أقلام وأراء
الأربعاء 29 مارس 2023 2:31 مساءً - بتوقيت القدس
اعادة اعمار قطاع غزة ..هل تم بالفعل تحسين الظروف المعيشية والافاق الاقتصادية للمواطنين ؟
بقلم: منير الغول
منذ اعداد وزارة التخطيط الفلسطينية بالتعاون مع جميع الوزارات الرئيسية ووكالات الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والبنك الدولي والشركاء الاخرين وثيقة لاعادة اعمار قطاع غزة في العام ٢٠٠٩ بسبب الحروب والنكبات التي تعرض لها القطاع وعرض واستخدام هذه الخطة على مؤتمرات دولية عديدة لحشد الموارد من اجل مساعدة المواطنين في غزة اعادة بناء حياتهم وسبل معيشتهم، وبعد مرور ١٤ عاما على هذه الخطة التي جاءت بعد حرب مدمرة شنتها اسرائيل على قطاع غزة في العام ٢٠٠٨ اعقبها حرب اخرى في العام ٢٠١٢ وحرب ثالثة في العام ٢٠١٤ ومواجهات عديدة خلال الاعوام الاخيرة اثقلت كاهل القطاع ومواطنيه وجعلتهم يعيشون في عزلة اقتصادية اغلقت امامهم اي أفق لتحسين مستوى المعيشة يمكن القول بما لا يدع مجالا للشك بان جزءا محدودا وضئيلا من هذه الوثيقة تم تحقيقه على ارض الواقع من خلال المنح والمساعدات الدولية والاوروبية والمصرية والقطرية ، والاخيرة لا زالت في الميدان تقدم وتساند وتدعم من اجل نهوض غزة وتحسن ظروف معيشة اهلها وسكانها …
لقد جاءت الخطة بشكل سريع لتلبي حاجات الانعاش المبكر والاولويات الخاصة لتمكين المواطنين من العيش ببيوت امنة بعد ان طالها القصف ثم الانتقال الى جهود اخرى لاصلاح كل ما دمره الاحتلال ومحاولة خلق فرص عمل وتوفير لقمة العيش للمواطنين والتغلب على الاثار النفسية الرهيبة التي تركتها الحروب على مكونات الشعب الفلسطيني في القطاع .
فهل نجحت خطة وجهود الاعمار بتحقيق اهدافها ؟
للاجابة على هذا السؤال يجب الوقوف اولا عند الخطوات التفصيلية لكافة مناحي الحياة الاجتماعية بالقطاع ، فهل تقدمت الصحة والتغذية وهل تطور التعليم وهل تحسنت الحماية الاجتماعية وشبكاتها المحلية وهل اصبح بمقدورنا القول ان الحالة النفسية لمواطني غزة اصبحت على ما يرام وان هناك رفاهية نفسية واجتماعية وهل تعمل المؤسسات الثقافية والتراثية كما يجب واين وصلت موضوعة المياه والصرف الصحي وكيف تعمل منشآت الايواء التي تستوعب الاف المواطنين الذين فقدوا منازلهم جراء الحروب وهل تأخذ غزة حصتها من الطاقة والتيار الكهربائي بشكل يضمن للمواطن عيشا كريما ودافئا وكيف تسير عملية النقل والمواصلات وهل بنيتها التحتية صالحة لاستيعاب عشرات الاف السيارات وكيف تبدو منظومة الاتصالات وهل تكفي موارد الصيد لتحقيق غايات العيش وهل تؤدي الزراعة الدور المطلوب وكيف تبدو فرص التشغيل في الداخل الفلسطيني وهل تبدو بنوك غزة ومصارفها قادرة على الوقوف بوجه كافة المطالب وتلبيتها ؟
اسئلة عديدة تطرح عن مجمل حياة المواطن الغزي ولا شك ان سردها بهذه الطريقة التساؤلية يعتبر مقدمة لأجوبة واضحة ومقنعة بأن الوضع في قطاع غزة لا زال تحت الصفر وادنى بكثير من خط الفقر اذا ما اخذنا بعين الاعتبار ان خطوات الانعاش الاولى بعد الحروب المدمرة تركزت على توفير اماكن للمبيت فقط ومن ثم توفير وتوزيع المنح المالية مع الاخذ بعين الاعتبار ان فرص التشغيل في الداخل تقتصر على عدد محدود يسمح به الجانب الاسرائيلي مع عدم وجود خطة لانعاش الاقتصاد وبناء الاسواق والمصانع في القطاع ، فان ذلك يقودنا الى النتيجة التي افضى لها هذا السرد …
ليش ادل على ذلك من عدم قدرة المواطن على تلبية كافة الاحتياجات فهل يعقل ان تكون مصادر المياه والكهرباء وهي اساسية بالحياة مرتبطة بساعات معينة ناهيك عن ظروف اقتصادية واجتماعية ونفسية ذات تأثير سلبي كبير …
في الختام نقول ان غزة لا زالت بعيدة الاف الاميال عن الوصول الى حياة الرفاهية المستندة الى نفسيات مطمئنة بسبب استمرار الحصار الاسرائيلي الخانق عليها اضافة لغياب اي افق سياسي استراتيجي يحقق الامن والسلام والهدوء للمواطنين مع كل التقدير والاحترام للجهود الاممية والدولية والعربية التي تسعى للوقوف بجانب المواطنين ومن حق المواطن الغزي ان يقف ويصرخ بصوت عال ان هذه الجهود والمساعدات هي انعاشية فقط ولا زال هناك الكثير الكثير من القضايا الرئيسية التي لم تتحقق وستأخذ وقتا طويلا استنادا الى تجربة ١٥ سنة متتالية بعد اولى الحروب على غزة والتي رسمت سيناريو ومشهد قاتم سيمتد لسنوات طويلة .
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة
حمدي فراج
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
أطفال فلسطينيون تعرضوا للإعدام الميداني
الأكثر قراءة
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأونروا: فقدان 98 شاحنة في عملية نهب عنيفة في غزة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
اعادة اعمار قطاع غزة ..هل تم بالفعل تحسين الظروف المعيشية والافاق الاقتصادية للمواطنين ؟