وصف وزير الداخلية التونسي كمال الفقي، اليوم (الخميس) الهجوم المسلح الذي استهدف مساء (الثلاثاء) الماضي، معبد "الغريبة" اليهودي بجزيرة جربة بجنوب شرق تونس بأنه "عمل إجرامي".

وقال خلال مؤتمر صحفي نظمه مساء اليوم بمقر وزارة الداخلية بتونس العاصمة، إن الأجهزة الأمنية في بلاده "تمكنت من القضاء على المعتدي في محيط معبد "الغريبة" في ظرف وجيز، أي خلال 112 ثانية فقط.

وأكد أن منفذ هذا الهجوم هو عون أمن، يدعى وسام الخزري، حيث "قام بتصفية زميله بالمركز البحري للحرس الوطني(الدرك) بمنطقة "اغير" بجربة باستعمال مسدسه الخاص، ثم توجه على متن سيارة نارية تابعة لمركز الحرس (الدرك)، نحو معبد "الغريبة".

وأضاف أنه عمد إلى "التمركز داخل حديقة بمنطقة "السواني" بجربة تبعد حوالي 200 متر عن معبد "الغريبة" ودار الضيافة القريبة منه، ثم فتح النار على سيارة تابعة لشرطة المرور أثناء مرورها بالمكان، وبعدها أطلق النار بشكل عشوائي صوب زائري معبد "الغريبة".

وأسفر هذا الهجوم بحسب وزير الداخلية التونسي، عن مقتل العميد بالأمن الوطني، ماهر العربي (54 عاما)، والوكيل أول بالحرس الوطني (الدرك)، خير الدين اللافي (31 سنة) تابع لوحدات الحرس البحري بجربة، وناظر الأمن أول محمد عبد المجيد عتيق (31 عاما) تابع للفوج الوطني لمجابهة الإرهاب الذي توفي بالمستشفى متأثرا بإصابتهِ.

كما أسفر الهجوم أيضا عن مقتل مدنين اثنين من زوار معبد "الغريبة"، هما أفيال حداد يهودي تونسي (30عاما)، وبنيامين حداد (42 عاما) يهودي فرنسي كان متواجدا في محيط معبد "الغريبة" للمشاركة في الاحتفالات السنوية ليهود تونس التي تقام في هذا المعبد. وسقط خلال هذا الهجوم أيضا 5 جرحى بينهم 3 من رجال الأمن.

وأكد في المقابل، أن الأوضاع هادئة ومستقرة في جزيرة جربة، حيث "عادت مظاهر الاحتفال والحياة العادية بمعبد "الغريبة" ومحيطه، وبكامل مدينة جربة أرض التسامح والتآخي"، لافتا في نفس الوقت إلى أنه "تم فتح تحقيق عدلي وفق ما يقتضي القانون لتحديد ملابسات هذا الاعتداء".

يشار إلى أن معبد "الغريبة" اليهودي بجزيرة جربة الواقعة على بعد نحو 500 كيلومتر بجنوب شرقي تونس العاصمة، تعرض مساء (الثلاثاء) الماضي إلى هجوم أثناء اختتام الاحتفالات السنوية ليهود تونس التي تقام في هذا المعبد.

وكان معبد "الغريبة" اليهودي بجزيرة جربة الذي يعد واحدا من أقدم المعابد اليهودية في إفريقيا، قد تعرض إلى هجوم بشاحنة مفخخة في العام 2002 أسفر عن مقتل 21 سائحا أوروبيا.