ذكرت وثيقة لوكالة الاستخبارات الدفاعية التي كشفت مؤخرا كجزء من مجموعة من التسريبات للوثائق السرية لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الولايات المتحدة تعتقد أن بإمكانها الضغط على إسرائيل لتقديم "مساعدة فتاكة" لأوكرانيا ، حسبما ذكر موقع "مضاد للحرب" الأميركي

وتُظهر صورة الوثيقة المتداولة على الإنترنت أنها تحدد أربعة سيناريوهات محتملة بالترتيب من الأكثر منطقية إلى الأقل منطقية والتي يمكن أن تؤدي إلى تزويد إسرائيل لحكومة الرئيس الأوكراني، فلادومير زالنسكي بالأسلحة وفق الوثيقة المدرجة تحت "سرية للغاية" بعنوان "إسرائيل: مسارات لتقديم مساعدة مميتة لأوكرانيا" وهي مؤرخة في 28 شباط 2023.

ويذكر  موقع Antiwar.com أنه لم يتمكن من التحقق من صحة الصورة ، لكن محتوياتها تتطابق مع التقارير الواردة من وسائل الإعلام التي لديها إمكانية الوصول إلى الوثائق التي قال المسؤولون الأميركيون إنها أصلية ، بما في ذلك صحيفة نيويورك تايمز.

السيناريو الأول والأكثر منطقية الذي حدده تحليل الاستخبارات لوكالة الاستخبارات الدفاعية (DIA) هو أن بإمكان إسرائيل أن تتبنى "النموذج التركي" في تعاملها مع أوكرانيا تحت ضغط الولايات المتحدة.  (النموذج التركي يعني بيع الأسلحة لأوكرانيا من خلال أطراف ثالثة مع الدعوة علانية إلى محادثات سلام لإنهاء الحرب ، كما فعلت أنقرة طوال فترة الصراع).

السيناريو الثاني هو في حال تزويد روسيا لإيران بمعدات أكثر تقدمًا ، مثل مقاتلات Su-35 الروسية، أو توسع دعمها لبرامج الأسلحة الإيرانية ، وتجيب إسرائيل على ذلك من خلال تقديم مساعدات فتاكة إلى كييف.

السيناريو الثالث هو إذا طلبت إسرائيل دعمًا أميركيًا موسعًا لـ "الأنشطة المضادة لإيران" ردًا على سماح روسيا للأسلحة الإيرانية التقليدية المتقدمة عبر سوريا. في مقابل دعم الولايات المتحدة للعمليات الإسرائيلية ضد إيران ، ستقدم إسرائيل مساعدات فتاكة لأوكرانيا.

وبحسب الخبراء، فإن الخلفية المقدمة للسيناريو الثالث تشير إلى أن إسرائيل طلبت بالفعل دعمًا أميركيًا لعملياتها ضد إيران. تقول هذه الخلفية (بحسب الوثيقة المعنية): "قادة الدفاع الإسرائيليين يدعون إلى زيادة المخاطرة لمواجهة إيران ، بما في ذلك اقتراح عمليات ثنائية أميركية إسرائيلية. لقد طلبت إسرائيل بانتظام تحليق وسائل استخبارية  (ATG قاعدة التنف)ذات التقنية التكنولوجية  لدعم ضرباتها في سوريا".

تشير مجموعة ATG على الأرجح إلى قاعدة التنف ، وهي قاعدة أميركية في جنوب سوريا، حيث ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في شهر تموز 2022 أن الولايات المتحدة وإسرائيل كانتا تنسقان بشأن الضربات الجوية الإسرائيلية في سوريا التي تنطلق من اتجاه ATG (التنف) وفقًا للتقرير ، وتمت الموافقة على الغالبية العظمى من الضربات الجوية الإسرائيلية التي تمر عبر قاعدة التنف ATG من قبل الولايات المتحدة.

السيناريو الرابع ، والأقل معقولية ، هو إذا تكبدت روسيا خسائر في الأرواح من الضربات الجوية الإسرائيلية في سوريا قد تبدأ في إطلاق النار على الطائرات الإسرائيلية ، مما يدفع إسرائيل إلى تغيير حساباتها بشأن المساعدات الفتاكة لأوكرانيا.

منذ نشر الوثيقة في 28 شباط ، صعدت إسرائيل بشكل كبير من غاراتها الجوية في سوريا ، بما في ذلك الغارة التي قتلت اثنين من أعضاء الحرس الثوري الإيراني. ولكن في هذه المرحلة ، ليس هناك ما يشير إلى أن إسرائيل قد تعهدت بتقديم "المساعدة الفتاكة" التي تريدها واشنطن.

وكان موقع أكسيوس الأميركي قد نشر في 15 آذار أن إسرائيل وافقت على تصدير نظام تشويش مضاد للطائرات بدون طيار لأوكرانيا ، والذي يستخدم الحرب الإلكترونية لإسقاط الطائرات بدون طيار. ونسب الموقع لمسؤوليين إسرائيليين (عندئذ) قولهم إن هذا التصدير لا يعني أن موقفهم قد تغير لأن النظام لا يحتوي على ذخيرة حية يمكن أن تقتل الروس. وقال تقرير أكسيوس إن إسرائيل أخطرت أوكرانيا لأول مرة بأنها ستوافق على التصدير في 15 شباط ، قبل نشر تحليل وكالة الاستخبارات الأمريكية.

وذكرت وثيقة الاستخبارات الدفاعية أن  ( DIA) هناك ثلاثة أنظمة أسلحة إسرائيلية تأمل الولايات المتحدة في إمكانية إرسالها إلى كييف ، بما في ذلك نظام صواريخ   باراك-8 (ارض جو)، ونظام الدفاع الجوي العنكبوت Spyder ، و Spike والخارق ATGM ، المكافئ الإسرائيلي لنظام جافلين Javelin الأميركي المضاد للدبابات.