عربي ودولي
الإثنين 06 مارس 2023 3:20 مساءً - بتوقيت القدس
في ظل حكم طالبان، أفغانيات مطلقات يختبئن هربا من أزواجهن السابقين
كابول- (أ ف ب) -تعيش مروة التي تعرضت للعنف المنزلي على مدى سنوات مختبئة مع أولادها الثمانية منذ عودة طالبان الى السلطة بعدما ألغت الحركة طلاقها على غرار كثيرات أخريات، خوفا منها أن يعثر عليها زوجها السابق.
حصلت مروة (تم تغيير اسمها الأول) البالغة من العمر 40 عاما وهي أم لثمانية أطفال على الطلاق قبل ستة أشهر من تولي طالبان السلطة في آب/أغسطس 2021، حين بدأت الحركة بتكثيف القيود على النساء.
هذه الافغانية واحدة من عدد صغير لكن متزايد من النساء اللواتي حصلن في ظل الحكومة السابقة التي كانت مدعومة من الولايات المتحدة على طلاق قانوني في هذا البلد الذكوري والمحافظ جدا.
لكن بالنسبة لمروة فان الانفراج بالحصول على الطلاق بعد زواج استمر 20 عاما لم يدم كثيرا.
فور تسلمها السلطة، توجهت حركة طالبان الى منزلها برفقة زوجها السابق الذي أكد لهم انه أجبر على الطلاق. طلبوا منها إبراز قرار المحكمة وقاموا بتمزيقه وبابلاغها بانه لم يعد ساريا وارغموها على العودة للعيش معه.
قالت مروة لوكالة فرانس برس "لقد بكيت مع بناتي كثيرا في ذلك اليوم. وقلت لنفسي +يا إلهي، عاد الشيطان+".
بعدما طلب منها العودة الى حياتها الزوجية السابقة، تشعر هذه الأم بالضربات مضاعفة. ففي صيف عام 2022، قررت أن تهرب مع أولادها مستفيدة من تواجد زوجها السابق في مناسبة عائلية.
تضيف هذه الافغانية "اليوم، يقول لي أولادي أحيانا +لا يهم إذا كنا جائعين، على الأقل تخلصنا من المعاملة السيئة. من قبل كنا نعاني من الأمرين+".
تروي "كان يسيء معاملتي كل الوقت بوقاحة. يجد دائما أعذارا لضربي. لم يكن يسمح لي بالذهاب لرؤية والدتي ولا أي شخص آخر، لقد حبسني في المنزل".
غضب زوجها كان سببه أيضا عدم انجابها ما يكفي من الصبيان، كما تقول وهي أم لست بنات وصبيين.
وأضافت "تم كسر يدي سبع إلى ثماني مرات (...) كانت هناك أيام كنت اسقط فيها فاقدة الوعي وتقوم بناتي باطعامي".
تتابع مروة "لقد اعتاد أن يجرني بشعري إلى درجة أصبحت صلعاء. كان يضربني الى حد أن كل أسناني قد كسرت".
حالة مروة ليست الوحيدة كما تقول محاميتها نظيفة التي تلقت على الاقل "خمسة اتصالات" في الاشهر الماضية من نساء مطلقات يطلبن مساعدتها.
المحامية الشابة التي تولت أكثر من مئة حالة طلاق ولا ترغب في اعطاء اسمها الكامل تؤكد ايضا ان نساء اخريات ابلغن عن تلقيهن نفس الطلب.
في أفغانستان، تسع من كل عشر نساء يقعن ضحايا العنف الجسدي والجنسي والنفسي من جانب شريكهن بحسب بعثة الامم المتحدة في البلاد.
تقول نظيفة "في السابق ووفقا للعرف في أفغانستان، كنا نظن ان المرأة يجب ان تقبل باي وضع كان وليس لديها أي وسيلة للانفصال عن زوجها".
تضيف "ثم عبر تبادل الاحاديث، علمت النساء أنه هناك حل وتزايد عدد حالات الطلاق".
المحامية التي باتت اليوم ممنوعة من العمل في ظل حكم طالبان تقول "بحسب الاسلام فانه حين لا يعود هناك اي انسجام بين الرجل والمرأة فان الطلاق مسموح".
لكن منذ 18 شهرا، أعاد القادة الجدد للبلاد فرض الشريعة بشكل متشدد والغوا أحكام الطلاق الصادرة سابقا ما اغرق النساء مثل مروة في اوضاع يائسة فيما غابت تقريبا كل المنظمات القادرة على مساعدتهن.
بسبب خوفها، لم تخبر والدتها عن مكان وجودها لتجنب ان تخضع لضغوطات من زوجها السابق.
وقالت "لا أحد يعرفنا، ولا حتى جيراننا" فيما تقوم بناتها بالعمل على آلات خياطة قديمة لصنع ملابس يقمن ببيعها لاحقا.
من جهتها تؤكد سلطات طالبان انه "إذا تلقينا مثل هذه الشكاوى (نساء أرغمن على العودة الى أزواجهن السابقين) فسنقوم بالنظر بها وفقا للشريعة" كما قال الناطق باسم المحكمة العليا عناية الله لوكالة فرانس برس.
ولمعرفة ما اذا كان نظام طالبان يعترف باحكام الطلاق الصادرة في ظل الحكومات السابقة فان الناطق قال "هي مسألة مهمة جدا ومعقدة" عُرضت على "دار الافتاء للنظر بها".
لا يختلف مصير سناء كثيرا عن مصير مروة. فهذه المرأة البالغة من العمر 37 عامًا والتي تم تغيير اسمها الأول تختبئ مع أولادها السبعة في منزل تحدثت منه الى وكالة فرانس برس، هربا من زوجها السابق العنيف.
تعيش العائلة في غرفة باردة وسط قلق من ان يتم العثور عليها.
تقول سناء التي يسمح فقط لابنائها بالخروج لجمع البلاستيك من الشوارع "في كل مرة يقرع فيها الباب، أخاف أن يجدني وأن ياخذ الاولاد".
بعد شهرين على سيطرة طالبان على السلطة، رأت هذه الثلاثينية التي كانت قررت قبل عام الطلاق، زوجها السابق الذي لم يكن لديها أخبار عنه، يصل منزلها برفقة عناصر من قوات الامن.
تزوجته وهو ابن عمها وهي في سن 15 عاما وكان يكبرها بعشر سنوات، وهو الان يعترض على الطلاق ويطالب باستعادة اولاده.
لحمايتهم، رضخت سناء التي كانت تتعرض للضرب سابقا لأن "طفلهما كان يبكي أو أن الوجبة لم تكن جيدة بما يكفي"، للعودة الى حياتها السابقة.
علمت ان زوجها تزوج مرة ثانية لكنها قبلت ان تصبح "خادمة" لهذا الرجل، الى ان قرر تزويج ابنتيه الاكبر سنا بالقوة لعنصرين من طالبان.
تضيف "بناتي كن يقلن لي في معظم الاحيان +أمي سوف ننتحر" قبل ان تقرر أخيرا الفرار مع أولادها بعدما تذرعت بالذهاب للتسوق.
تقول "لولا هذا القرار لكانت حياة بناتي دمرت وأصبحت أسوأ من حياتي".
طبعت مشاهد العنف أيضا في أذهان بنات مروة وأثرت على نظرتهن الى الرجال. تقول مروة "أخاف ألا أتمكن من تزويجهن" مضيفة "هن يقلن لي +أمي نحن نكره كلمة زوج عندما نرى كم كانت حياتك سيئة+".
دلالات
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
في ظل حكم طالبان، أفغانيات مطلقات يختبئن هربا من أزواجهن السابقين