما حملتها وقاتل بها وأطلق رصاصته في وجه الاحتلال وليس في وجه السماء. فمن أجل كل ذلك نقول أن ما حدث كان سقطة كبيرة من قبل من قام وحرض على هذا العمل بقصد أو بدون قصد وهنا على الأخوة في حماس والجهاد الإسلامي والكل الوطني وخصوصا الأخوة رفاق الدرب في كتيبة جنين بإدانة ما حدث.
شارك برأيك
محمود العالول "أبو جهاد"