أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة ماريلاند نشاطا غير طبيعي في المخ لدى الأشخاص الذين عانوا من كوفيد فترة طويلة.

وقالت الدراسة التي نشرتها مجلة ((نيورولوجي)) إن الذين أصيبوا بكوفيد الطويل وعانوا من ضباب في المخ أو مشاكل في الذاكرة أو أعراض نفسية عصبية أخرى لأشهر بعد تشخيص كوفيد-19 تبين لديهم نشاط غير طبيعي للدماغ أثناء اختبارات الذاكرة بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي.

ووفقا للباحثين، فإن مرض كوفيد الطويل المصحوب بأعراض عصبية ارتبط بنشاط أقل في مناطق معينة من الدماغ تستخدم عادة لمهام الذاكرة، ولكن لوحظ المزيد من النشاط في مناطق أخرى.

و"حدث النشاط الأكبر خارج شبكة الدماغ ذات الذاكرة العاملة الطبيعية. وفي الغالب تُرى مثل هذه التغيرات في المرضى الذين يعانون من إصابات في الدماغ"، وفقا لما ذكرته قائدة الدراسة ليندا تشانغ، أستاذة الأشعة التشخيصية والطب النووي في كلية الطب بجامعة ماريلاند.

وقالت "في حين أن دراستنا لم تثبت أن كوفيد تسبب في هذه التغيرات الدماغية، يبدو أن هناك ارتباطا قويا بين هذه التغييرات والأعراض العصبية والنفسية المستمرة".

وأجرى فريق الدراسة فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي على 29 مريضا أصيبوا بكوفيد-19 قبل سبعة أشهر في المتوسط نُقل تسعة منهم إلى المستشفى بسبب مرضهم.

وعاني كل مريض من عرض عصبي نفسي واحد على الأقل مثل فقدان الذاكرة أو الاكتئاب أو القلق.

وتمت مطابقة مجموعة الدراسة مع مجموعة ضابطة تتألف من 21 شخصا لم يصابوا بكوفيد.

وحققت مجموعة كوفيد الطويل نتائج أقل في اختبارات المهارة والتحمل الحركي مقارنة بالمجموعة غير المصابة بكوفيد. كما أبلغوا عن المزيد من المشاعر السلبية، مثل الغضب والحزن، ومستويات أعلى من التوتر، وكان لديهم درجة أقل للرضا عن الحياة مقارنة بأولئك الذين لم يصابوا بكوفيد.

بالإضافة إلى ذلك، كان لديهم درجات أعلى في الاكتئاب والقلق والتعب والألم من المجموعة الضابطة، وفقا للدراسة.