بحسرة يحصد المزارع بدر صبح محصول البطيخ الذي فسد إثر الغارات الإسرائيلية التي استهدفت أرضه في شمال قطاع غزة خلال موجة التوتر الأخيرة التي استمرت 5 أيام.

وكان صبح يعتاش من وراء زراعة أرضه البالغ مساحتها 30 دونما (الدونم يعادل 1000 متر مربع) في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع قبل أن ينقلب حاله رأسا على عقب بعد استهدافها بعدد من الصواريخ.

ومع كل خطوة يخطوها صبح (38 عاما) داخل أرضه يندب حظه على الحال الذي وصل إليه بعد خسارته المحصول الذي اعتنى به عدة أشهر حتى نما وكبر واقترب موعد حصاده ليكون مصدر رزقه الوحيد.

ويقول صبح بينما يقلع ثمار البطيخ الفاسدة لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الغارات الإسرائيلية أحدثت "دمار شامل في الأرض وقلبتها رأسا على عقب، حيث تلف المحصول ودمرت شبكات الري".

ويضيف صبح الذي بدا غاضبا ويصدح بعبارات تلوم إسرائيل على فعلتها ووصف أن ما جرى هو "أنك تربي ابنك من عمر عام وتراه ينمو ويكبر أمام عينيك ويأتي الاحتلال الإسرائيلي فجأة يقوم باستهدافه وقتله".

ويتابع بينما يقف بجانب كومة من البطيخ الفاسد وسط أرضه أن "الأرض الزراعية مثل أبنائنا هي مصدر رزقنا الوحيد" في ظل الوضع الاقتصادي الصعب، مشيرا إلى أن خسارة كبيرة تكبدها جراء القصف الإسرائيلي.

ودخل اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة مصرية حيز التنفيذ في قطاع غزة ليلة (السبت) الماضي بعد خمسة أيام من مواجهة دامية بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي.

وأسفرت المواجهة عن مقتل 33 فلسطينيا، من بينهم ستة مسؤولين بارزين في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في غزة، وشخصين في إسرائيل أحدهما عامل فلسطيني من غزة.

وبدا الحال مماثلا لدى المزارع خالد أبو غاشم الذي تعرضت أرضه في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع لدمار كبير جراء غارة إسرائيلية استهدفتها بـ 3 صواريخ من الطائرات الحربية.

ويقول أبو غاشم الذي يقف بجوار حفرة كبيرة أحدثتها الغارة وسط أرضه لـ ((شينخوا)) "توجهت في صباح اليوم الأول لوقف إطلاق النار إلى الأرض الزراعية فرأينا المنطقة كلها دمار".

ويضيف أبو غاشم بينما الحمامات الزراعية المخصصة لزراعة الأشتال مدمرة أن "الشخص يحب أن يقعد داخل الأرض ويشاهد المحاصيل المزروعة داخلها، لكن في الوقت الحالي ينصدم من هول ما جرى".

ويتابع المزارع الذي بدا في حالة حسرة أن الأرض الزراعية كانت مصدر رزق لنحو 20 شخصا يعيلون 20 أسرة، مشيرا إلى أنه بحاجة إلى 20 ألف دولار لإعادة استصلاحها وزراعتها من جديد.

ولم يصدر أي تعليق إسرائيلي رسمي عن قصف الأراضي الزراعية خلال موجة التوتر الأخيرة ، عدا ما صدر عن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي من تصريحات في بيانات منفصلة تشير إلى أن الطائرات الحربية والمسيرة تغير على مواقع عسكرية ومقار قيادة للجيش الجهاد الإسلامي.

وقدرت وزارة الزراعة الفلسطينية في غزة، قيمة الأضرار والخسائر الأولية التي تكبدها القطاع الزراعي في القطاع، جراء المواجهة التي استمرت 5 أيام مع إسرائيل 1.3 مليون دولار.

وقالت الوزارة في بيان إن أضرار القطاع الزراعي تتمثل في قصف الأراضي وتدمير شبكات الري والخطوط الناقلة الرئيسية ما زاد من معاناة المزارعين وعدم قدرتهم للوصول إلى أراضيهم.

وأضافت الوزارة أن استصلاح الأراضي الزراعية بحاجة إلى عدة أعوام بعد أن "تسممت تربتها" بصواريخ الطائرات الإسرائيلية.