منوعات

الخميس 06 أبريل 2023 5:08 مساءً - بتوقيت القدس

قُصّة الشعر في معرض باريسي...من الحلاقة إلى الصبغة

باريس - (أ ف ب)

لا يغطي الشعر رأس الإنسان فحسب بل يعبّر أيضاً عمّا في داخله، وعن الصورة التي يريد أن يعطيها عن نفسه، إذ لكل نمط منه دلالاته، سواء أكان طويلاً أو قصيراً، مصففاً أو مصبوغاً أو متروكاً على طبيعته، بحسب ما يُظهره معرض في باريس.


وقال مؤرخ الموضة وأمين معرض "شعر ووبر" الذي افتُتح الأربعاء في متحف فنون التزيين في باريس دوني برونا إن الإنسان درجَ منذ القِدَم على قص شعره أو تصفيفه أو على الحلاقة وسوى ذلك...من أجل ترويض الجانب الحيواني والوحشي في داخله".


من خلال أكثر من 600 قطعة - من بينها صور وشعر مستعار وأدوات وملابس من الشعر أو حملات إعلانية، يتناول المعرض تاريخ تصفيف الشعر وما يعبّر عنه من أفكار عن الأنوثة أو الفحولة أو الإهمال.


في العصور الوسطى، فُرض ارتداء الحجاب على النساء حتى القرن الخامس عشر، عملاً بوصية القديس بولس. شيئاً فشيئاً، استغنين عنه لصالح تسريحات الشعر الباهظة، على تنوعها بحسب اختلاف الزمان والمكان.


وثمة نصّ مثلاً يتناول امرأة إنكليزية احتفظت بتسريحة شعرها في ثمانينات القرن الثامن عشر لمدة تسعة أسابيع إذ كانت تنام جالسة لتفادي تخريبها قدر الإمكان. وعندما فكّت تسريحتها، كانت كل أنواع الحشرات والقمل تعشش في شعرها.


حتى بداية القرن العشرين، لم تكن النساء يخرجن من منازلهم سافرات الرأس، أي بدون قبعة، وخصوصاً إذا كان شعرهنّ مفكوكاً، إذ كان ترك الشعر على هذا النحو محصوراً بالأماكن والحالات الخاصة جداً، غلى ما يتضح من رسم لامبراطورة النمسا سيسي تبدو فيها بشعر فضفاض، كانت مخصصة حصراً للمكتب الشخصي للإمبراطور.


أما الاعتناء بنظافة الشعر فظاهرة حديثة جداً, ففي خمسينات القرن العشرين، كان الشامبو يوزع على الأولاد في فرنسا، لتعليمهم كيفية استخدامه لغسل شعرهم.


وبدأ حضّ الناس على استخدام إخفاء اللون الرمادي لشعرهم قبل مئة عام بحملة لشركة "لوريال" وصفت نفسها فيها بأنها خط الدفاع الوحيد أمام "شبح الشيخوخة". وجاء مثلاً على ملصق يعود إلى عشرينات القرن العشرين "إنها عجوز جداً. بالكاد تبلغ 35 عاماً، لكنّ شعرها يتحول منذ الآن إلى اللون الرمادي".


لكنّ صباغة الشعر لم تنتشر إلا بعد عقود. إلا أن النساء الشهيرات هن اللواتي أصبحن في السنوات الأخيرة يطالبن بالحق في عدم الاستمرار في صبغ شعرهن. وأصدرت الكاتبة والصحافية الفرنسية صوفي فونتانيل كتاباً عن انتقالها إلى الشعر الأبيض، بينما ظهرت الممثلتان آندي ماكدويل وجودي فوستر بفخر بشعرهما الأبيض على السجادة الحمراء في مهرجان كان عام 2021.


وأصبحت الممثلة هيلين ميرين (77 عاماً) حاملة لواء معركة جديدة هي الحفاظ على شعرها طويلاً (وأبيض) في سن الشيخوخة.


وشرح دوني برونا أن "موضة الشعر الطويل تعود إلى الستينات، وقد أصبحت مرادفة للاحتجاج والحرية والشباب".


كذلك يرفع المعرض النقاب عن كيفية ترتيب الرجال والنساء بشعر أجسامهم، وهو موضوع شبه محرّم ولا معطيات كافية عنه بسبب قلة الشهادات المرئية والمكتوبة.


وأوضح برونا أن الشعر وشعر الجسم في الثقافة الغربية "كانت لهما دلالة سيئة جداً، إذ حتى نهاية القرن الثامن عشر، كان يوجد اقتناع بأنهما نوع من الإفرازات كالعرق والبول".


وعلى عكس اللغة الإنكليزية أو الألمانية، توجد كلمتان في اللغات الرومانسية لتمييز الشعر الذي يقتصر على الإنسان عن الوبر لدى الحيوان.


في عام 1766، حلق دوق أورليان جسمه بالكامل قبل زواجه حتى لا يخيف زوجته الشابة ...


وبين القرنين الرابع عشر والسادس عشر، كانت توجد حمامات عامة في باريس يمكن فيها للنساء أن يغتسلن، وأن يزلن شعر أجسامهنّ، فهل كنّ يفعلن؟

دلالات

شارك برأيك

قُصّة الشعر في معرض باريسي...من الحلاقة إلى الصبغة

المزيد في منوعات

أسعار العملات

السّبت 04 مايو 2024 11:31 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.3

شراء 5.27

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 3.99

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%74

%21

%5

(مجموع المصوتين 214)

القدس حالة الطقس