أعرب دول عربية عن قلقها البالغ من التوترات الأمنية التي شهدها السودان، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وأعلنت قيادة قوات الدعم السريع في وقت سابق اليوم سيطرة قواتها علي مواقع سيادية منها القصر الجمهوري وبيت الضيافة، إلى جانب السيطرة علي مطاري الخرطوم ومروي.

وقالت قيادة الدعم السريع في بيان اليوم إنه "تم السيطرة الكاملة على المواقع التالية القصر الجمهوري وبيت الضيافة، والسيطرة على مطارات الخرطوم ومروي والأبيض وعلى عدد من المواقع بالولايات".

لكن القيادة العامة للجيش السوداني نفت في بيان رسمي سيطرة قوات الدعم السريع على أي من المواقع السيادية.

وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن عميق القلق والانزعاج إزاء العمليات القتالية الدائرة حاليا بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم ومناطق أخري، معربا عن صدمته وشجبه للجوء إلى السلاح والاقتتال بين الاخوة بهذا الشكل وفي نهار شهر رمضان الكريم.

وأكد أبو الغيط في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه مسؤولية الاطراف المتحاربة في الحفاظ على أمن وسلامة المدنيين السودانيين في مناطق الاقتتال وعموم البلاد، وعلي ضرورة وقف التصعيد وحقن الدماء بشكل فوري، و أضاف أن الامانة العامة علي استعداد للتدخل مع الاطراف لتحقيق ذلك.

وقالت الخارجية المصرية في بيان على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي ((فيسبوك)) "تتابع جمهورية مصر العربية بقلق بالغ تطورات الوضع في السودان على إثر الاشتباكات الدائرة هناك، وتطالب كافة الأطراف السودانية بممارسة أقصى درجات ضبط النفس حماية لأرواح ومقدرات الشعب السوداني الشقيق، وإعلاء للمصالح العليا للوطن".
وأكد المتحدث العسكري المصري العقيد غريب حافظ، في بيان أن القوات المسلحة المصرية تتابع عن كثب الأحداث الجارية داخل الأراضي السودانية، لافتا إلى أنه في إطار تواجد قوات مصرية مشتركة لإجراء تدريبات مع نظرائهم في السودان جارى التنسيق مع الجهات المعنية في السودان لضمان تأمين القوات المصرية، مشددا على أن القوات المسلحة المصرية تهيب الحفاظ على أمن وسلامة القوات المصرية.

وطالبت وزارة الخارجية السعودية في بيان المكون العسكري وجميع القيادات السياسية في السودان بتغليب لغة الحوار وضبط النفس والحكمة، وتوحيد الصف بما يسهم في استكمال ما تم إحرازه من توافق ما بين الأطراف المتنازعة.

وأعربت عن قلق المملكة جرّاء حالة التصعيد والاشتباكات العسكرية بين قوات الجيش والدعم السريع في السودان.

من جانبها، أعربت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الاردنية عن قلقها البالغ إزاء التطورات التي تشهدها جمهورية السودان، داعية كافة الأطراف إلى ضرورة ضبط النفس ووقف القتال فورا، والعودة إلى الحوار والتهدئة، والالتزام بالاتفاق الإطاري السياسي وبما يؤسس لمرحلة جديدة تلبي طموحات وتطلعات الشعب السوداني الشقيق، وتسهم في تعزيز الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي في السودان.
وقالت الوزارة إنها تتابع من خلال مركز العمليات في الوزارة وبالتنسيق مع السفارة الأردنية في الخرطوم، أوضاع المواطنين الأردنيين المقيمين في السودان، في ظل التطورات الأمنية الجارية.

كما دعت تونس الأطراف السودانية إلى ضبط النفس، وإلى انتهاج الحوار لنزع فتيل الأزمة، وذلك في سياق تعليقها على التطورات التي يعيش على وقعها السودان بسبب اندلاع اشتباكات مسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وقالت وزارة الخارجية التونسية في بيان وزعته مساء اليوم إن تونس "تتابع بانشغال تطورات الأحداث الجارية بالسودان وتعرب عن قلقها البالغ لما آلت إليه الأوضاع الأمنية وتأثيرها على العملية السياسية بهذا البلد".

وأضافت أن تونس "تدعو جميع الأطراف السودانية إلى خفض التصعيد وضبط أعلى درجات النفس وتحكيم صوت العقل وانتهاج الحوار سبيلا لنزع فتيل الأزمة حفاظا على استقرار السودان وصونا لمقدرات شعبه".

وفى السياق ذاته، دعت الجزائر في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية، جميع الأطراف السودانية إلى وقف الاقتتال وتغليب لغة الحوار عقب اندلاع اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وقال البيان إن الجزائر الرئيس الحالي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، تتابع ببالغ القلق تطورات الأوضاع في جمهورية السودان الشقيقة بعد الاشتباكات الخطيرة والمواجهات بالأسلحة الثقيلة التي تم تسجيلها في العاصمة الخرطوم بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع وما تخلفه من خسائر في الأرواح والممتلكات.

وأضاف البيان أنه انطلاقا من علاقات الأخوة والروابط التاريخية التي تجمع البلدين والشعبين تدعو الجزائر جميع الأطراف السودانية إلى وقف الاقتتال وتغليب لغة الحوار لتجاوز الخلافات مهما بلغت درجة تعقيدها.

ودعا البيان إلى إعلاء المصلحة العليا للسودان، فالسودان أحوج ما يكون إلى تضافر جهود أبنائه لإنهاء الأزمة الراهنة وتحقيق التطلعات المشروعة للشعب السوداني في استعادة أمنه واستقراره وبناء دولة ديمقراطية وعصرية.

وفي اطار الأثار السلبية للأحداث، أعلنت شركة ((مصر للطيران)) تعليق رحلاتها إلى الخرطوم لمدة ثلاثة أيام، وقالت في بيان تلقت ((شينخوا)) نسخة منه إنه في ضوء ما ورد إلينا من معلومات حول وجود اضطرابات في الأوضاع الأمنية بدولة السودان، وبناء على ذلك تعلن شركة ((مصر للطيران)) عن وقف رحلاتها الجوية إلى ومن مطار الخرطوم مؤقتاً وذلك اعتباراً من اليوم السبت ولمدة 72 ساعة لحين موافاتنا بمستجدات الأوضاع في السودان.

كما أعلنت الخطوط الجوية السعودية تعليق جميع الرحلات من وإلى السودان حتى إشعار آخر، كما أفادت قناة ((العربية)) الفضائية الإخبارية، وجاء القرار بعد إعلانها عن تعرض إحدى طائراتها لحادث في مطار الخرطوم قبل مغادرتها للرياض.

وكانت الخلافات بين القوتين العسكريتين قد بدأت منذ الأربعاء الماضي في منطقة مروي بشمال السودان، بعد أن نقلت قوات الدعم السريع آليات عسكرية إلى موقع قريب من القاعدة الجوية العسكرية هناك، وهو ما اعتبره الجيش تحركا غير قانوني.

كما برزت أخيرا خلافات عميقة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وخاصة فيما يتصل بدمج "الدعم السريع" في الجيش، المنصوص عليه في الاتفاق الإطاري الموقع بين المكونين العسكري والمدني في الخامس من ديسمبر الماضي.