Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الثّلاثاء 28 مارس 2023 11:06 صباحًا - بتوقيت القدس

هل تتجه إسرائيل نحو العنف الداخلي؟

بقلم : جمال زقوت

اتساع المشاركة في ما يمكن تسميته "بانتفاضة الشارع"إلى مرحلة غير مسبوقة مرشحة للانتقال لمراحل أعلى، خاصة وقد باتت مدعومة بحوالي سبعين بالمئة من الإسرائيليين عبروا عن رفضهم لما يسمى "بالانقلاب القضائي" الذي يسعى له نتانياهو وائتلافه الحاكم. كما أن انضمام الهستدروت بمكوناتها التي تشمل مختلف نواحي الحياة،بما في ذلك المطارات والموانئ، ودعوته الانضمام إلى شارع الاحتجاج، بالإضافة للجامعات، وشل حركة الاقتصاد يضع هذه الانتفاضة والوضع الاسرائيلي برمته في منعطف يحمل سيناريوهات مختلفة لا تستثني اسقاط حكومة نتانياهو . والسؤال الذي يتقدم أمام كل المتابعين هل سيندفع هذا الاستقطاب الحاد في المجتمع الاسرائيلي نحو العنف ؟


يبدو أن كل الاحتمالات بما فيها الصدام باتت مفتوحة، فالقوى الفاشية والأكثر تطرفاً، طالما اندفعت نحو طريق العنف لتحقيق أغراض سياسية، سيما إذا شعرت أنها تفقد قدرتها على حماية مصالحها الفئوية. صحيح أن السمة العامة للمجتمع الاسرائيلي تحمل في طياتها طابع العنصرية القومية في مواجهة الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية . فقد كانت الحركة الصهيونية ممثلة بحكوماتها المتعاقبة ولسنوات طويلة قادرة على توحيد المجتمع الاسرائيلي خلف مقولة الخطر الوجودي الذي يهدد أمن وبقاء اسرائيل، وتغليب هذا الخطر على كل التناقضات والتباينات الصغيرة منها والكبيرة . فهل هذا الأمر ما زال سارياً في ظل ما وصلت إليه هذه العنصرية ، وبعد أن توهمت أنها أصبحت قادرة على حسم الصراع مع الشعب الفلسطيني، وهي تتطلع أيضاً لفرض سيطرتها على المجتمع الاسرائيلي، معتبرةً أنها من يحقق النصر على الفلسطينيين، الأمر الذي ينعش استعلائيتها الفاشية لفرض مضمون هوية الدولة التي يخططون لها في اطار الائتلاف العنصري الذي يقوده "نتانياهو وسموتريتش وبن چڤير" .


الصراع في اسرائيل يدور على هوية الدولة، حيث ترى المعارضة بأن "الانقلاب القضائي" يستهدف ما يعتقدون أنه توازن مزعوم بين يهودية الدولة وديمقراطيتها، وهو ما نجحت اسرائيل في تسويقه منذ العام 1948 بادعاء أنها واحة الديمقراطية في محيط أنظمة الحكم الاستبدادية، الأمر الذي ساعدها إلى حد بعيد في تكريس"شرعيتها" الدولية كجزء من "الديمقراطيات الغربية" على أنقاض نكبة الشعب الفلسطيني ، بل ومكَّنها من الحصول على مساندة متواصلة لأطول احتلال في العصر الحديث رغم انتهاكاته الصارخة لكل قواعد القانون الدولي.


اغتيال رابين : الارهاب الاسرائيلي الداخلي


من الواضح أن عدم الاكتراث الجدي من قبل أغلبية المجتمع الاسرائيلي بجريمة اغتيال رابين على يد المتطرف يغال عمير، وارتباطها باحتمالات السلام مع الفلسطينيين، التي أظهرت مؤشراً لبداية تسرب الارهاب الدموي داخل هذا المجتمع، كما شكلت نقطة تحوُّل أوصلت اسرائيل إلى ماهي عليه اليوم. هذا بالاضافة للجرائم الإرهابية التي نفذها تلامذة يغال عمير ومئير كهانا ضد المدنيين الفلسطينيين وصلت حد حرق الأطفال والمواطنين وهم أحياء كما حدث مع جريمة محمد أبو خضير وعائلة دوايشة، وما كان قد سبقهما بجريمة جولدشتاين "ملهم بن جڤير"، عندما أطلق الرصاص وقتل عشرات المصلين الفلسطينيين وهم سجود داخل الحرم الابراهيمي في الخليل، بالإضافة لمئات جرائم القتل وحرق البيوت ودور العبادة و قطع وحرق أشجار الزيتون وتدمير البيوت ومصادر رزق المواطنين الفلسطينيين دون أي مساءلة قانونية جدية،بل على العكس، فقد جرت محاولات استمالة هؤلاء المستوطنين الإرهابيين وكسب رضاهم.


صعود الفاشية وقضيتي الاحتلال والاستيطان


لم يكن ممكناً، ولن يكون بالامكان الفصل بين العنصرية ضد الفلسطينيين لدرجة انكار وجودهم كشعب وفقاً لتصريحات سموتريتش ، و بين صعود الفاشية في مواجهة ليبرالية المجتمع الاسرائيلي ذاته. تماماً كما أنه لا يمكن الجمع بين الدين ومحاولات الخداع بتسويقه كقومية، وبين الديمقراطية الحقيقية التي لا يمكن أن تتوافق مع العنصرية .


خيارات مفتوحة


يبدو أن عدم تراجع نتانياهو بصورة واضحة سيشعل وقود هذه الانتفاضة، ويوسع دائرة المشاركة فيها، وفي نفس الوقت فإن تراجعه لن ينتهي سوى بهزيمة مشروعه الذي صُمم، من وجهة نظر مناوئيه، لحماية مستقبله الشخصى في مواجهة مستقبل الدولة، لدرجة اعتبرته المعارضة أنه بات يشكل خطراً على أمن اسرائيل . كما يبدو أن هزيمة نتانياهو باتت مؤكدة، ولكن غير المؤكد هو طبيعة سلوك حلفائه الفاشيين، حيث لا يُستبعد أن يتجهوا نحو العنف الداخلي، وليس فقط الارهاب ضد المواطنين الفلسطينيين سواء داخل اسرائيل أو في الضفة المحتلة، كما أن المعارضة ما زالت بعيدة عن ادراك الربط بين العنصرية ومحاولات الاستيلاء على القضاء والانقلاب على "ديمقراطيتهم اليهودية"، وبين مسألتي الاحتلال وضرورة الاقرار بحقوق الشعب الفلسطيني . فالرهان على ذلك في المدى القريب ليس سوى مجرد استمرار اللهاث وراء ملهاة الوهم .


"الانتفاضة الاسرائيلية" وقلة الحيلة الفلسطينية


أما السؤال الثاني المُلِّح أمام المواطنين الفلسطينيين المتسمرين أمام الشاشات لمتابعة ما يجري في اسرائيل والتطورات التي تحملها هو : أولاً أين هي القيادة الفلسطينية إزاء متطلبات تعميق العزلة الاقليمية والدولية التي تمر بها حكومة الائتلاف الفاشي، في وقت ان برنامج هذه الحكومة يرتكز جوهرياً على ضم الضفة الغربية واطلاق يد حركة الاستيطان الفاشية. وبدلاً من ذلك فهي ما زالت تسير وراء الوهم كما حدث في لقائي العقبة وشرم الشيخ.


أما السؤال الثالث الذي يواجهنا كشعب ونحن أحوج ما نكون لتوحيد طاقاتنا وحماية قدرتنا على الصمود هو: لماذا هذا الصمت على فشل السلطتين المنقسمتين، وترك المحامين وحيدين في معركة مواجهة سياسة السيطرة الشمولية للسلطة التنفيذية على سلطة القضاء ، ولماذا أيضاً يُترك معلمو أبنائنا دون مساندة كافية نصرةً للحقوق ومطالب الحد الأدنى العادلة التي يطالبون بها ، هذا بالاضافة لقلة الحيلة إزاء ما يواجهنا كشعب من خطر تفتيت الكيانية الفلسطينية بانزلاق الانقسام نحو مأسسة الانفصال الجارية، والتي في حال عدم لجمها قد تشكل الضربة القاضية لمشروعنا الوطني التحرري .


الوقت بات من دم وحياة، وليس أمامنا، والمنطقة بما فيها اسرائيل، تموج فوق رمال متحركة تتجاوز بخطورتها وتحدياتها على شعبنا نكبة عام 1948، سوى أن نكون جزءاً حياً من حركة التاريخ، وليس مرة أخرى أول ضحاياه .

دلالات

شارك برأيك

هل تتجه إسرائيل نحو العنف الداخلي؟

المزيد في أقلام وأراء

إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين

حديث القدس

توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين

سري القدوة

حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال

د. دلال صائب عريقات

سموتريتش

بهاء رحال

مبادرة حمساوية

حمادة فراعنة

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%52

%48

(مجموع المصوتين 92)