تعد المشاريع الصغيرة من أهم الوسائل للنهوض بالاقتصاد وتنمية الذات، لتحقق نتائج جبارة على الصعيد الفردي، ويؤدي إلى الإستقلال المادي خاصة للنساء، لانه يمنحها راحة البال وتحقيق أهدافها، لا يمكن لأحد السيطرة على أحداث الحياة، ولكن النساء اللواتي يمتلكن مشاريعهن الخاصة يتحكمن في كيفية الاستجابة، مهما كان طموحهن صعبا، ستبقى الأهداف مجرد أحلام دون العمل على تحقيقها والسعي الحثيث للوصول لها وامساك زمام الأمور، خلاف اللواتي يفتقدن للتمكين الإقتصادي فإنهن يقعن دوما تحت رحمة الظروف.

 العديد من السيدات ينظرن للعمل على أنه خطوة أساسية لابد من القيام بها وبعض السيدات تنظر للعمل على أنه مجرد خطوة أضافية في حياتها دون أي سبب،الاعتماد على حياة اقتصادية مستقلة أمر في غاية الصعوبة لكي تجد المرأة عمل ملائم مع شخصيتها وطبيعة حياتها الأسرية وشهادتها، فلابد من زيادة المهارات والشهادات حتى لا يكن أمر العمل صعب الاستقلال به ولا يقف عائق أمامك في البحث عن الاستقلال المادي الخاص بحياتك، وهذا ماعملت عليه علا عسل لتنطلق في عالم ريادة الأعمال بمشروعها " Misk soap& more"  .

 أول الطريق

تولد المشاريع الصغيرة وصناعة الفرصة، بالدرجة الاولى على المبادرة الشخصية والجهود الذاتية لصاحب المشروع ما ينعكس مستقبلا على تحقيق نقلة نوعية في المجتمع فالمشروع الذي بدأ كالبذرة الصغيرة نما وكبر وهو الآن مثمر، وعلا عسل خريجة الكيمياء  التطبيقية عام 2012 رغم تنقلها بين العديد من الوظائف لتصل أخيرا لهدفها وتحقق ذاتها عبر مشروع صناعة منتجات للعناية بالجسم والبشرة طبية وآمنه تناسب الكبار والصغار من كلا الجنسين.

تقول علا: تنقلت بين العديد من الوظائف لكن لم ابقى طويلا في وظيفة معينه أنا بطبيعتي  أحب أن أكون ريادية وملكة نفسي أمسك زمام الأمور أكثر من أن  تفرض علي التعليمات، ومنذ الصغر وأنا أهوى كل ما يتعلق بالعناية بالجسم والبشرة والشعر وأحب كل ماهو مرتبط بالجمال والصحة، بدأت فكرة مشروعي تتبلور بهذا الإتجاه ولكن كنت بحاجة لمن يمسك بيدي في اول الطريق ويدفعني باتجاه الخطوة الأولى كونها دوما هي الأصعب في بداية الطريق، وكان في جامعة النجاح دكتور زميل لي هو من ساعدني لأخطو هذه الخطوة ولن أنسى فضله ما حييت بدأ يساعدني  في الكتب التي احتاجها ويدلني على المواقع التي أستفيد منها  ورويدا رويدا بدأت بالمشروع .

وتابعت: الخطوة الأولى كانت فقط بتصنيعي لصابون الجليسرين فقط دون اي  منتج آخر، منذ بداية عام 2019 وحتى منتصفه  وأنا أعمل  التجارب وألقيها دون أن تنجح حتى توصلت وأخيرا إلى التركيبة الصحيحة، وفق  الحسابات الكيماوية الدقيقة والعديد من الأمور التي توصلت لها وفق مقادير دقيقة ومعينه حتى نجحت ، بعد ذلك  صار الموضوع  أسهل بكثير بعد التجربة الأولى فقد بت أعرف تماما ماهي المراجع التي أحتاجها وأستفيد منها  وقمت  بتوزيع الصابون بعدها لأقاربي والمحيطين بي ليقوم بتجربتها، ووجدت قبولا كبيرا عليها واستفاد منها العديد من الناس ثم بدأت  أبيعها ، وانطلقت في خطوات تطوير المشروع .

من صناعة الصابون لإنتاج ثلاثين صنفا مختلفا

بالشغف وحده يمكن للإنسان رسم حياته كما يريد، لكل نجاح كبير ومشروع مزدهر خطوة بداية كانت هي الاساس للانطلاق وعلا استطاعت من خلالها أن تصنع نجاحا كبيرا، وتبدأ مرحلة جديدة في عالم ريادة الاعمال لتتميز وتبدأ مشروعها في اول خطوة بمنتج واحد  للعمل بما تحبة ولتتميز وتثبت أن المراة قادرة على تحقيق النجاح والتميز فيما تحب لتصل لثلاثين منتج منوع للعناية بالبشرة والجسم .

وعن خطوات التطور تتحدث علا بابتسامة وفرحة كبيرتين قائلة: قررت أن أبدأ في التوسع وكوننا نعشق العطور بشكل كبير فقد قمت بالدخول بمجال العطور عبر صناعة السيرومات العطرية المنوعه  منها ما هو للشعر تحمية من الحراره ثم للجسم وللمحافظة على نعومته وكذلك للأطفال ما يسبب لهم الحساسية، بعد ذلك ذهبت باتجاه العديد من المنتجات  والحمد لله بفضل رب العالمين أصبح عندي الآن ثلاثون منتج متنوعة ومختلفه كلها طبية وآمنه مئة بالمئة .

وتواصل: انا أعتمد بمنتجاتي جميها على دخول عنصر طبيعة فيها،  حيث تكون المادة الفعاله في المنتج مادة طبيعية، مثلا غسول البشري لدي هو طبي  المادة الفعاله فيه هي خلاصة لبان الذكر وفوائدة معروفه جدا، اضافة لسيرومات وغسولات للمناطق الحساسه تعمل على تفتيحها، كذلك لدي منتجات منوعه للبشره كسيروم فيتامين ي وسي وكريمات ترطيب وتقشير الوجه والجسم الصابون المغربي زبدة الجسم والشامبو الخالي من الأملاح وكبسولات الزيوت الطبيعيه للشعر، وسيرومات لتنعيم الشعر  تنت خلاصة الورد الجوري الذي يعمل على تةريد منطقة  الخدود والشفاه بشكل طبيعي ومرطب للشفاه عطور فرنسية وعربية معطرات منازل خافي الحبوب وهو مادة توضع على الحبوب لتقلص حجمها وتزيلها بطريقة آمنه اضافة لحمام جوز الهند للشعر اضافة إلى مزيل العرق وانا أعتبره في القمة بشغلي وغيرها العديد من المنتجات التي تخونني ذاكرتي للحديث عنها جميعا.

واستكملت : الحمد لله كل المنتجات عندي عليها اقبال وطلب بحكم أن من يجربها مرة يعود لها مرة أخرى ويجرب غيرها، ولكن أعتبر منتج مزيل العرق في قمة المنتجات فأساسه مادة الشبه المعروفة بتقليصها لكمية العرق من خلال تأثيرها على الغدة العرقيه لتقليص العرق الذي يفرز منها  ويدوم تاثيره 24 ساعه ودخلت العديد من التحديات مع الأشخاص عند تجربتهم لمزيل العرق أنه في حال ظهور رائحة العرق  بعد 23 ساعه من الاستخدام أن يعيدوا المنتج ويستردوا ضعف ثمنه، كما أنه يعمل على تفتيح وتبييض منطقة تحت الإبط وهو ما يميزه عن الموجود بالسوق والذي يسبب اسوداد تحت الإبط، وكانت التغذية الراجعه من الزبائن رائعة جدا، كما أضع في المنتجات كمية وفيرة مع مراعاة ان يكون السعر مناسب للجميع ليتمكن الجميع من الشراء وشعاري أن المربح القليل يجلب مكسبا كبيرا، ولدي السيروم العطري الذي يمنح رطوبة للجسم لان أساسه هو زيت جوز الهند الذي يعمل على تغذية وترميم الجلد وبذات الوقت رائحته عطرية من العطور الفرنسيه القابله للدهن على الجسم دون مواد كيميائيه دون أن يسبب تسلخات وحساسيه لانني استخدم بالعطور مواد طبيه بشكل كبير ما يمنح ترطيبا عاليا للجسم ورائحة منعشة وزكية وانتي تختاري الرائحة التي تفضليها كالفل والياسمين والنرجس وغيرهاوالعطور متوفر منها للاناث والذكور ايضا .

وواصلت: الشامبو خالي من الاملاح بخلاصة الزيوت الطبيعية كزيت جوز الهند وزيت الزيتون واللوز المر والخروع والجوجوبا زيت حبة البركة ، يغذي الشعر وبذات الوقت يحمي بصيلات الشعر من أن تغلق بسبب الاملاح كونه خالي منها والقبول علية كثير لأن أغلب المشاكل تكمن في رائحة العرق والعناية بالشعر لتكثيفة وترطيب الجسم مع بقاء رائحته عطرية لأن الزيوت العطرية تبقى محفورة بالجسم .

الابتكار والتجارب

حين يعرف الإنسان شغفه الحقيقي تتحول حياته إلى عالم من المتعة والسعادة، فالشغف هو دليل الإنسان إلى ما يحب وبه  وحده يمكن له رسم حياته كما يريد ويتخطى كل شيء ويجرب بتصميم ليصل لما يريد .

تتحدث عسل قائلة: في أول مشواري كان الموضوع يحتاج مني أشهر لأتمكن من اخراج منتج واحد لسبب واحد وهو محدودية المعلومات والمواقع التي من الممكن الاستفادة منها وكنت ابحث عن المنتجات الطبيعيه مثلا لبان الذكر يشد البشرة والشبه تخفف رائحة العرق وتعمل على تفتيح البشره هذه المعلومات على سبيل المثال لم تكن متوفره عندي بكميات كبيره  مع الوقت اصبحت هذه المعرومات عندي وبت أنا من يعطيها للناس والوقت الحالي أحتاج لأسبوع كامل لأحصر خطوات العمل والتركيبة جاهزة بعد ذلك أعمل عليها  ويحتاج العمل اسبوعا آخر ثم أقوم بتجربة المنتج بنفسي إضافة لإعطاءه للمقربين جدا مني لتجربته و على اكثر من نوع بشره لأتاكد من تأثيره وهذا يحتاج لثلاث اسابيع وطبعا يكون معمول عليه فحوصات معينه كيماويه التي لا نستغني عنها كاللزوجة الكثافه تاثيراته على الجسم ال ph  وغيرها.

وتتابع: بالبداية عام 2019 خصصت زاوية بمطبخي اعمل بها ومع الوقت سعيت وقمت باستأجار مكان خصصت فيه غرفة كي تكون مختبري وضعت فيها معداتي واقوم بالعمل فيها وهذا بفضل الله، بنفس مكان سكني وأعمل كل شيء بيدي لأكون واثقة من منتجاتي واستطيع أن اعطي الزبون المنتج حسب حاجته عكس أن يكون هنالك من يساعد في العمل فارتفاع حراره ماده مثلا يجعلها تتحلل، لذا أحب أن يكون عملي فقط بيدي لأنه منتج يدوي ومكتفيه بنفسي لأن صاحب العمل يكون حريصا أكثر من غيره على عمله اضافة لأن شغفه بعمله الخاص يختلف كليا عن شغف الموظف .

سبب التسمية" Misk soap& more"

لكل شيء في هذه الحياة سبب معين يدفعنا تجاهه وكذلك لكل نجاح خطوات ومجهودات كبيرة تبذل من أجله ، وخلف كل مشروع ناجح اسم له ارتبط به وعرف من خلاله، وداخل هذا الاسم سبب معين لإطلاقه عن المشروع وهذا ما كان خلف تسمية علا لمشروعها " Misk soap& more" .

تقول علا: أنا كأي أم لدي أطفال هم عمر سبع سنوات ومسك سنتان  عند بداية المشروع كنت لازلت حامل في ابنتي مسك وكنت قد قررت وزوجي الاسم الذي سنطلقة عليها ، والمسك ذكر في القران لفوائده الكثيرة وكان يتطيب به الرسول فساعدني زوجي وأخبرني ان اسم مسك شامل خاصة أن منتجاتي طبيعية فسيكون مناسب وتيمنا بابنتي، وكنت بالبداية اواجه مشكلة التنسيق ما بين العمل والأولاد ولكن زوجي كان متعاونا جدا معي وكذلك والدتي حفظها الله ساعدوني كثيرا في الأولاد لتوفير الوقت والتركيز في عملي وقد علمت ابني أن يتحمل المسؤولية أيضا وهذا ما ساعدني كثيرا ونوعا ما كانت الظروف مواتية من حيث محيطي، وعندما أقوم بعمل التراكيب أعمل كمية كبيره واحفظها وفق شروط امنه وعند وجود الطلبيات أقوم بتعبئة الطلبيات فقط دون العمل على صناعة التراكيب كل يوم.

الصعوبات

القدرة على تجاوز الصعاب وتحويلها إلى مجرد عثرة سرعان ما يتم تجاوزها هي مهمة ليست سهلة في أي بداية ومشروع، وعلا امتلكت الصبر ووضوح الرؤية لما تنوي القيام به والطموح لتغيير واقعها والنجاح بمشروعها، فلا لا أحد منا تفترش الورود طريقه ويكون مشواره معبدا وسهلا ولابد من الخوض في بعض الصعوبات والمعوقات التي تعطي للنجاح نكهة مميزة وسعادة كبيرة وعن الصعوبات التي لم تقف حائلا في تطور العمل تقول: بالبداية الدكتور عميد عميره وقف معي بمشروعي وفضله علي لاخر يوم بعمري والخطوة الاولى ساعدني فيها اضافة للمواقع والكتب الي ساعدني فيها ومن المشاكل الي واجهتني بالبدايه المجتمع ونظرتو والسؤال المطروح "ليش بدك تشتغلي" ، وأنا بطبيعتي طموحة وبحب الشغل وما درست وتعلمت علشان بس اهتم باسرتي وما اكون منتجة وحابة أوصل لمرحلة بيوم من الايام ينذكر اسمي على العلن أمام ولادي ويفتخروا في واكون قدوتهم ، ونظره المجتمع ما بعطيها أكبر من حجمها، وكانت اول صعوبة بكيفية توفير المواد الخام خاصة انو بداية شغلي كانت بكميات قليلة، واغلبهم بدهم يبيعو بكميات كبيره، واخذ معي وقت لتمكنت من ايجاد مصادر للمواد الخام، بعد ذلك العلب التي اقوم بتعليب المواد فيها تأمينها لم يكن سهل وأسعارها عاليه وتعرضت لاستغلال كبير من قبل التجار، ولكن بالنهاية استطعت التوصل لمصدر دائم وبسعر معقول وبالكميات التي أحتاجها وبشكل دائم ولكن لازالت تواجهني مشكلة التسويق الإلكتروني فأنا غير ضليعة بالسوشيال ميديا إضافة لأن الشركات المختصة تطلب مبالغ خيالية، أما التسويق المباشر فلدي قدرة كبيرة على الإقناع لأن المواد أنا التي أصنعها واعرف تماما جودتها وشغوفه بعملي وأستطيع ايصال المعلومة بطريقة صحيحة .

واختتمت حديثها قائلة: الرسول علية الصلاة والسلام قال "العمل عبادة"،  لماذا نحصر حياتنا بين اربعة جدران وعلى أولادنا ونحن بامكاننا تربية اولادنا حتى ونحن نعمل الفرق الوحيد هو بقناعتنا عن أنفسنا التي تتغير مع العمل ، فعندما أمتلك مشروعي الخاص وأسعى للعمل عليه وتطويرة فانا فخوره بنفسي وفخورة بذاتي طالما انا أطور بنفسي فنظرة المجتمع لي ستكون كما أنا أنظر لنفسي ، لذا علينا الإفتخار بنفسي ومن تسنح له الفرصة ليطور بذاته عمليا عليه أن يثبت وجوده بإسمه ليكون لي أثر بعد أن أموت، وعلينا دوما أن نبدأ خطواتنا بأقل التكاليف والله سوف يكون معنا ويساعدنا ويوفقنا، يجب ان لا نتخاذل ونحصر انفسنا بين الجدران فالافكار السلبيه ستؤثر علينا وطاقتنا السلبيه ستزدا وهذا ما ينعكس جليا على تربية الاولاد بشكل كبير ان كانت الأم طاقتها سلبيه وستدمرهم نفسيا دون أن تشعر ، وان كانت محبه للحياه وعمليه سيكون أبناءها مثلها تماما والفرة تأتي مره واحدة فإما أن نستغلها وننطلق او نضيعها ونبقى في مكاننا ومن الجميل أن نترك أثرا جميلا بين الناس .